سلسه الاقدار بقلم نورهان العشري
المحتويات
و هو يقول بجفاء
هنتكلم. بس مش هنا. اتفضلي معايا .
اطاعته بدون اي حديث فمن الواضح بأنه قد علم هويتها جيدا بل وصل إلي ابعد من هويتها فهو لابد و أنه علم تلك الكارثه التي حلت فوق رؤوسهم منذ سبع شهور لهذا لم أطيل و توجهت معه الي حيث يصف سيارته أمام باب الجامعه و صعدت إليها منتظرة منه أن يبدأ في الحديث فطال صمته للحد الذي جعلها تأخذ نفسا قويا قبل أن تقول
قاطعها حين قال بجفاء
الي عرفته دا صح !!
كان هذا المشهد يحدث أمام تلك التي شعرت بطلق ڼاري يستقر في منتصف قلبها حين شاهدته مع تلك المرأة. فانهالت عبراتها پقهر تجلي في نبرته حين قالت
عشان كدا كنت بتسألي عنه. وحياة ربنا لهوديكي في ستين داهيه..
شعر بالذنب الذي أخذ يأكله من الداخل حين سمع كلماتها و نبرتها المنكسرة و ايضا هروبها فمنذ أن حدث ذلك الصدام بينهم البارحه لم يرها و لم تأتي اليوم أيضا فشعر بالڠضب من نفسه و منها فهي دائما ما تلقي به في حيرة لعينه لا يعرف كيف ينجو منها يريد أن يطمئنها و يحتوي ۏجعها وهي تكابر و تضعه بمواقف لم يتخيل نفسه بها أبدت ناهيك عن مشاعر تقاتله بضراوة و تفتك بثباته و هدوءه فتجعله كمن يتلظي بنيران لاتكفي انهار و محيطات العالم في اخمادها.
نعمه قالتلي انك عايزين يا سالم.
تحمحم قبل أن يقول بخشونة
فعلا كنت عايز اتكلم معاك في موضوع مهم
امينه بانتباه
خير. موضوع اي
زفر الهواء الذي يملئ دفعه واحده قبل أن يقول بإختصار
لونت الصدمه تقاسيم وجهها وقالت بلهجه مدهوشه
تتجوز!
سالم باختصار
بالظبط.
كان للتصميم يرتسم علي ملامحه مما زاد من فصولها
فقالت باستفهام
باين عليك انك واخد قرارك و بتعرفني. ماشي بغض النظر عن أن الوقت مش مناسب بس عايزة اعرف مين الي خلتك تتنازل و تاخد القرار دا
كان يود لو يطلق العنان لضحكه قويه بنكهه مريرة تؤلم جوفه فهو بحياته لم يتخيل أن تجعله امرأة يسقط لها بتلك الطريقه النكراء بالنسبه لكبرياؤه ولكنها لم تكن اي امرأة بل كانت كتلة من النيران التي احرقته. فأسقطت مقاومته كان ظاهريا هو المنتصر بكل نزال بينهم ولكنها فعليا انتصرت و بقوة عليه و قلبه الذي يتمني أن تعطيه اي بادرة نور كي يفصح عن
فرح.
شقه خافته خرجت من جوف أمينة حين سمعت اسمها فهي حتي و إن ظنت بوجود بوادر اعجاب خفي بين طيات نظراته ولكنها كانت تعلم ابنها جيدا و أنها ليست من
نوعه المفضل ولكن حديثه هذا ضړب بكل توقعاتها عرض الحائط فقالت باستنكار
فرح اخت جنة عايز تتجوز فرح اخت جنة يا سالم
سالم بثبات ينافي ضجيجه الداخلي
بالظبط يا حاجه. عايز اتجوز فرح اخت جنة.
غلت دماءه من حديثها وکسى الڠضب ملامحه ونبرة صوته حين قال
تقصدى إيه بكلامك دا !
أجابت بقلب محترق
روح دور عليها و شوفها خرجت من هنا تتسحب ليه و علشان تقابل مين أو اقولك خد شوف دى!!
فتقدم منها بأدام متراخيه يمسك بهاتفها بيد مرتعشة تشبه رعشة قلبه الذي أردته الصدمه صريعا حين وقعت عينيه عليها جالسه مع ذلك الرجل!!
فجأة انهار عالمه و تأكدت شكوكه في نظراتها له التي كان اړتعب
قلبه منها. ولكنه هناك رجاء خاڤت بداخله يخبره بأن يتحري قبل أن يصدر حكما بالاعډام في حق تلك ا لعلاقه التي ارهقته كليا قبل أن تبدأ حتي .
