روايه الفستان الاسود

موقع أيام نيوز


عمر ربما لو احد اخبره كان سيكذبه لكنه سمعها بأذنيه ....كانت قد استفزته لاسابيع قبل ذلك اليوم ثم استسلمت بالكامل لشيطانها الذى هدم حياتها وزادت جرعة الاذلال لدرجه اصبحت فيها لا تحتمل ...ثم جاء ما سمعه بأذنيه ليتوج افعالها ....غضبه يومها فاق تصورها وعلمت لاي درجه قسوته قد تصل .... مصيرها كتبته بيديها وليس لديها أي حق للاعتراض هى كانت تسلم اذنيها للناس ولم تقتنع يوما به زوجا ولسخرية القدر علمت كم كانت تحبه بعد طلاقهما ..عرفت قيمة ما فقدته بعدما انتهى كل شيء ...عمر لم يكن مجرد زوج بل كان صديق مخلص واخ كبير وفي نفس الوقت عاشق ولهان..كان يحتويها يدللها ويحميها وهى استخفت بتلك النعمه فكان عقابها الهجر الذى اضنى روحها..اين ستجد حبا مثله ... ضحكت بمراره فعمر الوحيد الذى مازال يتذكر يوم مولدها ....علي الرغم من كرهه الشديد لها الا انه تذكر ان اليوم هو ميلادها واعتبر سنتها التى اضيفت لعمرها تكمله اخري تضاف الي سنوات جديده من الانانيه والتكبر اه لو يعلم كم تغيرت ...كم ندمت علي ضياعه من يديها فمهما عاشت من عمر لن تجد احدا يحبها كما احبها هو يوما ... وضعها في علبه مخمليه وحملها قرب قلبه ....تفانى في حبها وفي تدليلها حتى صارت مدللة .... نعم هو يتحمل وزر صنع المسخ الذى كانته يوما فهو ساهم في صنعه بشكل كبير اليوم ايقنت انها خسړت للابد حبا لن تجد مثله مره اخري.. فالحياة تعطى الفرصه للسعاده مره واحده فقط وهى فرطت فيها بغباء ... قهوتها بردت في يدها وتحولت لبرودة الثلج مثل كل حياتها ... عمر لم ينسي كيف كانت تحب قهوتها ساخنه للغايه وبدون سكر.... 

للاسف ما زال يتذكر كل تفاصيل حياتها لكنه نسيها هى شخصيا ... القت بالكوب البارد في اقرب سلة مهملات وحملت ذيل فستانها بيدها ودخلت الي القاعه تتصنع الكبرياء ..... ارادت ان تنشق الارض وتبلعها لكن لمرارتها لم تكن تشعر بالاحراج او بالخجل من رفيقة عمر التى اصطحبها في العلن امام العائله بل كانت تشعر بالغيره ...غيره تمزق احشائها وتقلب معدتها وكأنها سوف تقفز خارج بطنها.... الم الغيره اشد حتى من الم الطعن بالخناجر واكثر بشاعه من الحړق حيا... 
وهناك في قاعه اكتظت بأفراد عائلتها عاودها الشعور بالغربه ...ما اقسى ذلك الشعور وخصوصا وسط الاهل ... اما عمر فاندمج معهم وكأنه لم يغادرهم يوما ..كلاهما اختفي من محيط الاسره بعد الطلاق ... هى حبست نفسها في غرفتها في منزل والديها وهو ترك البلد بأكملها وعودتهما اليوم كانت مصادفه لكن عمر لم يشعر بالغربه وقوبل بالترحاب منهم فهو اضطر للهرب من چرح حطم قلبه اما هى فعلي حسب كلام عمر فسر غيابها علي انه تكبر ...لكنهم لا يعلمون انها جبنت من مواجهتم لانها كانت تعلم جيدا كم كانت مذنبه .... حمدت الله انها من البدايه تجنبت طاولة خالتها منى كى لا تضطر الي الهرب منها بطريقه مفضوحه فهى لا تتحمل ان تجلس مع عمر وسيدتة الجديده علي نفس الطاوله....عادت الي طاولتها السابقه واختارت ابعد كرسي عن عمر وسيدته لكنها رغما عن ذلك سمعت تلك الفاتنه تتكلم بلهجه غير مصريه...لهجه خليجيه علي الارجح...سمعت عمر يناديها باسم نوف وهى تناديه بعمر دونما اي القاب....من الواضح ان علاقتهما وثيقه والدليل انها اصطحبها للزفاف ...هل سيتزوجها... قلبها خفق پعنف عندما وصلت لهذا الاستنتاج وتوقف تماما عندما سمعت ريما الخائڼه تبارك لهما علي الخطوبه الان اصبحت تنظر لنوف بحسد فهى تعلم ماذا يفعل عمر لحبيبته ...يهبها قطعة من السماء ويجعلها ملكة متوجه في قلبه...تمنت له السعاده في حياته المقبله فهذا اقل شيء تستطيع تعويضه به.... لكنها اهلت نفسها لسنوات السواد والشقاء القادمه ... وكأن عمر كان ينتظر تهنئة ريما كى يجد حجة ويوجه الكلام لطاولتهم
فنهض فجأه وامسك بكف نوف وجذبها لتقف بجواره.... طنط لمياء ...طنط سوميه ...اعرفكم بنوف خطبيتى ...اكيد سمعتم عنها نوف صاحبة دار ماردينى للازياء
....سکين بارد غرز في قلبها مع كل حرف نطقه عمر ... كان يتحدث بفخر وهو يقدم خطيبته للعائله ... من لم يسمع عن دار ماردينى الاماراتيه للازياء ومصممتها الشهيره نوف الفطيم... في الحقيقه نوف اجمل منها بمراحل وبالطبع اغنى بمئات المرات ومع ذلك تنظر لعمر بهيام واضح وتعطيه الاحترام الذى يستحقه والذى لم تعطه اياه هى يوما ....عمر يعطيها درسا بعد درس ويضعها في مكانها الحقيقي ... اخبرها ان غرورها اكبر من القيمه التى تستحقها وهو معه حق تماما....انهالت التهانى والتبريكات من كل العائلة علي العروسين ...البوفيه لم يفتتح بعد فاقترحت خالتها لمياء ان يكون ايضا احتفال بخطوبة عمر مع فرح اسيل ....في لحظات تجمعت الطاولات احمد ساعد بهمه فهو يحتفل بعمر صاحب الفضل الاعظم الذى يطوق رقبته... حتى احمد
 

تم نسخ الرابط