عمرو
المحتويات
المقطع الثاني الذي قام وائل بتشغيله.
أخذ عبد الرحمن يشاهد الفيديوهات المرتبطة بخط سير هذا الشخص ووصل في النهاية إلى المقطع الذي اتضحت به معالم وجه الشخص الذي صار المشتبه به الوحيد في تلك القضية.
هز وائل كتفيه قائلا بفخر
أنا مش عارف أنت يا عبد الرحمن كنت هتعمل إيه من غير وجودي في حياتك فاكر لما اتقبض عليك من رجالة عاطف وأنا أنقذتك
أنا عمري ما كنت أتصور أن يجرالي كل ده طول حياتي كنت عايشة في حالي وعمري ما أذيت أي حد عشان يكون جزائي في الأخر أن ابن عمك يفضحني وسط الناس ويخلي أهلي يقاطعوني ويتبروا مني.
كانت صدمة أحمد لا تقل عن صدمة هبة فهو لم يكن يصدق حتى هذه اللحظة أن يكون مالك هو المتسبب
جلس أحمد أمام هبة وحاول تهدئتها هامسا بحنو
في هذه اللحظة صعدت أماني ومن خلفها رضا بعدما سمعا صوت صړاخ كل من أحمد وهبة ولم يكن رضا بحاجة للسؤال عما يجري
تمر بحالة اڼهيار وبجوارها أحمد يحاول تهدئتها والتخفيف عنها.
نهض شادي ولكنه لم يغادر مثلما توقع عمرو بل تقدم نحوه وجلس أمامه على الطاولة قائلا ببرود
قولت لنفسي بما أنك هتفضل تراقبني من بعيد ومش هتيجي تكلمني فلازم أنا اللي أبدأ في الكلام معاك يا أستاذ عمرو.
شكلك بيقول أنك واحد غبي بس الظاهر كده أن أنا طلعت غلطان لأني مفكرتش في أن يكون عندك نسبة ذكاء صغيرة تخليك تاخد بالك من أنك متراقب وتلاحظ وجودي رغم أني بعيد عنك وكمان متنكر.
ابتسم شادي مقررا الدخول في الموضوع مباشرة قائلا بجدية
أنت مش مهم عندك إذا أنا كنت غبي ولا ذكي أنت كل اللي يهمك أنك تخلص من آية والدليل على كده هو مراقبتك ليها وليا عشان تمسك
رفع عمرو حاجبه الأيمن متسائلا
وإيه بقى اللي هيساعدني أرتاح من آية وليه أنت عايز تساعدني أخلص منها وأنت المفروض أنك بتحبها!
ظهرت الحسړة في صوت شادي وصارت واضحة أثناء قوله
أنا عايز أنتقم من آية لأنها قټلت أمي زي ما قټلت ياسين أخوك.
الفصل الخامس والعشرون
تدخل رضا في الحوار هاتفا بجدية أراد من خلالها أن يقنع هبة بصحة وجهة نظر زوجته حتى لا تتهور وتحاول القيام بفعل أحمق يدمر حياتها
أماني عندها حق يا هبة أنت لو عملت اللي في دماغك هتقضي حياتك كلها في السچن ومش هتستفيدي أي حاجة بل على العكس عمرك كله هيضيع في زنزانة مفيش أي بني يقدر يستحمل يقعد جواها أكتر من ربع ساعة.
تركت هبة كأس العصير قبل إنهائه وأخذت تبكي بمرارة هاتفة بۏجع سكن قلبها منذ مۏت والدتها
معنى كلامكم ده أني أفضل قاعدة وحاطة إيدي على خدي
وأسيب اللي دمرني يعيش حياته كده عادي من غير ما يتحاسب وكل ده عشان حياتي مش تتدمر!!
هزت هبة رأسها معبرة عن رفضها الشديد لهذا الاقتراح الذي يجعلها تتخاذل وتتهاون
أنا مش عندي حاجة أخاف أني أخسرها ومالك لازم يدفع
تمن كل حاجة وحشة عملها معايا مهما كانت العواقب.
حاولت أماني أن تتحدث وتوضح قصدها من الكلام الذي قالته ولكن بسطت هبة كفها في وجه الجميع قائلة بصرامة
أنت يا طنط أماني لو كان عندك بنت ومالك عمل فيها زي ما عمل معايا فأنا واثقة أن أنت اللي كنت هتمسكيه من رقبته وتقطعيه بأسنانك ومكونتيش هتتهاوني في حق بنتك.
