عوده الطيور المهاجرة مروة مصطفى

موقع أيام نيوز

عودة الطير المهاجر بقلم موروا مصطفى 
البارت الاول
شاب وسيم حسن المظهر ذو بشره سمراء قليلا وعيون رمادية وانف حاد يرتدي نظارة طبية ويمسك في يده هاتفه حتي يتابع اخر الاخبار كان يرتدي بدله ذات لون رمادي غامق وقميص وكراڤت من نفس اللون وحذاء اسود يجلس في سيارة ليموزين فاخرة في اتجاه من المطار الي قاعة المؤتمرات التي سوف يتم تكريمه فيها فهو من أشهر أطباء المخ والأعصاب في امريكا وفجاءة استمع لصوت سائقه وهو يحتد علي احد الأشخاص كي ينصرف من ذلك المكان الذي يقف به حتي يستطيع ان يصطف بسيارته فنظر ذلك الشاب الي الرجل وبهت وتحدث الي سائقة ان يتركه و يصطف بالسيارة في مكان اخر لان موعده قد أزف ونزل سريعا من السيارة ودخل الي قاعة المؤتمرات واستمع الي ترحيب الحضور جميعا له وقام المضيف ويدعي ادوارد باعلان حضوره

سيداتي سادتي نعلن لكم عن حضور الطبيب المصري حمزه شاهين 
فقام الحضور بالتصفيق له واتجه حمزه الي المنصه واعتلاها وهو ينظر الي الحضور 
مساء الخير علي الجميع انا اسف عارف ان ده ميعاد كلمتي لكن ممكن تسمحولي استأذن منكم ربع ساعه وارجع لكم تاني 
تحدث ادوارد نيابه عن الجميع بالموافقة 
اتفضل دكتور حمزه كلنا في انتظار حضرتك
نظر له حمزه بعرفان وتقدير علي موافقتهم بتأجيل كلمته وخرج سريعا للخارج مره اخري وذهب باتجاه ذلك الرجل الذي كان سائقه يحتد عليه فوجده جالس في الجوار وهو في شكل مزري يرتدي ملابس غير مهندمه ويحدث نفسه في هدوء فأقترب منه وعيونه تلمع بالدموع ووضع يده علي ساقه ونظر له وهو يهمس
بابا وسيم ازيك حضرتك مش فاكرني
فنظر له الرجل باستغراب وعاد بنظره للامام فأكمل حمزه
بابا وسيم انا حمزه يابابا حمزه شاهين مش فاكرني
هنا الټفت له وسيم ونظر له وعلي وجهه شبه ابتسامه ووضع يده علي وجهه
ياااااااااه حمزه كل دي غيبه شفت نور ماټت يا حمزه نور ماټت وسبتني
فتساقطت دموع حمزه وهو يقبل رأسه لانه شعر بتقصيره معهم تلك الفتره والتي ابتعد فيها عنهم فضمھ لصدره وهمس 
حقك علي راسي يا بابا انا اسف والله ڠصب عني حضرتك عارف بس ده مش عذر حقك علي راسي حبيبي الله يرحمك يا ماما نور قوم معايا يا بابا 
وقف وسيم معه واخذه حمزه من يده وقام بالدخول الي الفندق الذي به قاعة المؤتمرات وصعد الي الجناح المحجوز له به وقام بتغيير ملابس وسيم وتصفيف شعره وهندم له ذقنه ثم اخذه وهبط به للاسفل وذهب به الي قاعة المؤتمرات ودخل به علي الحاضرين الذين فوجئوا به فهو كان شخص معروف علي مستوي امريكا وفجاءة اختفي فوقفوا جميعا احتراما له 
صعد حمزه علي المنصة ومعه وسيم واجلسه ثم قبل رأسه ونظر للحضور 
طبعا دكتور وسيم اشهر من ڼار علي علم مش محتاج تعريف من اي شخص اسمحولي بوقتكم ح احكي لكم حكاية الدكتور النابغه حمزه زي ما الكل بيقول عليه مع الدكتور وسيم 
نظر اوارد لحمزه ووقف مبتسما
الوقت معاك يادكتور حمزه متشوقين نعرف حكاية حضرتك مع الدكتور وسيم
ابتسم حمزه بهدوء ونظر لوسيم وعيونه تلمع بالدموع
فلاش باك