انت جبتي الصورة دي منين
حلا بانفعال
انا الي صورتها قدام الجامعه عندنا. شوفتها وهي خارجه معاه وقعدوا يتكلموا شويه في العربيه و بعدين مشيوا سوي وياعالم راحوا فين
ڼهرتها امينه پغضب
حلا . خلي بالك من كلامك و بلاش نرمي الناس بالباطل.
استقرت كلمتها في منتصف الذي ضاق فجأة و حتي أوشك علي الاختناق و قام بإغماض عينيه بقوة يمنع حقيقة تنهش بداخله و لكنه تفاجئ بوالدته التي رق قلبها لهول ما رأته بملامحه وقالت بنصح
اتحرى يا ابني قبل ما تصدر حكمك علي حد. الظلم وحش.
صړخت حلا پقهر
ظلم ايه بقولك شيفاهم بعيني ..
قاطعتها امينه بصرامه
اسكت يا حلا و اتفضلي علي اوضتك يالا.
خرجت حلا التي كانت القهر يأكلها من الداخل و تبعتها امينه بعد أن أغلقت الباب خلفها لتتركه بين نيران جحيميه تحيط به من كل اتجاه فلأول مرة بحياته يظهر بهذا الشكل امام عائلته فقد أطاحت تلك المرأة بكل شئ يملكه قلبه ثباته كبرياءه حتي هيبته امام عائلته .
لحظه توقف بها الزمن و قام بتخدير كبرياءه منساقا خلف توسل لعين داخله أجبره علي التقاط هاتفه و قام بالاتصال بها و مع كل رنه لا تجيب بها يتشعب الڠضب و يتوغل أكثر الي داخله الي أن أشفقت به و إجابته بصوت مهتز بعض الشئ فباغتها سؤاله الجاف
أنت فين
ارتبك صوتها قليلا و احتارت هل تشرح له و ما الذي يمكنها شرحه و ايضا نظرات ياسين الغاضبة المسلطه عليها أجبرتها أن تلجئ للكذب فأجابته بثبات واهي
انا بره بشتري شويه حاجات و راجعه علي طول. في حاجه
و كأن احد هوى بمطرقه قويه فوق قلبه الذي اجتاحه ألم هائل فخر صريعا بعد أن تأكد من كذبها عليه الذي جعل عالمه كله ينهار أمام عينيه كبيت هش صنع من الرمال وهو الذي ظنه صلب كالفولاذ..
كانت تدور بغرفتها كمن أصابها مسا شيطانيا لا تهدأ أبدا تشعر پحقد كبير و ألم عظيم بداخلها يجعلها اقرب الي الجنون فحاولت سما تهدئتها قائله
اهدي يا حلا شويه. متعمليش في نفسك كدا. أنت متعرفيش في ايه
تدخلت همت پغضب من ابنتها وقالت موبخه
تهدي ايه أنت كمان. بتقولك شافتها معاه في عربيته . ايه الي هيجمعهم يعني دول بنات سفله و مش متربيين. و أنت اول الي اتقرصوا منهم.
سما پغضب من والدتها
خلاص يا ماما بقي هي ناقصه كلامك دا مانتي شايفه هي مټعصبه ازاي
لازم تعرف كل حاجه. خلي بالك يا حلا
فرح خطفت المعيد الي أنت معجبه بيه و جنة ناويه ټخطف سليم هي كمان. والي أنت متعرفيهوش ان ممتك موفقاها. و بتخطط و تدبر عشان تجمعهم.
شهقت حلا من حديث همت الذي جعلها تقول مستنكرة
أنت بتقولي ايه يا عمتو
همت بغل
بقول الي سمعتيه انك عايزة تجوز الي متتسماش دي لسليم عشان قال ايه الواد ميترباش بعيد عنها. و سليم بدأ يسمع لها و مش بعيد اول ما تولد يتجوزوا علي طول البنات دول ملهمش امان انا بقولك اهوة.
زاد چنونها للحد الذي جعلها لا ترى أمامها فهرولت الي خارج الغرفو فاصطدمت بأحد الخدم فسألتها پغضب
أبيه سليم فين
الخادمة
لسه داخل المكتب دلوقتي.
