روايه حان الوصال بقلم امل نصر
المحتويات
يده يتأمله بوجه عابس جعل الاخر يخفي بصعوبة ابتسامته قبل ان ينهي المكالمة بصوته الهامس ليعلق امين
يا خويا يا نحنوح بتحب في تليفون الشغل يا حضرة الظابط.
دافع عصام ضاحكا
الله يا فندم هو انا بكلم حد غريب دي زوجتي المستقبلية اللي كاتب كتابي عليها.
اممم
زام بفمه متصنعا الضيق
اه يا خويا فرحان اوي هما يومين عسل وبعدها تشبع نكد.
ومالوا يا فندم ندوق العسل وبعدها يجي النكد براحتوا يعني احنا هنروح منه فيه.
يا حبيبي.
تمتم بها بمصمصة من شفتيه ليردف
كنا كدة في حماسك بس يلا بقى هو شړ لابد منه وخلاص .
برضوا شړ.
اه شړ عندك مانع.
لا يا فندم وانا اقدر.
ايوة كدة اتعدل.
قالها امين وصدحت ضحكاتهم بحديثهم الودي قبل ان ينخرطوا في العمل والمناقشة حول الامور الهامة بينهم.
فقد تعلمت الا تعطيها ابدا الامان مضى نصف اليوم معها حتى تفاجأت بالخادمة تخبرها
رياض باشا طالب يشوفك يا بهجة في اوضة مكتبه.
رياض باشا عايزني ليه وهو من امتى اصلا بييجي في النهار
جاء رد الخادمة بعملية
رياض باشا مستنيكي يا بهجة اتفضلي وانا هقعد مع الهانم اراعيها لحد ما ترجعي.
ابتلعت ريقها بتوتر
ودا كمان عايزني في ايه جيب العواقب سليمة يارب.
خرجا الاثنان من المصعد ويدها مازالت محجوزة في قبضته تأرجحها بمرح وكأنها طفلة صغيرة تتدلل عليه وهو يتقبل منها رغم غيظه في بعض الاوقات حينما تزيد عليه.
تقارب يحدث بين شخصيتين مختلفتين في كل شيء ولكن الله يوحد القلوب بدون اسباب .
هتصل بيكي النهاردة بالليل اياكي تنامي لاطلعه عليكي بكرة في الشغل.
اهدته ابتسامتها الساحرة تشاكسه
والله انت وبختك حصلتني وانا صاحية فل انما لو روحت في النوم انسى حتى لو هتشغلني تاني يوم اشغال شاجة.... اه
ردي وقولي حاضر وبس يا صبا من غير ما تلفي وتدوري معايا غلبتيني معاكي.
قهقهت بمرح مرددة
حاضر يا عم بس خف يدك دي لا يطلعلك ابو ليلة وهو اللي يرد عليك.
والله يعني انتي بټهدديني بابوكي.
تمتم بها ليكمل بالضغط على كفها
طب خليه يطلع دلوقتي وانا اعملها وضع حميمي عشان يلمنا نتجوز بالمرة انا اساسا بتلكك.
الله انت واقف هنا يا شادي مش تدخل عشان تطمن والدتك برجوعك
الټفت إليها سائلا بفزع
مالها والدتي يا سامية وانتي هنا من امتي.
ردت ببساطة
انا جيت اطل عليها واشوفها لو عايزة حاجة لقيتها زعلانة وكل شوية تسأل انت رجعت ولا لأ.
افلت كف صبا ليتحرك على الفور إليها بقلق
لا يبقى انا لازم اشوفها واطمن عليها بنفسى.
دلف بخطواته المسرعة الى منزله بالداخل لتظل سامية بوقفتها على مدخل المنزل تطالع صبا بابتسامة صفراء قبل ان تصفق الباب فجأة بوجهها لتعلق هي في اثرها
يا بت ال..... ماشي يا سامية الزفت.
كانت تقف خلف باب مكتبه تفرك كفيها بتوتر يكاد ان يوقف قلبها لقد ظنت ان الأمر قد مر على خير وقد نسى هو بانقضاء الليل او كما أخبرتها الدادة نبوية انها هي من تهول الأمر ولا شيء مما يدور برأسها قد يحدث.
أمجنون هو كي يترك كل النساء اللاتي يعرفهن وينتبه لها
إذن لماذا طلبها ولماذا هو هنا اليوم من الأساس هذه ليست عاداته كما تعلم.
ابتعلت تحاول تنظيم انفاسها وتهدئة ضربات قلبها التي كانت تدوي بتسارع من الخۏف لتجسر نفسها وتطرق بقبضتها على باب الغرفة ليصلها الصوت القوي على الفور
أدخل.
