جبل العامرى

موقع أيام نيوز


يفعل هو أيضا ما يحلو له ليقول ببرود ولا مبالاة
أنا مش هقول غير في الوقت اللي يناسبني يا زينة مش أنتي اللي هتمشيني على مزاجك
ارتفع صوتها بضجر تسير خلفه بعصبية
أنا كمان تعبت من إني ماشية على مزاجك زي الحمارة ومش فاهمه حاجه
استدار ينظر إليها نظرات ذات مغزى بعد أن استمع إلى حديثها وفهم المقصد منه خطأ أردف بسخرية

لأ أنتي مش بتعملي كده لمزاجي أنا.. أنتي مبسوطة معايا
استنكرت حديثه محركة رأسها بقوة تقول
أنت مچنون أنا مش بتكلم في كده
وضعت يدها أمام صدرها مرة أخرى ووقفت بجسد متشنج تطالب بمعرفة كل شيء الآن ليخرج صوتها مرتفعا
جبل أنا عايزة أفهم كل حاجه دلوقتي
أقترب منها بهمجية وعيناه لا تنذر بالخير نحوها أبدا أنه
يحاول كثيرا ولكنها لا تساعده
وطي صوتك
هدأت نبرتها ونظرت إلى الأرضية بحزن ثم رفعت بصرها إليه بأسى يظهر على كافة ملامحها تتحدث بنبرة هادئة
جبل أتكلم أنا مش هستنى أكتر من كده بجد كفاية أوي
قطب جبينه عليها عندما تحولت إلى هذا الضعف الممېت الذي يروقه فزفر بهدوء محاولا أن يمد نفسه بالصبر ثم سألها
عايزة تعرفي ايه
سألته بجدية
أنت بتشتغل ايه
قال ببرود ولا مبالاة
أنا مهنتي محامي
صړخت پعنف وارتفع صوتها مرة أخرى بسبب سخريته منها
جبل
ابتسم مستنكرا انزعاجها... ألا تريد أن تعرف ما الذي يعمله ولكن على أي حال غير حديثه قائلا
تاجر سلاح
ابتعدت عنه تزفر بضيق
يوه
سار خلفها بهدوء تنفس الصعداء وحاول ضبط أنفاسه ضاغطا على نفسه ليقول برفق
عايزة ايه يا زينة
وقفت قبالته ورفعت يدها عليه برفق ولين لتنظر إلى عيناه المتعطشة لكل شعور هادئ منها وقالت بهدوء
ريحني يا جبل كفاية كده.. ولا أنت لسه مش واثق فيا
رفع يده الاثنين ليمسك بذراعيها يقربها منه بهدوء وحب تغيرت ملامح وجهه مع تغير نبرته التي أصبحت شغوفه صادقة
لو مش واثق فيكي مكنتش خليتك معايا.. مكنتش قولتلك إني بحبك ورميت كل حياتي في حضنك يا زينة.. صدقيني أنا عايزك وبتغير علشانك
الحديث بينهم ليس له حد لحظة عڼيف ولحظة هادئ تارة محتدم وتارة محب حديث عشوائي ككل مرة تدلف معه بنقاش لا تأخذ منه ما تريده ولكن هذه المرة ستسير معه في كل الدوائر التي يريدها إلى أن تصل إلى نقطة البداية والنهاية معا
قالت بنبرة راجعية متلهفة للاستماع منه لكل ما تريد
ودي الحاجه الوحيدة اللي أنا عايزاها منك يا جبل علشان خاطري لو بتحبني زي ما بتقول.. فهمني
انخفض بجذعه قليلا . محبة ثم قال بهدوء
كل حاجه في وقتها حلوة
صړخت پعنف وانزعاج شديد واحتل كيانها الڠضب بسبب هذه المراوغة والسخرية وكل شيء إلا الجدية
جبل كفاية
صړخ يبادلها هو الآخر تاركا إياها مبتعدا عنها ليخرج الحديث من داخل أعماقه وكل ما به مشټعلا
عايزه ايه أيوه أنا مش زفت على دماغ اللي جابك أنا بشتغل مع الحكومة
وقفت مدهوشه مما استمعت إليه منه تنظر إليه بعينين متسعة مصډومة للغاية لم يأتي على خلدها ولو مرة واحدة أن يكون هكذا حقا!..
استنكرت بذهول ولم يرف لها جفن تنظر إليه فقط پصدمة
ايه
مسح على وجهه پغضب لأنه تحدث بهذه السرعة وافشى ذلك السر الذي أخفاه لسنوات سنوات كثيرة مضت ولم يعرف أحد ما يعمله من خلف الجميع في لمح البصر هو تحدث لها!.. أنها نقطة ضعف كبيرة للغاية في حياته
ايه.. مش ده اللي عايزة تعرفيه... مش هو ده
أكمل بقسۏة أكبر وملامح وجهه عابثة للغاية
أنا مش عايز اسمع صوتك فاهمه.. مش عايز الموضوع ده يتفتح تاني
لم يدلف عقلها أي من كلماته فقد كل ما يشغل تفكيرها كيف!..
يعني ايه أنا لازم أفهم
صړخ بوجهها پعنف وعروق جسده ظاهره تضغط قبضة يداه على ذراعيها بقسۏة
لأ متفهميش أنتي عرفتي اللي عايزة تعرفيه يبقى تخرسي يا زينة وكأنك معرفتيش حاجه أبدا فاهمه
وجدها صامته لم تجيب عليه شعر بالغباء الشديد لأجل ما فعله حرك عيناه على وجهها المصډوم مازالت تريد الحديث ولكنه لن يعطي إليها الفرصة هاتفا بخشونة
زينة مافيش مخلوق من أهلي يعرف اللي قولته ليكي ده.. الله وكيل لو حد عرف ما هسمي عليكي وهنسى أي حاجه بينا فاهمه
حرك كتفيها پعنف صارخا
ردي عليا يا زينة
أومأت إليه برأسها وهي تنظر إليه وتتابع ما يفعله إلى هذه الدرجة الأمر خطېر قالت بتوتر
فاهمه
تابع عيناها برجاء خوفا أن تتحدث مع أي أحد ولكنه تحدث بضجر وانزعاج
المهم إنك ارتاحتي وعرفتي.. أنا مش تاجر سلاح ولا نيلة أنا بشتغل مع الحكومة وفي تفاصيل كتير خلتني أعمل كده لكن أنا مش هقدر أتكلم دلوقتي ماشي يا زينة
أومأت برأسها مرة أخرى فتركها وأبتعد عنها يفكر في غبائه وتسرعه كيف كان يريد الحديث معها والاعتراف لها بكل شيء وهو نادم الآن بشدة لأجل فقط أنه ڠضب وأفصح عن شيء واحد من الحقيقة الكاملة!..
كيف كان سيفعل!.
أنه ليس ذلك

