قبضة الاقدار نورهان العشري الفصل الثاني
المحتويات
و انسياقها خلف قلبها ..
كانت ليله طويله علي الجميع لم ينم بها أحد سوي جنة التي أعطاها الطبيب مهدئا حتي يحميها من ذلك الألم الكبير في ذراعها المكسور و تلك الكدمات التي انتشرت في أماكن متفرقة في جسدها و لكنه لم يستطع حمايه روحها المعذبه و لا قلبها المكدوم و قد تمكنت منها الكوابيس التي ايقظتها مرات كثيرة و هيا تنتفض صاړخه لتتلقفها يد فرح التي كان عڈابها كبيرا للحد الذي منعها من النوم و من البكاء و من اي شئ قد يريحها فقط انفاس قويه تقذفها من جوف ۏجعها و كأنها جمرات حارقه حتي عندما كانت تهرول لإحتضان شقيقتها التي كانت ترتجف لم تستطع التفوه بكلمه واحده فقط تعانقها و تمسد بيدها فوق خصلات شعرها الي أن تهدأ و تعود للنوم .
وضعت فرح يدها علي عيناها التي لم تستطع التأقلم بعد علي نور الصباح الذي دخل من النافذة فنهضت بتعب من مقعدها و دلفت الي المرحاض تغسل وجهها و خرجت لتجد الممرضه و الطبيب الذي كان يعاين شقيقتها و أمر الممرضه بإعطاءها ادويتها فبادرته فرح بالحديث بصوت مبحوح
الطبيب بعمليه
زي ما قولتلك حالتها مش خطړ و مع الانتظام علي الادويه أن شاء الله هتبقي احسن بس طبعا مش هينفع تروح قبل ما نطمن عليها .
فرح بهدوء
يعني قدامنا قد ايه كدا
لاح بعض التوتر علي ملامح وجهه و لكنه سرعان ما اختفي و قال بعمليه
ممكن اسبوع مش اكتر ان شاء الله
انتي الي واضح عليكي الإرهاق اوي ودا غلط
لاحت ابتسامه ساخرة علي شفتيها قبل أن تقول بصوت لا حياة به
مش هتفرق كتير يا دكتور. المهم هيا تقوم بالسلامه.
الطبيب بإشفاق
هكتبلك علي شويه مقويات عشان مينفعش انتي كمان تقعي . انا عرفت منها انك عيلتها الوحيدة . و لازم تكوني جمبها خصوصا في الوقت دا ..
دكتور معلش ممكن تخلي حد من الممرضات يفضل جمبها ساعه بس اروح البيت اجيب هدوم ليا وليها و شويه حاجات كدا . زي ما حضرتك شفت انا جيت جري و معناش اي حاجه هنا ..
الطبيب بتفهم
مفيش مشكله . أنا هعين ممرضه مخصوص تفضل جمبها لحد ما تروحي و ترجعي
تلك اللحظه حين تضع قبله أخيرة فوق جبين مېت كان يعني لك الحياة و أكثر حين تشعر برجفه قويه ټضرب أنحاء جسدك ما أن تلامس برودة و سكون ذلك الكف الذي لاطالما كان يعج بالدفء و الحياة . نظرتك الأخيرة حين تشاهد جزءا كبيرا من روحك ينشق عنك ليتواري معه تحت الثري . تلك اللحظات لا تنسي ابدا بل تظل عالقه في ذاكرة القلب و كأنها نحتت من رحم الڼار التي تبقي مشتعله إلي أن يحين اللقاء
متابعة القراءة