اغمضت عينيها تعيد تدريب النفس مرة أخرى تتمتم بالأدعية تاركة حمولها على الله لتدفع الباب وتلج اليه في الداخل فتلقي اليه بالتحية
مساء الخير يا فندم حضرتك طلبتني.
كان جالسا خلف مكتبه يطالع احدى ملفاته ليرفع عيناه إليها فيخلع عنهما نظارة القراءة ثم يتأملها بسفور وكأنه يستعيد صورتها بالأمس ويقارنها بهيئتها الان بصمت مريب زاد من قلق المسكينة قبل ان يرد برتابة
مساء الفل يا بهجة انا فعلا طلبتك..... عشان اشوفك.
قال الاخيرة ضاغطا بنبرة لم تريحها لتطرق برأسها مسلمة امرها للمولى قائلة
تمام يا فندم اللي تؤمر بيه حضرتك.
سمع منها وفجأة وجدته ينهض من خلف مكتبه ثم يقترب بخطواته منها حتى وقف مقابلها يجفف الډماء بعروقها بقربه وهذه النظرة المتمعنة بملامحها الجميلة بحق وخضار عيناها المبهرة بصفاءها وتميزها ثم يجيب بهدوءه
كنت عايز اعرف منك يا بهجة هي لورا اتفقت معاكي تقبضك كام على شغلك هنا
قطبت بعدم فهم لمغزى السؤال لتقلبها سريعا برأسها ثم تأتي بالظن الاسرع لذهنها الان
بتسأل على مرتبي ليه يا فندم انت ناوي تديني بقية حسابي وتمشيني
تبسم ساخرا ليجلس على طرف مكتبه قائلا
وانا لو عايز امشيكي اتصل بيكي بنفسي عشان تيجي الصبح يا بهجة ولا انتي عدم التركيز لساه مستمر معاكي من ساعة الاتصال .
اطرقت بحرج دون ان تنبت ببنت شفاه لتمتقع ملامحها من سخريته التي لم تتقبلها حتى فهم هو ليستطرد بنبرة آسفة لم تخلو من إعجاب
انا مش قصدي اسخر ولا استهزأ دا كان مجرد هزار.
تمام يا فندم وانا مقولتش حاجة عادي يعني.
لا مش عادي يا بهجة عشان شكلك زعلتي فعلا
ردد بها يكتنفه المزيد من التسلية في مشاكستها وهذا الاعتزاز الذي يلمسه في نبرتها غير ابهة بصفته في اصرار منها لوضع الحدود هذه الفتاة تستحق التأمل والدراسة.
تنهد يعود لموقعه خلف المكتب ليتحدث بجدية
شوفي يا ستي انا كنت بسأل عشان ازود على شغلك شفت عشان تخففي اكتر عن دادة نبوية الست كبرت ومعدتش تتحمل زي الاول وطبعا اجرك هيبقى اضعاف .
طب وشغلي في المصنع.
عادي ممكن تنسقي وممكن نلغيه خالص ونخلي اللي هنا هو الاساسي.
لا طبعا اللي هناك عليه تأمين انما هنا مؤقت.
خرجت منها سريعا حتى اجبرته على الابتسام مرددا
ما انا ممكن اعملك للي هنا تأمين برضو
هذه المرة ردت برفض لم تخفيه
مش موضوع تأمين انا مش حاطة في خطتي اساسا اني استمر جليسة.
توقف فجأة مضيقا عينيه بتفكير
بهجة هو انتي دارسة لحد ايه بالظبط
....يتبع
ارجو التشجيع بتفاعل يستحق بلاش
الكسل اللهي تنستروا
ابسط حاجة هو التقدير عشان استمر
الفصل الخامس
حينما سألها قاصدا معرفة المستوى التعليمي لها
ظلت صامتة ولم تجيبه على الفور حتى انه عاود الكرة مرة اخرى ليأتي الرد هذه المرة بنبرة مستنكرة
وايه لزوم السؤال ده يا فندم
حقا تعجبه جرأتها
وهو لازم يكون له لزوم عشان تجاوبي يا بهجة
يسأل ببساطة بجهل تام منه عن حجم الحرج الذي ينتابها في هذا الموقف كلما سألها احدهم تكره ان ترى نظرة الاشفاق منهم او الحزن على ما وصل اليه حالها كما تفعل بعض النساء معها .
ثانوية عامة يا فندم مكملتش جامعة.
وليه بقى مكملتيش جامعة
مطت شفتيها بابتسامة ليس لها معني ترد بامتعاض وقد ضجرت بالفعل من إلحاحه
ظروف حضرتك ودي بتحصل في كل العائلات كنت هتجوز.....