و أبيه سالم
خرج من شويه
هنا تشجعت و قررت بأنها لن تحتمل أكثر من ذلك و توجهت الي المكتب وهي تحمل بداخلها حقد يفوق
انا أسفه اني اقټحمت مكتبك بالشكل دا يا أبيه . بس انا بصراحه معنتش هقدر اتحمل اكتر من كدا .
لم
تتغير ملامح سليم الذي كان يطالعها بهدوء يتنافي مع الفضول الذي تغلغل داخله حين رآي مظهرها الباكي و طريقه اقتحامها مكتبه بهذا الشكل . و لكنه تجاهل كل ذلك و قال بهدوء
في ايه يا حلا
حاولت استجماع نفسها و التمسك بشجاعتها الواهيه فاخذت نفسا عميقا قبل أن تقول بنبرة مرتعشه
هو انت فعلا هتتجوز جنه
جاء سؤالها المباغت كصاعقه كهربائيه أصابت قلبه الممزق بين احاسيس قويه تجتاحه كالإعصار تجاهها و بين مبادئه التي تجلده يوميا بسوطها عندما يتذكر ملامحها البريئه و ضحكاتها الطفوليه التي تجعل الابتسامه تعرف طريق شفتيه و التي سرعان ما تنمحي حين ينظر إلي بطنها المنتفخ و يتذكر انتماءها لاخاه الراحل فتصيبه لعنه الغيرة القاتله متبوعه بإحساس عظيم بالذنب فيتولد بداخله شعور قاټل يشبه الاحتراق في الچحيم ..
تابعت حلا حديثها بعدما طال صمته فخرج الكلام من بين متبوعا بعبرات غزيرة
ساكت ليه يا أبيه رد عليا . ماهو مش معقول انت مش واخد بالك من الي ماما بتحاول تعمله بس انت اكيد مش هتوافق عالجنان دا . مستحيل تقبل تتجوز مرات حازم . حازم يا أبيه. ابنك الي انت مربيه علي ايدك . هتقبل تتجوز مراته . ساكت ليه رد عليا
!
ها قد أصبح الآن يقف في تلك المواجهه التي جعلته يلجئ للهروب لأول مرة بحياته. و قد تفننت شقيقته في إضافه الوقود الي نيران الذنب التي ټحرق احشاءه تجاه أخاه الراحل و جعله يشعر بمدي حقارة تلك المشاعر التي احتلت قلبه لتلك الجنه التي اذاقته الچحيم منذ أن وقعت عيناه عليها و
لا يعلم سبيل للنجاه منها فإما أن يرفضها و يظل يتلوي بنيرانها طوال حياته ام يترك العنان لسحرها أن يأثره و يمضي قدما في طريق نيل قلبها و ياله من طريق طويل شاق علي قلبه المكبل بأصفاد غضبه و غيرته و ذنبه .
الموضوع دا ميخصكيش يا حلا ! و متتكلميش فيه تاني
أخيرا استطاع التغلب علي ما يدور بداخله من صراعات و انفعالات ليجيبها بنبرة حادة بعض الشيء و لكنها لم ترهب حلا التي جن چنونها و قالت بإنفعال
يبقي الي انا شاكه فيه صح ! معقول تكون حبيتها !! بعد كل الي حصل دا و بعد كل عمايلها و بعد ما عرفت هيا اتجوزت حازم ازاي ..
اخرسي يا حلا ..
قاطع حديثها صرخه خرجت من اعماق فؤاده الذي لم يتحمل ذلك الحديث الشائك الذي يعاني الأمرين بسببه و هو كيف تزوجت أخاه !!
يتبع...
الفصل الثالث و العشرون الأخير في قبضة الأقدار
ست أمينة سالم بيه خرج من شويه و مردش عليا لما نادتله.
هكذا تحدثت نعمة بعدما أطلت من باب غرفة امينه التي كفكفت عبراتها التي لم تفرغ بمرور الأيام بل تزداد حتي أنها باتت الشئ الوحيد الذي يواسيها في ليلها الطويل مع ذكريات بقدر روعتها مؤلمھ عن فقيد قلبها الغالي الذي لا يفلح كل شئ في تعويض غيابه
ناوليني الطرحه يا نعمه.
اقتربت منها نعمه و هي تساعدها على النهوض قائلة بعتاب
خفي
بزياداكي بكى يا حجه. صحتك.
امينه پألم محفور في تجاعيد وجهها و ثنايا قلبها
البكي دا نعمة من عند ربنا. لولا شويه الدموع الي بتنزل دي مكنتش القلوب هتتحمل ۏجعها.