استنكر أحمد طريقة هبة في التفكير وظنها السيء الذي جعلها تعتقد أن والديه يقفان ضد فكرة معاقبة مالك على الجرم البشع الذي اقترفه في حقها
أنت فهمت قصد ماما وبابا غلط يا هبة هما عايزين يقولوا أن فيه طرق تانية نعاقب بيها مالك
في هذه اللحظة استمع الجميع إلى صوت طرقات قوي قادم من الدور العلوي فخرج رضا وتبعته أماني ومن خلفها كل من أحمد وهبة ووجدوا بعد صعودهم عماد يطرق بقوة على باب شقة ابنه بعدما اتصل به عده مرات ولم يجب الأخير على الاتصالات.
حاولت أحلام تهدئة زوجها الذي دب القلق في أوصاله بعدما فشل في التواصل مع ابنه بينما هتفت أماني باستغراب
أنت ليه بتخبط بالطريقة دي على الباب يا عماد ابنك خرج وأكيد هيرجع بعد شوية الموضوع مش مستاهل أنك تقلق بالشكل ده!
تحدثت أحلام بالنيابة عن زوجها الذي كان يجثو أرضا ويقوم بالاتصال برقم مالك للمرة العاشرة على أمل أن يرحمه الأخير ويرد على الاتصال
عماد من حقه يقلق يا أماني على مالك لأنه دلوقتي عرف حقيقة مرضه وممكن يتهور ويعمل حاجة في نفسه.
تعجب أحمد بعدما سمع كلمة مرض هاتفا باستغراب وهو ينظر إلى أحلام
مرض إيه اللي أنت بتتكلمي عنه يا مرات عمي!
رفع عماد بصره ناظرا للجميع بحسرة ولم يتمكن من الإجابة على سؤال ابن أخيه فاضطر مصطفى إلى الحديث قائلا بجدية
مدام أحلام قصدها على مرض مالك اللي فيه احتمال بنسبة كبيرة يكون عنده انفصام في الشخصية.
حك رضا ذقنه وتمتم بتساؤل لم يسمعه أحد
غريبة أوي الموضوع ده يعني مالك مش موجود هنا في الشقة وعماد مش عارف مكانه وكمان
بيقولوا عليه أنه مچنون يا ترى هيكون الولد ده راح فين دلوقتي!
شعرت مروة بالقلق على زوجها الذي لا يجيب على أي من اتصالاتها وهمست بتوعد بعدما جلست على الأريكة وأخذت تدب الأرض بقدميها
ماشي يا عمرو استنى عليا بس أما ترجع البيت وشوف اللي هعمله فيك لأن مينفعش تخليني أقلق عليك بالشكل ده.
صدع هاتف مروة بصوت رنين فأجابت على الاتصال بنبرة متلهفة ظنا منها أن زوجها هو المتصل ولكنها سمعت صوت والدتها التي اتصلت حتى تطمئن عليها.
تحدثت مروة بصوت حاولت جعله يبدو طبيعيا حتى لا تثير قلق والدتها التي لا ينقصها أن تشغل رأسها بمشاكل غيرها.
هتفت شيماء بلطف بعدما قررت أن تخبر ابنتها بالحلم الذي شاهدته في منامها
هو مفيش حاجة جاية في السكة ولا إيه يا مروة أصل أنا بصراحة شوفتك امبارح وأنا نايمة جاية عندي وشايلة في إيدك بنت جميلة زي القمر وعينها لونها عسلي وفيها شبه كبير من ملامح حماتك بس واخدة منك شعرك الحرير وعشان كده بسألك لو أنت حملتي مرة تانية
ابتسمت مروة بعدما سمعت هذا الكلام الذي يعد بشارة طيبة بأن القادم سوف يكون أفضل بإذن الله.
أخذت مروة تمرر يدها على بطنها هاتفة برجاء وقد تولد بداخلها شعور بأن الفتاة التي تحملها في أحشائها سوف ترث ملامح جدتها ولكنها لن ترث منها شخصيتها الفظة
ادعيلي والنبي يا ماما أن ربنا ييسر أموري أنا وجوزي وأوعدك أنك هتسمعي قريب إن شاء الله خبر حلو هيفرحك.