شاب جميل صغير في السن ولكنه تحمل مسئولية الرجال هو ساب يبلغ من العمر ١٧عاما في الصف الثاني الثانوي عبقري في دراسته الكل كان يتنبأ له بمستقبل باهر ولكن تأتي الريح بما لا تشتهي السفن فجاءه ماټ شاهين والده ذلك الرجل العظيم الذي كان يعمل بكل جهده حتي يتم تعليم اولاده فقد كان لديه حمزه وهو في الصف الثاني الثانوي يبلغ من العمر ١٧ عاما ولديه رحيق ورغد فتاتان تؤام في الصف الثاني الاعدادي يبلغان ١٤ عاما وفجاءه تعب شاهين يومان وبعدها ذهب الي خالقه تاركا الثلاثة في عنق زوجته صباح والتي كانت امراه جميله الملامح هادئة الطباع تزوجها شاهين صغيرة فلا تعلم شيئا عن مصاعب الحياة فلم تعرف ماذا تفعل بعد ۏفاته فأخذت تبكي زوجها وحبيبها وحاول جيرانها مساعدتها بأن نصحوها ان تذهب لعمل شاهين وان تطالبهم بمعاش لشاهين ومكافأة نهاية الخدمة ولكن اصحابها قاموا بالرفض عندما علموا پوفاة شاهين وان ليس لديهم من يقف لهم فطردوها من الشركة هي وولدها فجلست تبكي حالها وحال اولادها ولكن احتضنها حمزه بقوه وهو يمسح دموعها وهمس لها
ماتخافيش يا أمي ولا تبكي تعالي اروحك وح انزل ادور علي شغل وان شاء الله ربنا مش ح يسيبنا
نظرت له صباح وهي تمسح دموعها وتحاول ان تبتسم له
ياحمزه ومدرستك حبيبي انا ح احاول اشتغل ان شاء الله حتي انضف بيوت اعمل اي حاجة 
وقف حمزه ونظر لها بقوه 
لا يا امي طول عمر بابا معيشك متصانه وح تفضلي طول عمرك متصانه ماتقلقيش عليا انا ح اتصرف ح ادور علي شغل بعد المدرسة والحمدلله حضرتك عارفه طول عمري ماباخدش دروس يالا بينا يا أمي نروح 
وقفت صباح وهي تستند علي ولدها وعادوا الي منزلهم مره اخري وبعد ان ارتاحوا قليلا نظر حمزه لأمه ووقف مقبلا رأسها
ادعيلي بقي يا أمي ح انزل ادور علي شغل 
فقبلت صباح رأسه واحتضنته بقوه وهي تبكي
بدري عليك شيل الهم يا حمزه اقولك خلينا نلجأ لحد من اعمامك حبيبي 
فأنتفض حمزه غاضبا ونظر لأمه معاتبا اياها بعيونه
لا يا أمي لا احنا مالناش اعمام الناس اللي هانوا ابويا وهانوكي مش ممكن نلجأ لهم حتي لو ح اشتغل ايه عمرنا ما ح نلجأ لهم ابدا عايزانا نرجع لهم علشان يكسرونا يا امي عايزاهم يجبروكي تجوزي حد منهم ولا يشغلوا اخواتي خدمات لهم ولا يجبروهم يتجوزوا ولادهم ويمرمطوهم لا يا أمي ما عاش ولا كان اللي يعمل فيكم كده وانا عايش انا ح اشتغل وح اكمل مسئوليه ابويا ماتخافيش ابنك راجل يا أمي
احتضنته صباح واخواته بقوه وكلهم يبكون فأبتسم لهم وهو يحتضنهم فرغم صغر سنه الا ان جسده يشير انه شاب في العشرين من عمره مش عايز عياط بقي يالا منك ليها ساعدوا ماما واوعوا تخلوها تعمل حاجة وبعد كده عايز مذاكرة من ڼار فاهمين لازم ننجح ونحقق حلم بابا يابنات
فنظروا له وابتسموا وهمست رحيق من بين دموعها
ح نعمل كده ياحمزه و ح ننجح ونحقق حلم بابا وماما انت ح تبقي دكتور كبير وانا محامية شاطره ورغد مهندسة ونخلي بابا يفرح بينا وماما كمان ترفع راسها ماتخافش ياخويا بس هو ينفع نشتغل ونساعدك 
فأحتضنهم حمزه وقبل رأس كل واحدة منهم
لا ياحبيبتي انتم كفاية عليك تذاكروا وتساعدوا ماما يالا بقي انا ح انزل ادعولي ياحبيباتي الحلوين وان شاء الله اشتغل 
ضمته صباح بقوة وقبلت رأسه
ربنا يوفقك ياحبيبي يابن الغالي ياضهري وسندي ربنا يقدرك على الحمل ده كله حبيبي
قبل حمزه رأسها ويدها 
ربنا يحفظك لنا يا أمي يالا استودعكم الله التي لا ترد ودائعه
ردت صباح والبنات معا
في حفظ الله وأمانه 
