سلسه الاقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز


ولكنها سرعان ما نظرت إلي الجهة الأخرى إلى أمينة التي صافحت عبد الحميد و قامت بتعزيته قبل أن تقول بنبرة شبة آمرة
جدك عنده حق . خدي جوزك و اطلعي ارتاحوا فوق يا فرح ..
لا تعرف ماذا تفعل فالجميع يطالعها وهي عاجزة عن الحديث أو الحركة فجاء صوته لينقذها من حيرتها إذ قال بخشونة
يالا يا فرح .. أنت تعبتي من السفر . بكرة الصبح ابقي اقعدي مع جدك براحتك..

بدأ عذرا مقبولا ل حيرتها و
تخبطها الذي ظهر بقوة علي ملامحها بينما هي اطاعته بصمت و داخلها سؤال ملح لا تعرف إجابته
كيف ستنام معه بغرفة واحدة
دلف إلى الداخل و هي امامه و قام بإغلاق باب الغرفة وهو لا يتطلع إليها فقد كان يعلم ما يدور بخلدها لذا توجه مباشرة إلى الحقائب التي جاءت إلى هنا مسبقا و قام بإخراج ملابس النوم وهو يقول بخشونة
هدخل اغير في الحمام . خدي راحتك..
نظرت إلي باب الحمام الذي اغلقه خلفه وقامت بسحب نفسا قويا إلي داخل رئتيها بينما ضجيج قلبها لم يهدأ و اختلط بذكريات سيئة تجاهد حتي تتغلب عليها فقامت ب جر قدميها حتي تصل إلي حقيبتها و قامت بإخراج ثوب قطني باللون الكحلي يصل إلي أسفل ركبتيها و كالانسان الآلي أنهت تغيير ملابسها و ذهبت رأسا الي السرير فلا تملك أدنى طاقة للحديث أو حتي النظر إليه دون أن تركض الي أحضانه بكل ما تحمل من آلام و اوجاع تكالبت عليها.
حاولت التظاهر بالنوم حين سمعت صوت الباب يغلق و فجأة برقت عينيها حين شعرت بثقله علي السرير فأخذت دقات قلبها تقرع كالطبول و تنبهت جميع حواسها و حمدت ربها أنها كانت تعطيه ظهرها ل ألا يرى وجهها الآن .
سكنت لثوان غير قادرة حتي علي التنفس فهو قريبا منها لدرجة لم تختبرها من قبل . بينما كان بعيد كل البعد عنها و محرم عليها حتي الاقتراب منه. تكالبت جميع أوجاعها علي قلبها الذي كان في أضعف حالاته ف تقاذف الدمع من عينيها بغزارة بينما كانت تحاول جاهدة ألا
تخرج صوتا يدل علي مدي ضعفها و احتياجها إليه ولكن القلب للقلب يحن و الروح بالروح تشعر خرج صوته الذي كان محشو بالحنان حين شعر بألمها و بكائها الذي تحاول كتمانه فهمس باسمها
فرح ..
أخذت نفسا قويا تحاول منع نوبه اڼهيارها ولكنه لم يعطها خيار فشعرت بلمسته الحاړقة علي ذراعها فلم تستطع الصمود أكثر فقامت بالالتفات إليه وهي تقول من بين شهقات لم تفلح في كتمانها
سالم . ينفع تاخدني في حضنك !
لم تكد تنهي جملتها حتي وجدت ذراعيه تحيطها بكل ما أوتي من عشق تجاهل لأجله كل شئ حتي أن كبرياءه لم يصمد أمام ضعفها هذا فصار يهدهدها برقة لم يتخيل أنه يملكها . بينما تعالي بكائها حتى صار نحيبا أخذ يتردد بين جنبات صدره الذي كان يخفق پعنف تأثرا باڼهيارها الذي كان أكثر من مؤلم له ولقلبه
دلف الي الغرفة وهي خلفه فقام برمي ثقله علي المقعد الذي اهتز قليلا بينما ارجع رأسه للخلف وهو يغمض عينيه بتعب نابع من قلب يتألم بشدة و قد كانت تنتظره بعينين اختلط بهم العشق مع الأسي علي حاله فقامت بالاقتراب منه و مدت أناملها الرقيقة ل تلامس جوانب رأسه وهي تحركها بحركات دائريه اضفت بعض الراحه الي ضجيج عقله و هدأ ذلك الصداع الممېت الذي كاد أن يفتك به فارتخت معالمه قليلا فجاء صوتها الحاني حين قالت
اجهزلك الحمام
لا ..
طب مش ه تاكل اي حاجه بردو
استفهمت بنبرة يائسة تجاهلها
و قال بصوت محشو بالۏجع
حلا . عايز انام في حضنك ..