اعتدل عن جلسته مقاطعا لها
واتجوزتي بقى يا بهجة
انكتب كتابي.
يعني اتجوزتي
دا غبي دا ولا ايه
تمتمت بالجملة من داخلها وقد نفذت طاقتها
يا فندم بقولك كنت وكان كتب كتاب يعني اتفسخت خطوبتي واتحسبت مطلقة على الورق زي ما اتجوزت على الورق ممكن بقى استأذن عشان انا بدأت اقلق على نجوان هانم .
قالتها والټفت تغادر دون انتظار رده ولكنه اوقفها على الفور بحزمه
لكني برضو مخدتش منك رد نهائي عن موضوع الشيفت الزيادة .
عادت اليه بحسم لا يقبل النقاش
انا مستمرة في شغلي في المصنع والشيفت الاضافي بتاع مدام نجوان هنا كمساعدة لدادة نبوية بإستثناء اليومين دول بس في تعب الدادة ممكن امشي بقى يا افندم
اومأ لها بذقنه للأمام لتخرج على الفور تدخل بعض الهواء لصدرها بعدما انتهت من اثقل الأحاديث على قلبها.
دلف بخطواته السريعة داخل المنزل حتى وصل الى غرفة والدته دفع الباب دون انتظار بقلقه ليجفل المرأة التي رفعت راسها عن المسبحة تطالعه بتساؤل .
فيجلس هو على الفور بجوارها يسألها بتفحص
ايه اللي حصل يا أمي حاسة نفسك تعبانة ولا النوبة رجعت تاني
خرج رد المرأة باندهاش
تعبانة ليه يا حبيبي ما انا كويسة قدامك اهو وبتفرج ع الشاشة والسبحة في ايدي .
امال كنتي بتسالي عليا ليه وانا برا في الشغل
انا كنت بسأل عليك مين قال كدة .
سامية هي اللي قالتلي .
قالها شادي وارتفعت ابصار الاثنان نحو مدخل الباب الذي وقفت واستندت على إطاره المذكورة لتبرر على الفور
ايوة يا عمتي سألتيني عنه امال ايه هو انتي لحقتي تنسي لما كنتي كل شوية تقوليلي اتأخر عن ميعاده اتأخر عن ميعاده.
شردت المرأة تعصر عقلها قليلا ولما يأست من التذكر لطفت على الفور حتى لا تحرجها
جايز يا بنتي جايز انا برضو عقلي مبقاش بيركز اوي اليومين دول..... استني صحيح...... مش انتي باين اللي كنتي بتسألي عن ميعاد رجوعه عشان يوصلك وانا قولتلك هو كل يوم بيجي بدري عن كدة اكيد كان معاه حاجة مهمة النهاردة خلته يتأخر.
قالتها المرأة بسجيتها لتفحمها دون قصد منها فيبصرها شادي بحنق شديد يكشف كذبها ولكنها كالعادة لا تغلب في ايجاد المبرر
اه يا عمتي فعلا انا سألتك بس دا عشان ادوقه من طبق المهلبية اللي عملتهولك من شوية قوليلو بقى هو عجبك قد ايه
اومأت والدة شادي برأسها توافقها بحماس
ايوة طبعا دا عجبني قوي بنت عمتك نفسها حلو اوي قي الحلويات يا شادي هي جابت لنا طبق كبير انا خدت منه يدوب معلقتين عشان متعبش سيبتلك انت الباقي يستاهلوا بقك يا حبيبي .
سمع من والدته لينقل بأبصاره منها إلى هذه المراوغة بعدما اوقعت قلبه منذ قليل وأفسدت عليه لحظة الصفاء مع محبوبته ليكتشف الان كذبتها بشكل واضح ووالدته الطيبة بلعت كالعادة طعمها والان تغطي على فعلتها والعجيب انها تبادله النظر الان بوقاحة وكأنها لم تفعل شيء.
انا رتبت البيت كله يا شادي ووضبت المطبخ حكم دا كان متبهدل اوي طبعا بقى ما هي شقة عازب بس انت الله يكون في عونك محدش يلومك.
زفر بداخله يجاملها بامتعاض
كتر خيرك يا سامية بس رحمة اختي الله يباركلها كل يومين تلاتة بالكتير بتيجي هنا تروق كل حاجة وانا بعمل على قد مقدرتي وماشية يعني مش محتاجة تعب منك .
تلقفت قوله ترد بنعومة
تعبكم راحة يا شادي يا ابن عمتي هو انا ليا اعز منكم عشان اجي واطل عليكم واعمل بأصلي شوف بقى انت تقوم
متابعة القراءة