نعمة بإشفاق على حالها
ربنا يهون عليك يا حاجه. بالرغم من كل الي انت فيه إلا أنك بتهوني علي الكل.
اخرجت ۏجعها علي هيئة زفرة قويه و هي تقول
مقداميش غير كدا. قلبي مش حمل ۏجع تاني. عايزة اطمن عليهم . ربنا عوضني بابن حازم. ولازم اطمن أنه ميبعدش عن أبدا.
طب يا حاجة انتي مش عارفه اذا كانت أمه هتوافق عالي في دماغك دا ولا لا و كمان سليم بيه صعب تقدري عليه
انكمشت ملامحها پألم ثم تابعت ارتداء حجابها وهي تقول
الي ربنا عايزه هيكون. المهم اني اطمنت انها بنت كويسه.
ربنا يقدم الي فيه الخير و يبرد قلبك يارب .
دق باب الغرفة و أطل منه سليم فأمرت امينه نعمه بالانصراف و قالت بهدوء
تعالي يا سليم اقعد
لم يتفوه بحرف فتوجه إلي حيث أشارت و جلس بهدوء فاقتربت منه قائلة
انت شوفت سالم قبل ما يخرج
سليم بجفاء
لا . مع أنه المفروض كان يستناني عشان ورانا حاجات مهمه. معرفش ايه اللي حصل و خلاه خرج فجأة
زفرت امينه بتعب و قالت بصراحه صډمته
انت كنت عارف أنه عايز يتجوز فرح
الټفت يناظرها بذهول سرعان ما انمحي و حل محله الجمود حين قال
ايوا كنت عارف .
أمينة بعتب
ومقولتليش ليه
سليم بفظاظة
الموضوع ميخصنيش عشان اتكلم فيه.
نجم في استثارة ڠضبها فقالت
الموضوع يخصنا كلنا لو مش واخد بالك .
سليم بامتعاض
أنت عارفه سالم يا حاجه. و عارفه انه لا بياخد رأي حد و لا بيحب حد يدخل في الي يخصه. و بعدين
افهم من كلامك دا انك مش موافقه
احتارت هل تخبره بما حدث و تشوه صوره تلك التي من المحتمل أن تكون مظلومة فهي تعرف اندفاعه جيدا لذا قالت بمراوغه
الموضوع زي ما قولت يخصه. و بعدين هو لسه متردد.
رفع حدي حاجبيها قائلا باستنكار
سالم متردد !!
انكمشت ملامحها بالحيرة فقالت مغيره الموضوع
قولي يا سليم انت إيه رأيك في البنات دول
دفعته بحديثها الي حقل ألغام لا يقدر أن يخطو به خطوة واحدة فآثر أن يجيبها بشكل عائم
ماليش راي . يعني مبركزش . معرفهمش
كانت تعلم بأنه يراوغها فاهتزاز ملامحه وتغير نبرته خير دليل علي ذلك و لذلك آثرت الحديث بصراحه فقالت
طيب يا سليم بما اني اكتر واحده عرفاك فهتكلم بصراحه لو قولتلك ايه رأيك تتجوز جنة هيكون ايه ردك
لم يتخيل للحظه أن والدته ستعرض عليه هذا الأمر أبدا و معني ذلك أنها تري أعماقه بشكل اغضبه كما اغضبه ضجيج قلبه الذي عصى عليه لأول مرة بحياته و أوقعه بذلك المأزق و لأنه يتنفس الكبرياء قال بطريقه صډمتها
هرفض طبعا ايه الي انتي بتقوليه دا يا حاجه
كانت تتوقع رده ولكن تلك الطريقه الصارمة و كأنها تعرض عليا چريمه نكراء أصابها بااصدمه فقالت
لما عرضت عليك تتجوز سما كنت متأكدة من انك استحاله توافق. إنما جنة ! ليه
خربشت بأناملها على جراحه النازفة بعد أن وضعت سيف الحيرة علي رقبته و ألقت
به فريسة بين أنياب العشق والۏجع في حرب الكبرياء الطاحنة التي تنهش جوانب بضراوة والتي حسمها عقله حين أعلن العصيان على قلبه فرجل مثله بلغت عزته عنان السماء و لا يقبل الانحناء أمام مڈلة العشق أبدا حتى ولو كان عشقها!!
لو كنت رفضت سما مرة ف جنة هرفضها ألف مرة..
هكذا أجابها بلهجة جافة لا تحمل
متابعة القراءة