انهى جملته تزامنا مع هطول دمعه يتيمه من طرف عينيه تحكي مقدار وجعه الذي فتت قلبها فقامت بمد يديها و جذبته من يده و توجهت الي السرير و جلست نصف جلسه بينما فتحت ذراعيها مرحبة باحتضان وجعه فارتمي بكامل ثقله بين أحضانها وهو يرتجف من شدة البكاء الذي شاطرته إياه فاختلطت عبراتهم كما تعانقت أرواحهم في تلك اللحظة التي لن تنسى أبدا
فالقلب لا ينسى أبدا تلك اليد التي انتشلته من بحور الألم و ربتت على أوجاعه و لملمت شتاتها و كانت ملجأه في في أكثر لحظاته جزعا
جاء الصباح و انتصرت أشعة الشمس على دجى الظلام الذي خيم على القلوب التي أضعفها الألم و شوه معالمها الحزن لولا وجود تلك اليد الحانيه التي رممت أوجاع الماضي و حاكت بأناملها شقوق الروح لما كنا تجاوزنا..
هكذا كانت تشعر وهي تنظر إلي نفسها في المرأة فهي لولا اڼهيارها بين ذراعيه ليلة البارحة لما كانت الآن على قيد الحياة فالألم حتما كان سيجهز عليها. و بالرغم من ذلك فهي لا تعلم كيف ستنظر إلي عينيه يغمرها خجل كبير أن تقف امامه بعد أن طلبت منه أن يحتويها بين ذراعيه .. نعم هو زوجها ولكن !
اوف بقي . وبعدين يا فرح . ماشي لسه متجوزتوش . بس هو جوزك بردو . اتعاملي عادي و متجبيش سيرة امبارح خالص
هكذا أخذت قرارها و بناء عليه استجمعت قوتها و خرجت من الحمام لتتفاجئ به يقف أمامها يناظرها يعينين تغزوها اللهفة التي خالطت نبرته حين اقترب منها قائلا
عامله ايه دلوقت
تحمحت بخفوت قبل أن تجيبه بارتباك
الح .. الحمد لله . احسن..
كانت نظراته تحثها علي الحديث الذي خرج منها
رغما عنها ضاړبه بعرض الحائط جميع قراراتها
سالم .. يعني .. بخصوص . امبارح .. انا ..
لاح شبح ابتسامه علي شفتيه حين سمع حديثها ولكنه قاطعها بحزم قائلا
امبارح عدا خلينا في النهاردة .. متأكدة انك بقيتي كويسة
رفع من عليها الحرج فهدأت نبرتها كثيرا و خرج صوتها ثابتا حين قالت
مش احسن حاجه . بس اكيد مش زي امبارح..
جاء سؤاله مباغتا فهي لم تتوقع
أن يشعر بها بتلك الطريقة
كنت لوحدك لما والدك ټوفي
لامست نبرته وترا حساسا داخلها و أعاد استفهامه ألما تجاهد بقوة حتي تنساه فأومأت برأسها بالإيجاب بينما تجمعت طبقة كريستالية من الدموع في حدقتيها حين قالت بخفوت
.مشهد امبارح دا اتكرر كتير اوي علي فكرة . بس مكنتش بلاقي حد يحضني كدا.. انا كنت لوحدي في كل حاجه
بس أنت دلوقتي مش لوحدك يا فرح ..
قال جملته بينما امتدت يديه تمسكانها من اكتافها و عينيه تناظرها بنظرات اجتمع بها ألف شعور بينهم الحب و اللهفة و الألم و اخيرا الأمان الذي غلفها للحظات لسوء حظهم قطعها صوت الهاتف الذي بدد الأجواء حولهم ف تحمحم سالم بخفوت قبل أن يلتقط الهاتف مجيبا
ايوا يا متر . طمني عملت اللي قولتلك عليه
المحامي پصدمه
سالم بيه . في حاجه مهمه حصلت و لازم تعرفها ..
سالم بتوجس
حصل ايه
البنت اللي اسمها لبنى قدمت شكوى في عدى صاحب حازم بيه الله يرحمه أن هو اللي اعتدى عليها و أجبرها تقول علي ان حازم هو اللي عمل كدا..
سالم پصدمة
ايه !!!
تجاوز عن صډمته لدى رؤية الفضول الذي لون معالمها فأشار لها بيده بأنه سينزل
إلى الأسفل و ما أن خرج من باب الغرفة حتى قال پغضب
انت متأكد من الكلام دا
طبعا متأكد.. انا حتي روحتلهم زي ما حضرتك قولتلي لقيتهم عزلوا من المنطقة اول امبارح بالليل
لم يستطع تصديق ما تسمعه اذناه فما يحدث مريب للغاية . ولكن لابد له من أن يصل إلى نهاية تلك الدوامة في أسرع وقت لذا قال بصرامة
هما اكيد هيقبضوا علي عدى..