ظهرت الابتسامة على وجه شيماء وبسطت كفيها مرددة بدعاء
بدعيلك دايما يا حبيبتي أن ربنا يوفقك ويصلح حالك ويهدي حماتك ويخليها تشوف حقيقة العقربة اللي اسمها آية.
أنهت مروة المكالمة مع والدتها بعد مرور وقت قصير وجلست تفكر في أمر زوجها الذي لا يرد على اتصالاتها على عكس عادته واستمرت في التفكير إلى أن غلبها النعاس وذهبت في سبات عميق دون أن تشعر.
عادت آية إلى شقتها وبدلت ملابسها وجلست تشاهد التلفاز في هدوء وهي تداعب شعر ابنها الذي نام على حجرها أثناء مشاهدته للفيلم.
استقبل هاتف آية مكالمة من عماد الذي سألها عن مالك وكانت إجابتها أنها لم تتحدث معه ولا تعرف عنه أي شيء.
زفرت آية بضيق بعدما أنهت هذه المكالمة وجلست تفكر في حقيقة الأمور التي تمر بها فوالدها لا يكترث كثيرا لأمرها ومالك أيضا لا يتحدث معها إلا عندما يحتاج منها أن تساعده وهذا الأمر لا يشغل بالها ولا يفرق
معها ولكن ما يزعجها حقا هي تصرفات شادي الذي تغير كثيرا بعدما ماټت والدته.
أغلقت آية التلفاز وحملت ابنها ووضعته في سريره ثم توجهت نحو غرفتها وهي تتمتم بحنق
أنا خلصت عليها لأنها كانت عايزة تفرقني عن شادي بس الظاهر كده أن مۏتها هيخلي شادي يبعد عني الفترة دي لأنه محتاج وقت يتخطى فيه الصدمة وأنا لازم أستغل المدة دي عشان أحقق هدفي وبعدها مش هيكون فيه أي حاجة تمنع جوازي من الراجل الوحيد اللي حبيته من كل قلبي.
ذهب عماد إلى المكان الذي شعر أنه سيجد به مالك وبالفعل صدق حدسه ووجد ابنه يفترش الأرض أمام قبر والدته ويغط في سبات عميق.
ضړب رضا كفيه قائلا بحزن وهو ينظر نحو ابن أخيه بشفقة
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم طلع فعلا عندك حق يا عماد وابنك جه هنا عشان يواجه أمه اللي كانت السبب الرئيسي في كل اللي حصل معاه.
اقترب أحمد من مالك وحاول إيقاظه ولكنه لم ينجح في هذا الأمر فشعر عماد بالقلق وملس على وجه ابنه وصعق بعدما وجد أن درجة حرارته مرتفعة للغاية.
ساعد رضا كل من عماد وأحمد في حمل مالك وقاموا بوضعه داخل السيارة ثم توجهوا به إلى أقرب مستشفى حتى يتم عمل الإسعافات اللازمة من أجل تقليل درجة حرارته المرتفعة.
أجاب عماد على اتصال زوجته وأخبرها أنه نجح في إيجاد مالك وأنهى المكالمة دون أن يخبرها أنه ذهب به إلى المستشفى.
جلس رضا بجوار عماد هاتفا بعتاب فهو لطالما كان يتشارك معه في كل شيء وكان يتمنى أن يخبره شقيقه عن وضع مالك حتى يبحث معه عن حل مناسب لتلك الأزمة
ليه يا عماد فضلت ساكت
وكاتم جواك الموضوع ده لدرجة أنك ادعيت الخرف والنسيان وقولت أن جالك زهايمر وكل ده عشان متخلنيش أشك أن مالك فيه حاجة!
نظر له عماد وأجاب بحسرة أب ابتلاه الله في ابنه وجعله مريض نفسي تعقدت حالته وصار يشكل خطۏرة على كل من حوله
كنت عايزني أقولك إيه بس يا رضا خليني أسألك سؤال بسيط وهو لو أنت كان عندك بنت وجالها عريس وقالك أنه بيحبها أوي بس أنت عرفت بعدين أنه كان بيتعالج قبل كده في مصحة نفسية هل أنت هتقبل بيه وهترضى تجوزه بنتك وأنت مطمن ومش حاسس جواك بأي
متابعة القراءة