روايه حان الوصال بقلم امل نصر
المحتويات
بدا هذا واضحا من وقفته مكتفا ذراعيه اعلى صدره
افندم يا عم سامر انت كمان اخوك معاك بقى ولا انتو مقسمينها بالدور
تهكمت بها في رد واضح على رفضها لتدخله ولكنه كان اذكى من ان يتحامق معها مثل اخيه لذلك جاء رده بهدوء
لا يا بهجة مش مقسمينها ولا لينا حق نسألك طبعا بس يا بنت عمي لما الاقيكي بتغيبي عن بيتكم لحد الساعه دي دا غير اني لما سألت عنك في شغلك عرفت انك معتبتيش المصنع من اساسه يبقى حقي انشغل.
تمتمت بها بحالة من الدهشة والڠضب تعتريها ليقابل ردها بمهادنة وكلمات ذات مغزى
انا غير اخويا يا بنت عمي هو كان غبي ومعرفش يحافظ عن النعمة اللي في ايده ودلوقتي بيبكي عليها بعد ما راحت منه انما انا الامر عندي غير انا راجل واعرف اصون اللي معايا كويس ولما اقرر محدش يقدر يرجعني عن قراري وف الاول وف الاخر انا سؤالي نابع بس من الخۏف عليكي مش شك ولا اي شيء يزعلك.
حاسة كلامك رايح لسكة مش عجباني يا سامر لذلك انا هنهي معاك من اولها عشان لو حاطط اي فكرة في دماغك شيلها من اولها عشان انا قافلة الباب بالضبة والمفتاح مع الكل.... وخصوصا انتو .
زفر يطرق برأسه سريعا ثم يرفعها متطلعا اليها بابتسامة لم تصل لعيناه
كتر خيرك يا ابن عمي. بس انا مش محتاجة نصيحة ولا دفاع من حد واهل الحارة اللي انت بتقول عليهم دول هما اكتر ناس عارفين مين بهجة وانا مش محتاجة حماية من حد .
داخل غرفة أمنية والتي كانت منكفئة مع شقيقتها في حصر الايرادت والمصروفات وكل ما يخص العمل عبر الهاتف انتبهت لقدوم والدتها لتظل واقفة محلها بصمت وترقب حتى اذا انتهت امنية الټفت إليها تخاطبها بفراسة
تشجعت نرجس ثم تقدمت لتجلس على طرف التخت تلقي بنظرها نحو الاوراق والدفاتر التي تبعثرت على الفراش بإهمال لتعقب ساخرة
اللي يشوف الكراريس والكشاكيل يقول عليكي رجعتي تاني للجامعة.....
مصمصمت بشفتيها لتكمل بضيق
حسرة عليكي الشغل الهباب بقى واخد كل وقتك حتى الساعتين اللي بترجعيهم راحة للبيت مش مرحومة من الحسابات والهم التقيل كان مالك بس بالهم والقرف ده
وماله ياما الشغل والهم ما هو حالنا ومالنا حمد لله احنا مش بنشتغل عند حد المهم بس انتي جيبي من الاخر عشان انا متأكدة ان دي مقدمة اللي بتبدي بيها دايما.
اا ما انا فعلا عايزاكي في حاجة .
تمتمت بها نرجس بتلعثم تدور مقلتيها باضطراب مما جعل ابنتها تظل على صمتها في انتظار الآتي لتردف لها بعد لحظات من التردد
بصراحة بقى انا مش هقدر ما تكلمش ابن عمتك محاكمته قربت وكنت عايزاكي تتنازلي عن اللي في دماغك بقى وكفاية عليه لحد كدة.
رفرفت بأهدابها امنيه قليلا من الوقت لكن سرعان ما استوعبت لتزفر وتشيح بابصارها عنها تستجدي من الله الصبر لتواصل نرجس دفاعها
ما تلفيش بوشك عني وتعملي نفسك مش سمعاني عشان كذا مرة اتحايل عليكي وانتي راكبة دماغك خالتك مقطعة نفسها وانتي ولا حاسة وابن خالتك هيضيع مستقبله حرام عليكي.
حرام على مين
صړخت بها بوجهها لتواصل بعدم تحمل
كام مرة هقولهالك دا قتل ابويا يعني دا جزاته الاعډام مش انتي تبكي على مستقبله وتنسي حق جوزك ولا بناتك اللي اتيتموا بسببه.