هما فعلا قبضوا عليه..
سالم بحنق
عايزك تحضر التحقيق ضروري . بصفتك المحامي بتاعه. وانا بكرة بالكتير هكون عندك..
انهي مكالمته و توجه إلي الداخل فوجدها جالسة علي مخدعها و امارات الڠضب بادية علي محياها فقال بفظاظة
فرح معلش انا لازم اكون في القاهرة بكرة ضروري فمش هقدر احضر أيام العزي كلها..
زحف الألم الى قلبها فقد كانت تعلم بأن هناك شئ يحدث معه ولكنها لا تجرؤ علي السؤال تعلم بأنه حتما لن يجيبها و على ذكره للرجوع تذكرت انها باللحظة التي عرفت هذا الخبر المشؤوم كانت على شفير مغادرة المنزل فماذا تفعل الآن وهو لم يذكر شئ و خاصة حين سمعته وهو يحادث سليم ل يتجهز حتي يغادروا بعد ساعة من الآن ..
اقتربت منه وهي تقول بنبرة مرتجفة و قلب مړتعب
انا . يعني . قبل ما اعرف الخبر كنت.
أقصد. كنت ناويه امشي . يعني . انت . قلت..
كان يلملم أشياءه بيد و بالأخرى يعبث بالهاتف و فجأة الټفت يناظرها و هو يقول بفظاظة
فرح معلش مش مركز معاك ورايا حاجات مهمه لازم اخلصها قبل ما نتحرك.. أجهزى دلوقتي و نبقي نكمل كلامنا في الطيارة و احنا راجعين
انهى كلماته و توجه إلي الخارج حتي لا يلتفت و يقوم بتوجيه لكمة قوية لرأسها الغبي و لم يتسنى له رؤيه ابتسامتها التي أضاءت وجهها فقد كانت تعلم بأنه تجاهل حديثها عن المغادرة عمدا فحين قال جملته الأخيرة لمعت عينيه و كأنه يخبرها بأنه حتما لن يغادر من دونها و قد كان هذا أكثر ما تتوق إليه
كان يقف بالخارج يستند علي سيارته بملل فقد خاطبه سالم يخبره بأنهم سيعاودوا ادراجهم اليوم و قد خرج ليستنشق بعض الهواء النقي فإذا به يرى تلك الفتاة المچنونة التي اتهمته ذلك اليوم بأنه سڤاح حين رأته يحاول إسعاف ذلك الرجل عمار
أنت يا نيزك .. عامله ايه
هكذا تحدث مروان مازحا ف ناظرته نجمة بنظرة شمولية من أعلى رأسه حتى أخمص قدميه فأردف ساخرا
ايه ياختي .. شكلي مش عاجبك ولا حاجه بتبصيلي من فوق لتحت كدا ليه
نجمة بامتعاض
افتكرتك. مش انت الچدع اللي كنت بتحاول تجتل الكبير
تعاظم الحنق بداخله وقال مستنكرا
هو أنت يا بنتي أنت الغباء عندك مركز بقولك كنت بنقذه..
إجابته بامتعاض
و مالك فخور أكده ليه كنك عملت حاچه زينه . دانت بليت الدنيا بيه..
قهقه مروان علي حديثها و قال بمزاح
اه صح انا نسيت انك مش بتطيقيه.. الصراحه هو مينطقش..
ڼهرته قائله
مالك فشتك عايمه أكده ليه احترم المۏت اللي احنا فيه
فصاح منزعجا
أنت مش طيقاني كدا ليه يا بت أنت ما تيجي تاخديلك قلمين احسن
لاه و أنا هبلة. احسن الاجي معاك سنچه ولا حاچه تخلص عليا.. اني مش مستغنيه عن عمري
مروان باستنكار
سنجه ! أنت مديه نفسك حجم كبير اوي دانت اخرك قصافه و نخلص الدنيا من لسانك الطويل
دا..
نجمهبانفعال
شفت .. اهو اني مغلطتش لما جولت انك سڤاح .. و بعدين ايه جصافه دي ليه سوحلية ولا سوحلية يعني
مروان باستنكار
سوحلية ! إلا هي ايه السوحلية دي يا أبلة نجمة اختراع جديد وصلتيله بذكائك
بتتريج .. هجول ايه مانت چاهل!
هكذا أجابته بسخريه فتابع بنفس لهجتها
طبعا جاهل. أي حد جمبك هيكون جاهل . و دا عشان أنت منبع المفهومية كلها..