خرج حمزه يبعث عن عمل وقابل جار لهم وعندما علم بأنه يبحث عن عمل أخذه وذهب الي صديق له عنده مطعم جميل في مكان يبعد عنهم قليلا وقص له حكايته فقرر الرجل ان يجعله يعمل فتره الصيف شفتين عمل حتى يستطيع ادخار بعض المال لأيام الدراسه وفي تلك الأيام يعمل بعد الدراسة وفي فتره هدوء المحل من الزبائن يستطيع أن يجلس لاستذكار دروسه شعر حمزه بالسعادة ولأنه في فتره الأجازه فأستلم العمل في وقتها وظهر اجتهاده وابتسامته الدائمة لزبائن المطعم واستطاع في غضون ايام أن يكسب ثقة صاحب المطعم وكثير من الزبائن المستديمين في المحل وكان يعمل منذ الساعه الحادية عشر صباحا وحتى الواحده مساء وكان العاملين بالمطعم يقومون بإقتسام أموال الاكرامية عليهم فيعود ببعض الأموال والتي كانت الأم دائما ما تدخر منها البعض حتى يستطيعون التكمله حين يعود حمزه للدراسة وكان دائما مايعود الي البيت محملا ببعض الطعام ويجلسون في نهاية اليوم يأكلون معا ويضحكون سويا وفي آخره يدخلون جميعا الي أماكن نومهم وينامون قريرين العين حتى اتي صباح يوما كان حمزه يستعد للذهاب لعمله حتى وجد بابهم يطرق بقوه فقام بفتحه ليجد أمامه اثنان من اعمامه فبهت ونظر لهم وبعد برهه سمح لهم بالدخول 
اتفضلوا اهلا وسهلا 
دخل العمان وكان أحدهما يشتهي زوجة أخيه فكان سعيد بۏفاته حتى يتزوجها رغم انه متزوج من اثنتان الا ان الطمع قد أعمى بصره وبصيرته اجلسهم حمزه وذهب ليبلغ امه وأخواته ومنع اخواته من الخروج من غرفتهم كما قام بالاتصال بصديق والده المقرب والذي كان هو كبير المنطقه التي يقيمون بها وكانت كلمته سيف علي رقاب الجميع فهو معروف عنه الحزم والقوة والوقوف في الحق وخرج بعد أن ارتدت والدته ملابس الحداد وارتدت النقاب أيضا فهي كانت جميلة وصغيرة وخرجوا سويا لاخوات زوجها الراحل ونظرت لهم من خلف نقابها
اهلا وسهلا يا اخوات الغالي 
رد العم الأكبر وكان يدعي شاكر وهو من كانت عينه من صباح
اهلا ياصباح ازيك وازي صحتك كده محدش يبلغنا پوفاة المرحوم احنا مش اخواته واهلكم برضه
هنا رد حمزه وهو يقف امامهم
من امتى ياعمي من امتى وانتم اخوات الغالي واهلنا من ساعة ما طردونا من بيتكم لما ابويا رفض انه يجوز اخواتي لأولادكم وهم لسه صغيرين ولا من ساعة ما حرمتوه من ورثه من ابوه الله يرحمه 
شعر شاكر بالڠضب فوقف وهو يحدق في حمزه پغضب
انت بتكلم معايا ازاي كده يا ولد انا عمك امشي غور ادخل اوضتك انا ليا كلام مع صباح مش معاك 
وهنا وجد أمامه ذلك الصديق كبير المنطقه والمدعو كارم ومعه زوجته وأبنائه الاثنان وبعض من رجال المنطقة وحريمهم
سلام عليكم الأول يا رجاله تقدر بقى حضرتك تفهمنا ليك كلام ازاي مع مرات اخوك في عدم وجود ابنها ايه ماتعرفش في الاصول يا جدع ولا ايه لو ماتعرفش نعرفك 
نظر شاكر و أخيه شناوي الي الجمع الذي أمامهم وارتبكوا قليلا ولكن استطاع شاكر ان يجمع شتات نفسه مره اخرى ونظر لهم
ممكن اعرف انت مين وبتكلم بصفتك ايه 
رد حمزه وهو يقترب من كارم ومعه امه التي وقفت بجوار الحريم
ده عم كارم كبير المنطقه واللي كلمته بتمشي على اتخن تخين وصاحب الغالي ابويا ياعمي وليه كلمته وبتمشي
على اي حد
وقف شاكر ونظر الي كارم بابتسامه صفراء في محاولة منه لكسبه اليه ولكن ماكان يعلم أن كارم يعلم كل شئ عنهم وما فعلوه مع اخيهم
اهلا اهلا يا حاج كارم اللي مايعرفك يجهلك ياراجل ياطيب اتفضل ياحاج
نظر له كارم باستهزاء وسخرية
العزومه ماتجيش منك تيجي من أصحاب الدار 
نظرت له صباح ثم نظرت لولدها وهزت رأسها فتكلم حمزه
اتفضل ياعمي
تم نسخ الرابط