تلجمت قليلا بحرج منها لكنها عاودت بعد ذلك
الحي ابقى من المېت وانتي ما شوفتيش بعينك بتقولي سمعتي لكن ابن عمتك قال بعد كدة انه كان بيهرتل عشان يغيظ المدعوقة شهد يعني ما قتلهوش.
اه بقى وانتي صدقتي يا سلام على طيبتك يا ماما.
عقبت بها بسخرية مريرة لتلتف بعد ذلك نحو مدخل الغرفة وعودة شقيقتها الصغرى والتي اجفلها مشهدهم
ايه مالكم شكلكم بتتخانقوا صح.
زمت نرجس فمها بضيق ليأتي الرد من امنية
تعالي يا رؤى وشوفي الست الوالدة اصلها مازالت زعلانة على ابن خالتك اللي ظلمناه وهنضيع شبابه .
ولعلمها التام برأي ابنتها الأخرى وتشددها زفرت بقوة لتنهض من جوارهم مغمغمة
اتريقوا براحتكم ما انتوا خلاص كبرتوا ومبقاش حد مالي عينكم هروح انا فين فيكم وانا ست غلبانة.
توقفتا الاثنتنان بفاه منفرج لعدة لحظات لا يصدقن منطق والدتهم وتعاطفها مع من قتل زوجها ويتم بناتها لتعلق رؤى اخيرا
تصدقي بالله يا امنيه انا طول عمري اعرف ان امك سلبية دلوقتي بس اتأكدت ان معندهاش شخصية ولا تعرف تحكم ولا تحدد رأي خالتك سميرة تعيطلها حبتين تيجي هي تقلب الدنيا علينا
اكتفت امنيه بالصمت فما تحمله بداخلها من غصة وندم على ما قد فات ومرت به من اخطاء بسبب هذا المعتوه حينما كانت كالدمية بين يديه حتى انها تتمنى لو تمحي هذه الفترة من سجل ذاكرتها الى الابد. وياليتها تستطيع.
دلفت بهجة لداخل المنزل بعد أن فتحت بمفتاحها لتدخل باكياس الأشياء
التي تحملها ثم تضعها على الارض لتبحث بعيناها عن اشقاءها ولكن وقبل ان تهم بالنداء عليهم وصلها صوت نقاشهم من داخل اقرب الغرف الى الباب غرفة شقيقها والذي لم يكن موجود ف هذا الوقت لعلمها بمواعيد تحصيل دروسه
يا بنتي بقولك هزقته بيسأل ويطقس هو ماله اصلا.
بجاحة يا حبيتي بس انتي برافو عليكي يا عائشة انك وقفتيه عند حده عشان يعرف كويس اننا مش ساهلين ليه ولا لأهله .
طلت عليهم بهجة تردد سائلة
هو مين اللي احنا مش ساهلين ليه
انتفضتا الاثنتان بجلستهما على الفراش ليرددن بمرح وجزع وقتي
حرام عليكي يا بهجة خضتينا.
قابلت قولهم بابتسامة ضعيفة تشاركهم الجلسة على تخت شقيقهم
اولا ايه اللي مقعدكم على سرير ايهاب ثانيا وهو الاهم عايزة اعرف بتتكلمو على ايه
ردت رحاب
قاعدين في اؤضة ايهاب عشان رتبناها والكلام خدنا واحنا بنرغي.
أضافت على قولها عائشة
اصلنا كنا بنتكلم على ابن عمنا سمير يا ست بهجة انا مش فاهمة انتي ازاي كنتي هتتجوزيه ده ازاي مكنتيش حاسة بتقل دمه ولا رزالته.
بابتسامة بالكاد تخفيها
ما انا مكنتش ناصحة وقروبة زيك يا ست عائشة ابويا قالي هتتجوزي ابن عمك مقدرتش اعارضه وبرضوا هو مكانش وحش اوي كدة او يمكن انا مكنتش فاهمة الدنيا كويس ولا عارفة طبيعة البشر اللي عايشين وسطيهم.
قالت الأخيرة بغصة مررت حلقها لتجفلها عائشة بقولها
بس انا النهاردة ادتهولك على دماغه عشان يحرم يدخل في اللي ملهوش فيه.
ليه هو عمل ايه
تكفلت بالرد هذه المرة جنات
بيسألها عن رجعتها امبارح الساعة واحدة بالليل وانتي عارفة طريقته بقى المستفزة.