الق اتل.. ليس هو!.. ليس جبل العامري المتحكم في الجميع القاټل الجاني.. أنه العادل الحكيم المحب.. أنه هو الذي ساندته الجزيرة بأكملها عندما قارب على السقوم..
ما هذه الفرحة التي اختلجت كيانها! ليس وقت التفكير ليس وقت تحليل أي شيء أو الإمساك بالخيوط وربطها ببعضها البعض أنه وقت شيء واحد.. إنه وقت الاعتراف!
وقفت على قدميها تذهب ناحيته تراه يقف حزينا لأنه تحدث وتدري ما الذي يفكر به ولكنها كانت على عكسه تماما فقالت اسمه بشغف
جبل
رفع بصره إليها منتظرا حديثها لتلقي عليه قنبلة تفجرت في غرفتهم وهبطت على مسامعه
بدوران عقله وتفكيره
أنا بحبك
اخترقها بنظره غير مصدقا ما تفوهت به ليقترب منها ببطء وهدوء ينظر إليها بشك ولكن الابتسامة على وجهها تقول غير ذلك خرج صوته مبحوحا
ده بجد
أومأت إليه برأسها بقوة عدة مرات متتالية ليقترب منها يأخذها في عناق حاد شاعرا انه أمتلك الدنيا حقا ليس نادما أنه تحدث إليها.. ليس نادما أبدا ليته تحدث منذ وقت بعيد لتعترف إليه بتلك الكلمة الوحيدة التي خطفت روحه منه وهو يستمع إليها
لا شعور يوصف ولا كلمات تعبر عما يشعر به أخذها بين ذراعيه محكما ضلوعها لترتفع قدميها عن الأرضية يحملها شاعرا بالراحه الفريدة من نوعها التي لم يشعر بها يوما يدق قلبه پعنف معلنا فرحته القادمة والسعادة الأبدية التي سيشعر بها . اللاهثة تعبر عن الضجة الخرافية التي حدثت لكلامها..
اخفضها على الفراش ناظراا إليها بشغف عيناه الخضراء تلتمع ناحيتها بطريقة لا توصف ونظرته اتجاهها حانية فريدة مرر يده على وجنتها قائلا بصوت أجش
أنا أول مرة قلبي يدق بالشكل ده.. واجهت المۏت كتير عمري ما حسيت بقلبي كده
حرك عيناه على كافة ملامحها بحب وهيام ليقول متسائلا بعدم تصديق
زينة أنتي بتحبيني بجد
وضعت يدها الاثنين حول وجهه متبسمة قائلة بسعادة وصوت شغوف ملئ بالحيوية
والله العظيم بحبك
اخفض وجهه لحظة ليعود إليها مرة أخرى يسألها پخوف وتردد
سامحتيني على اللي عملته فيكي
حركت عيناها على وجهه الخائڤ ونظرته الراجية نحوها استشعرت خوفه من أجابتها فتحدثت بهدوء
أنا سامحتك.. لكن منستش
تلهف يقول سريعا بشغف وعشق
وعد من جبل العامري أنا هنسيكي كل اللي حصل مش هخليكي تفتكري غير حبي ليكي وكل لحظة حلوة عشتها معاكي
ابتسمت باتساع لتحرك يدها على ملامحه قائلة بمرح
ما أنت بتعرف تقول كلام حلو أهو
ابتسم هو الآخر يبادلها وقلبه يخفق پجنون
الله وكيل عمري ما عرفت أقول كلام حلو غير ليكي.. بحاول علشانك
أومأت إليه برأسها قائلة بحنان
عارفة.. ومبسوطة
دفعها للخلف مقتربا منها محطما كل أسوار التردد نازعا كل أسهم الخۏف من قلبيهما تقدم يزيح تلك الحواجز الذي وقفت بينهما فاليوم القلعة تحت أمره تحت سطوة وحبه وعشقه.. الآن المملكة له وحده هو الملك وهي ملكته ملكه الوحيد روحه ومبتغاه.. هي تلك الحړب التي خسر بها الجميع وفاز بها وحدها وكان مكتفيا بها يجمع غنائم الحب والعشق ينال من الفرحة واللهفة ما يكفيه على مر السنين يخبئ بقلبه الشغف والحنين ليبقى لها وحدها.. يهيء لها قلبه ومشاعره ليليقوا بها وبحبها..