ايوا دي حجيجه
التواضع عايز منك ايه بالك أنت لو مش حلوة شوية كنت ناولتك كف خماسي طيرت صواميل مخك.. و كنت ريحت البشرية من غباوتك..
شهقة قويه خرجت من جوفها جذبت أنظار ذلك الذي كان يقف مع الرجال و لكن انتفخت اوداجه ڠضبا حين وجدها تقف مع ذلك الشاب هناك فترك الرجال وتقدم يتشاجر مع خطواته فاخترقت كلماتها مسامعه فجن جنونه أكثر
كنك بتعاكسني اياك !!
لم يكد مروان يجيبها حتي صدح صوت محشو بالڠضب خلفهم
واجفه عندك بتعملي ايه يا بت انت
انتفضت في وقفتها حين رأته و خرج صوتها مړتعبا حين تمتمت
اني مبعملش حاچة كت معديه جام وجفني
تكلم مروان بخفوت
جالك المۏت يا تارك الصلاة..
بتوجفها ليه يا چدع انت
هكذا سأل عمار پغضب مما جعل مروان يستاء من صراخه هكذا فقال بنبرة حانقه
عادي كنت بسلم عليها..
جن جنونه من حديث مروان و اقترب يقول بجفاء
وأنت تسلم عليها بتاع ايه تعرفها منين
بص انت شكلك عايز تتخانق وأنا مش هتخانق انا ما صدقت وشي اتعدل و استعادت وسامتي من جديد..
هكذا تمتم مروان بحنق فصاح عمار پغضب
انطوج انت وهي .. تعرفوا بعض منين
جفلت نجمة مما يحدث و قالت بارتباك
أبدا شفته يوم ما
كنت واخد العلجة إياها.. و كان بيسأل عني ..
اكفهرت ملامحه لدي ذكرها لتلك الحاډثة ف تراجعت للخلف خطوتين وهي تقول بخفوت
ماله ده هو أني اللي كت ضړبته و لا اي
صاح مروان ېعنفها
الله يخربيتك .. أنت بتفكريه !
بصلي اني يا بغل انت اني سامعها و هي عتجولك بتعاكسني
هكذا صاح عمار فقال مروان پغضب
محصلش يا عم انت . هو انت واقف رامي ودانك معانا ولا اي
و تدخلت نجمة لتهدئة الأوضاع
ايوا محصلش حاچة دا اهبل حد ياخدله علي حديت..
لم يزده حديثها إلا جنونا فقد ظن أنها تدافع عنه فقام بجلبه من تلاليبه وهو يقول پغضب بلغ حد الجنون
اني بجي هعجله ..
صاح مروان يمنعه من اي فعل طائش
بقولك ايه .. انا لحد آخر لحظة مش عايز أمد ايدي عليك .. و انت ايدك طارشه و ممكن تأذيني ما صدقت عيني تخف الله يخربيتك .. مش هعرف اشقط البت اللي مستنياني هناك
دي ..
عماربوعيد
تشجط البت .. مش لما تدور علي حد يشجطك من يدي اللول..
انهي كلماته و قام بتوجيه لكمة قوية كانت من نصيب عين مروان اليمني فأخذت نجمة تصيح هنا و هناك فهرول الجميع علي صوتها و كان أول من تواجد هو سالم الذي انتزع مروان من يد عمار و قام بتكبيله وهو يقول پغضب چحيمي
شيل ايدك عنه بدل ما اكسرهالك..
و ما أن أوشك علي توجيه لكمة قويه إلي عمار تدخل الغفر و سليم حتي يمنعوا اشتباكهم فصاح عمار پغضب
جبل ما تاچي تتعارك ربى البغل ده اللي عم يعاكس حريمنا
توقف سالم مصډوما مما حدث فالتفتت يناظر مروان الذي اسودت عينيه اليمني بفعل تلك اللكمة و قال بنبرة متوعدة
الكلام دا حقيقي
مروان بلهفه
تعرف عني الكلام دا بردو
الټفت سالم يناظر عمار الذي صړخ في نجمه
عاكسك ولا لاه
نجمة بمراوغة
معاكسنيش چوي يعني..
انطجي الحجيجة يا بت..
كانت عينيه ترسل سهام التحذير فصړخت قائلة پذعر
عاكسني .. و جالي يا جمر..
برقت عيني مروان و قال بتحسر
الهي يجيك و يحط عليك يا بعيدة .. هتروحي من ربنا فين أقوله كنت بتقولي عليه ايه
اوقف المهزله دي فورا
هكذا صدح صوت
 

تم نسخ الرابط