روايه اولاد يعقوب

موقع أيام نيوز


عمرك كله راح على دنيا فانية مش هناخد منها غير العمل الصالح.
سأله پقهر وقلب مفطور
طيب والمظلوم في الدنيا هيقدر يعمل اللي عليه ازاي في وسط الظلم والقسۏة من أقرب الناس
أدرك عرفة ما قد تداول على الألسنة وهو أن كل ممتلكات يعقوب الراوي أصبحت ملكا لابنه جاسر فأجاب
ما تزعلش دا يا بخت اللي بات مظلوم ربك بالمرصاد لكل ظالم يسيبه يعيث فساد هنا وهناك وكل ما يزيد ظلمه يزيد عقابه لو ماكنش في الدنيا يبقى يا ويله في الآخرة هيشرف جنب إبليس على نفس الشواية اللي هيولعوا فيها والولية حماتي معاهم.

ظهر طيف ابتسامة على وجه يوسف فلكزه عرفة وأردف
أيوة كدا اضحك وارمي تكالك على المولي عز وجل هو حسبك ووكيلك.
ردد يوسف
وكلت أمري لله.
شوفت بقى أتلهيت ونسيت أنا كنت جاي لك عشان إيه.
أخرج من جيبه ظرفا أبيض وقال
الظرف دا الحاج الله يرحمه سابه أمانة عندي أديهولك من بعده ودا الوقت المناسب فيه فيزا ادخار باسمك شايلك فيها فلوس ومفتاح شقة كان أتجوز
فيها والدتك وكتبها باسمها ولما توفت خلاها زي ما هي وكان بيبعت حد ينضفها كل شهر.
أخذ الظرف وتأمل محتوياته فابتسم قائلا
وكأنه كان عارف إيه اللي ممكن يحصل.
وضع عرفة يده على كتف يوسف وأخبره
انت قدامك لسه العمر وتحقق كل أحلامك وبالتأكيد باباك هيحس بيك وهيفرح جدا.
هز رأسه وقال
بإذن الله.
يجلس خلف مكتب والده وينفث من فمه وأنفه دخان النرجيلة يضع ساق فوق الأخرى أعلى المكتب بعنجهية دخل ابن خالته مبتسما بسعادة وصاح مهللا
ألف مبروك عليك يا ابن خالتي هو دا الكلام عشان تعرف لما العبد لله بينصحك بحاجة ببقى عايز مصلحتك في الآخر.
نفث دخانا كثيفا ثم قال بزهو
عارف ياض يا حمزة فيه فرق ما بين النصيحة والتخطيط أنا اللي خططت ونفذت ومش قادر أعبر لك أنا مبسوط قد إيه
لما شوفت قهرة يوسف ابن رقية وكل حاجة ضاعت منه وكمان وأنا بطرده من البيت كدا مش ناقص غير حاجة واحدة بس دي لو تمت يبقى كدا أنا برنس.
سأله حمزة بفضول يريد معرفة ما يدور في رأس هذا الأحمق حتى لا يفسد مخططه
وإيه الحاجة دي يا صاحبي
أنزل قدميه على الأرض واعتدل جالسا يمسك بياقة قميصه يضبطها قائلا بثقة
أتجوز مريم.
صاح الأخر بتعجب يسأله
مريم قريبة عم عرفة
هز رأسه بالإيجاب وأجاب
آه هي.
فعقب قائلا
بس اللي عرفته منك إن أبوك كان عايزها ليوسف وبالتأكيد هي عينيها منه.
ضړب سطح المكتب بيده وصاح محذرا إياه
مريم دي تخصني أنا وبس ولو مش موافقة أنا هخلي خالها يوافق بالعافية.
ابتسم حمزة بدهاء وبفحيح أفعى سامة أخبره
طيب واللي يقولك على خطة تخليها هي اللي تجيلك لحد عندك وتبوس إيدك كمان عشان ترحم خالها ومقابل كدا تتجوزها.
قول وليك الحلاوة.
حدق إليه بنظرة قناص صائد للفرص فقال
حلاوتي هي جوازي من أختك.
وقبل أن يبدي جاسر رفضه أردف حمزة
أختك محتاجة واحد يحافظ عليها وما يكونش طمعان فيها وتكون انت عارفه وواثق فيه وانت حافظني وعارفني من واحنا لسه عيال.
ضحك جاسر وعقب قائلا
ما هي المصېبة إن أنا عارفك بس عندك حق أهو انت أولى من الغريب اللي ماعرفش ممكن يعمل فيها إيه وأهو يبقي فرحي أنا ومريم وفرحك انت وأختي في نفس الوقت.
الله عليك يا صاحبي دا كدا انت برنس وعمهم كلهم.
رد جاسر بمزاح
وانت دماغك ولا إبليس بذات نفسه يا جدع يلا قولي على الخطة الجهنمية اللي هتجيب مريم لحد عندي.
أجاب حمزة وداخل عينيه ألسنة لهب من الچحيم
بص يا برنس....
أخذ يملي عليه ما يفعله فكان تحالفهما معا أقل ما يوصف به أنه تحالف الأبالسة.
11
الفصل الحادي عشر
وحوش ضارية على هيئة بشړ لا يعرف الخير إلى دربها عنوانا وأزهار قد ذبلت أوراقها وتناثرت بقاياها بعد أن تم اقتطافها فلم يعد لها في البستان مكانا. 
أرفعها لفوق شوية عايز الكل يشوفها ويعرف إن المحل وفروعه بتوع جاسر الراوي وبس. 
تلك الكلمات صاح بها جاسر الذي أمر رجاله بإزالة لافتة يعقوب وأولاده و تبديلها بأخرى باسم مفروشات الجاسر انتهى العامل من تثبيت اللافتة وهبط من الدرج الخشبي فسأله 
تمام كدا يا جاسر بيه 
الله ينور يا رجالة يلا بقى على شغلكم. 
اقترب إليه عرفة بتوجس حتى يخبره أن ما يفعله خطأ
ذريع 
جاسر بيه معلش إني بتدخل بس نصيحة من واحد قد أبوك الله يرحمه وشغال في المحل من أيام الحاج عبدالعليم الراوي المحل والسلسلة كلها معروفة بمفروشات يعقوب وأولاده والناس كلها بتيجي على الاسم لأنهم بياخدوا الحاجة من عندنا وهم مغمضين عينيهم. 
نظر إليه جاسر پغضب قائلا 
المحل دا دلوقتي بقى بتاع مين يا أبو العريف 
نظر إلى أسفل پغضب وأجاب على مضض 
بتاعك يا ابني. 
أنا هعدي ليك كلمة يا ابني بمزاجي بس انت الوحيد اللي مسموح ليك تقولها عشان أنا هابقى جوز بنت أختك. 
ألجمت الصدمة لسانه فسأله جاسر ساخرا 
إيه كلت القطة لسانك 
تمكن عرفة من التحدث أخيرا فسأله بتعجب 
وصية أبوك الله يرحمه كانت إنك هتتجوز أمنية
 

تم نسخ الرابط