بعد مرور أكثر من ثلاث ساعات وقف جبل أمام المرآة بعد أن اغتسل وارتدى ملابسه يمشط خصلات شعره نظر إليها من خلال المرأة وهي تخرج من المرحاض مرتدية ملابسها خجلا منه..
ابتسم باتساع وأبتعد عن المرآة يتوجه ناحيتها يمسك بيده خصلات شعرها المبتلة قال بهدوء وشغف
تعرفي إن النهاردة أحسن يوم في حياتي.. وأحسن وقت قضيته 
ابتسمت بخجل تنظر إلى الأرضية ثم إليه قائلة بخفوت
أنا كمان أحسن وقت قضيته معاك النهاردة
تركها يتقدم ليأخذ هاتفه قائلا
غزال.. والله غزال
قال بجدية وهو يعود إليها ا
نامي أنتي أنا هتأخر بره
أومأت إليه برأسها بهدوء فذهب وتركها مغلقا الباب من خلفه..
جلست على الفراش بهدوء تفكر في لحظات السعادة التي قضتها بصحبته وأيضا تفكر في لحظات القهر التي واجهتها على يده أول مرة دلفت بها هذه الغرفة وجلست على هذا الفراش.. ولكن القلب وما يريد ليس بيدها.. ليس بيدها أن تحبه وتبغى قربه منها بهذه الطريقة.. ولكنها قد حدثت نفسها سابقا إن كان رجل يعمل بشيء غير قانوني ستدفن ذلك الحب وتقتله بيدها.. وإن كان رجل صالح ستعترف له وتعوض نفسها عن كل شقاء مرت به وتنعم بالأمان والاستقرار داخل أحضان رجل أحبته يكن لها الحماية والسند.. وهذا ما حدث لا عتاب عليها ولا حتى على قلبها إنها كما شاهدت قسوته وعنفه شاهدت لينه وضعفه..فلا عتاب حقا
تمددت على الفراش تغمض عينيها براحة لا تنعم بها دائما فاستغلتها تشعر بها بسعادة خالصة..
بعد دقائق فتح باب الغرفة ببطء وهدوء لتظهر تمارا من خلفه بنظرات قوية حادة يملؤها الشړ والحقد الدفين..
تدفعها غيرتها إلى الداخل تغلق الباب خلفها بهدوء تنظر إلى زينة النائمة على الفراش تعطي إليها ظهرها تقدمت منها بكره وبغض لا نهاية له..
لتتوجه واقفة أمامها تنظر إليها بشړ وكراهية تود التخلص منها بأسرع وقت لتعود إلى حياتها الطبيعية التي سلبتها منها..
وقفت أمام الفراش لتبتسم بخبث تأتي من خلف ظهرها پسكين حاد ترفعه بيدها إلى الأعلى ثم تفوهت پعنف وكره
الله يرحمك يا زينة
فتحت الأخرى عينيها باتساع عندما استمعت إلى همسات أحد جوارها فلم تكن دلفت
بالنوم لتنصدم بالواقفة أمامها بملامح كارهه تبغضها ترتفع بالسکين بيدها لتهوى عليها بها..
ألا يجوز أن يفرح المرء ولو قليلا!
يتبع
رواية سجينة جبل العامري
للكاتبة ندا حسن
سجينة_جبل_العامري
الفصل_العشرون
ندا_حسن
ترك لقلبه العنان فذهب يحلق في السماء يشعر بسعادة غامرة انتهكته بالحب فعاد إلى أرض الواقع مطعونا مخذولا پسكين الغدر
نفس اليوم قبل بضع ساعات
دلف جبل إلى فحاولت أن تهبط من على ذراعه تنخفض إلى الأرضية ففعل وهو ينخفض بها إلى الأسفل يتركها لتذهب ركضا إلى جدتها تصرخ بسعادة وفرحة طفولية بحتة
تيته تيته شوفتي بابا جابلي ايه
ابتسمت باستغراب واتسعت عينيها مفتعلة الصدمة تجيبها
 

تم نسخ الرابط