قالت الأخيرة بحرج فهمت منه بهجة على مقصد الاخرى لتتنهد بغيظ مكتوم متمتمة
يعني انا هلاقيها منه دا كمان ولا من اهله هما لا يرحموا ولا يسيبوا رحمة ربنا تنزل
صمتت برهة لتكمل بما يعتريها من قهر
خنقة من جميع الجهات.
لطفت شقيقتها الوسطى جنات
معلش يا بيبو دا اكيد من اهميتك يا حبيبتي ولإنك غايظة الكل بعزة نفسك .
قالتها لتضيف عليها عائشة بفخر
ايوة يا بيبة وانا فخورة بيكي ان كنتي شغالة في مصنع ملابس او حتى جليسة لست عجوزة واي حد يتكلم نص كلمة بديلو على دماغه.
استطاعت بعفويتها ان ترسم ابتسامة على وجه شقيقتها لتفتح ذراعيها اليها وتضمها بقوة
وانا بقى لو هبقى فخورة بحاجة واحدة بس في حياتي يبقى انتي يا عين اختك بلسانك الطويل ده وعقلك اللي سابق سنك بتخلي الكل يعملك الف حساب ياريتني كنت زيك.
جنات ضاحكة هي ايضا
اه والله انا نفسي لما اتعرض لاي موقف في الجامعة بقول ياريتك يا عائشة كنتي معايا قوية ولسانها مبرد ع الكل .
في اليوم التالي
وعلى غير عادته فضل تناول الافطار هذه المرة على مائدة تجمعه مع والدته والتي جلست امامه بصمت واعين مترقبة لا تقترب يدها من الطعام ليعلق هو مخاطبا لها بسخرية
ايه يا ست الكل مش قادرة تاكلي وانا قدامك طب اداير وشي لتكوني بتتكسفي من الاكل معايا.
لم تظهر له اي استجابة بل ظلت على وضعها وهذا الغموض الذي تحاوط نفسها به حتى يشعر بالعجز عن قراءة ما يدور بعقلها
اموت واعرف انتي بتفكري في ايه انا واثق ومتأكدة انك فاهماني يا ماما.
زفر بحنق حينما يأس منها ليلطم بكفه على سطح المكتب يشيح بوجهه للجهة الاخرى وقد ذهبت عنه شهيته ف اصطدمت عيناه بها .
وهي تدلف اليهم وقد تخلت هذه المرة عن العباءة السمراء وترتدي الان ملابس شبابية تناسب عمرها على قدر بساطتها ولكنها تظهر الجانب الرقيق بها مهما حاولت من اخفاء او تقليل تظل راقية رغم انفها .
صباح الخير.
القت التحية موزعة ابصارها عليه وعلى والدته التي نهضت فجأة لتلتصق بها بفعل على قدر ما اصابه بالضجر ولكنه ايضا تفاجأ به لثقة والدته بهذه الفتاة في هذه الفترة القصيرة ليعلق
يااه يا بهجة دي شكلها ادتك الامان اكتر من ابنها .
ربتت بهجة على ساعدها لتهدئتها قبل ان تلتف اليه قائلة بحرج
لا العفو يا فندم مين قال كدة اا انا بستأذنك بس تخلي عم علي يوصلنا للدكتور بتاعها انا عرفت من دادة نبوية ان النهاردة ميعاد الزيارة الشهرية.
اااه
تمتم بها بتفهم ليتمتم بفراسة
عشان كدة بقى انتي غيرتي العباية السمرا النهاردة
ابتلعت ريقها بخجل لانتباهه وتعليقه على هذا الأمر لتوميء برأسها ردا له فخرج رده مفاجئا لها
تمام يا بهجة انا هاخدكم بنفسي ع الدكتور.
حضرتك بنفسك هتروح معانا
قابل تساؤلها بابتسامة مبررا
مش والدتي يا بهجة يعني من حقي اطمن عليها ولا انتي شايفة غير كدة .
نفت بهز رأسها وذهنها يستعيد تعليمات الدادة نبوية بخصوص ذلك الامر حينما اخبرتها عن المسؤلية الجسيمة في الحذر من أفعالها في كل مرة كانت تخرج بها وحدها لا يرافقها سوى الحراس وسائق السيارة .
انتشلها من شرودها جذب نجوان لها من ملابسها لتشير بالرفض بسبابتها يبدو أنها لا تريد مرافقته ليأتي الرد منه بعمليه وهو يتحدث عبر الهاتف
ايوة يا كارم معلش يا حبيبى ممكن تنوب عني
متابعة القراءة