روايه بغرامها متيم بقلم ياسمينا يوسف
المحتويات
قلق أو خوف من شئ ما
خلاص يا ام الزين ده انت اللي تؤمري بيه لازم يتنفذ يا بطل
ثم غمز لها بدعابة
أهم حاجة ان احنا هنتجوز أخيرا علشان في حاجة مهمة نفسي فيها قوي اول ما نتجوز ھموت
عليها فوق ما تتخيلي .
سألته ببراءة وقد راق له سؤالها أو بالأحرى انتظره
حاجة ايه دي اللي ھتموت عليها وأني معرفهاش
كانت تنصت إليه بقلب يخفق عشقا لا بل شغفها عشقا هو الآخر عشق لم يذكره الزمان ولا دونته أساطير الأولين للحب عشقا بمثابة النفس ونبض القلب فهو قد أشبعها من كلمات المحبين وجعلها تشعر ملايين المرات أنها امرأة مرغوب بها لاااا بل أنها غير كل نساء العالم جعلها تشعر أنها الوحيدة المنفردة بساحة الغرام المتيم عن جميع النساء ثم سألته على استحياء
هزته نبرة صوتها الهائمة ونظراتها التي تحمل شجنا وشوقا لجميع معاني العشق وأسماها وأجابها بعيناي احتضنت عينيها الساحرتين
طبعا أنواع يعني في حضڼ تحسي فيه بالارتياح العادي بس ولما تطلعي منه مابيأثرش فيكي ومش هتحسي بعد اكده إنك مشتاقة له وفي حضڼ بارد تأدية واجب وخلاص ودي بقي ملهوش لازمة
فكلماته ذاتها حانية وناعمة وراقية وتحمل كل معاني الهناء لقلب جفاه الحرمان وضناه الضياع ولم يرى يوما من الجبر فماذا بالفعل عن أحضانه
ماذا عن طعمها إحساسها عن دفئها عن جمالها
كل ذاك العراك يدور بخلدها ويتخبط داخل أضلعها عن ماذا وراء ذاك العاشق الولهان الذي بغرامها له وغرامه بها أطاح بذرات الصبر داخل قلبها المسكين وتود الآن أن ترتمي بين أحضانه كي تنعم بضمة الأمان
عارفة أني حاسس دلوك انك نفسك في حضڼ الإدمان دلوك وبصراحة اني هشتاق قووي زيك بالظبط فعلشان اكده هقول لك تصبحي على خير يا أم الزين ونتقابل بكرة إن شاء الله نرتب أمورنا للفرح بدل ما أتهور
خجلت من نظراته وهمساته وكالعادة أول مرة تلقى على مسامعها تلك الأنشودات العذبة فابتسمت له وأودعته السلامة وذهبت إلى غرفتها واحتضنت وسادتها بحس مرهف وهي ترتمي على تختها بحالمية كالفتيات المراهقات وهي لن تصدق ان ذاك المشهد الذي تقوم بفعله الآن مر عليها أخيرا بعد أن ظنت أنها لن تعيش تلك التفاصيل فحقا عشقك أيها الجاسر كأنهار من العسل المصفى الذي لم يتغير طعمه عشقك من الجنة يا من بغرامك صرت متيمة
صباح الجمال على عيون الحلوين اللي قاموا ونزلوا من جنب حبيبهم وسابوه لوحده من غير ما يصبح عليهم علشان يعمل الروايح اللي تفتح النفس دي .
دقات قلبها أعلنت الطبول من حركته تلك التي أثرتها فهي
حلمت يوما من الأيام ببيت هادئ ورائحة الخبز تفوح في المنزل في كل مكان وحوله حديقة صغيرة تجلس بها مع من تحب وحولها أطفالها وأن يكون لديها عائلة صغيرة ټحتضنها بكل حب ثم استدارت بجسدها إليه بعد أن وضعت الفطائر في الفرن وهي تحتضنه من وجنته وترد على صباحه بنبرتها الرقيقة
صباح الخير على حبيبي قلت بقى انزل أعمل لك الفطير اللي انت بتحبه انت عارف بحب يوم الجمعة يبقى مميز علشان دي اليوم الوحيد اللي بنفطر فيه مع بعض
واسترسلت حديثها وهي تنظر له نظرة هائمة وقد راق لها احتضانه لها وبثه الحب دائما في قلبها
تعرف يا عمران اني كنت دايما بحلم ببيت صغير زي اللي احنا عايشين فيه وله جنينة زي اللي انت عاملها لي بالظبط وكمان زي ما انت ما عملت دلوك تصحى الصبح تحضني وانا واقفة في المطبخ بعمل لك الأكل زي ما بشوف في المسلسلات كنت بحلم ببيت دافي وجميل زي دي
ثم انقلبت معالم السعادة البادية على وجهها إلى معالم الحزن وهي تكمل ما كانت تحلم به مما جعله تنهد بأنفاس عميقة من هول زفيرها استنشقتها وعبئت صدرها بالكامل
وولادي بيدوروا حواليا في المكان واني وجوزي قاعدين نتفرج عليهم واحنا البسمة مزينة وشنا ونقوم نشاركهم اللعب ونقضي يوم الأجازة كله اني وانت وولادنا في هنا ومرح واستني لما يجي تاني في آخر الأسبوع من جمالهونقعد نتخانق اني وانت واقول لك ابني شبهي مش شبهك وانت تقول لي بنوتي شبهي اني مش شبهك انت لكن مش كل حاجة بيتمناها الإنسان بتحصل الحمد لله على السراء والضراء .
لقد تمزق داخله من إحساسها بالحرمان الشديد وحالتها تلك جعلته يحزن بشدة فهو لم يريد أن يراها حزينة يوما من الأيام ولكن مثلما قالت ليت كل
ما يتمناه المرء يدركه ولو كان بوسعه أن يحقق لها جميع ما تحلم به فورب السماء لفعلها دون أن تنطق فبمجرد أن يرى في عينيها لهفتها على شيء ما لجلبه تحت قدمها في رمشة عين ولكن ريثما أشياء لا يستطيع المرء ان يفعلها لأنها لم تتحقق الا بيد الله سبحانه وتعالى لم يريد ان يبين لها انه انزعج من كلامها ولكن هكذا عمران دوما يفاجئها فالتقطها بين أحضانه ودخل معها عالم الأحلام وهو يربت على ظهرها بين يديه
انا كمان زيك بالظبط بحلم وانا راجع من الشغل ولادي يحضنوني ويجروا عليا ويقولوا لي جبت لنا معاك ايه يا بابا ويتخانقوا مين اللي يحضني الأول واقعد معاهم عقبال ما انت تعملي لنا الاكل عشان نتجمع كلنا على سفرة واحدة وهم يقعدوا يحكوا لي يومهم عامل ازاي
بس انا بقى ياسكوني عندي امل وثقة في ربنا كبيرة قوي انه مش هيحرمنا وانه هيدينا على قد صبرنا خير كبير قوي صدقيني من حلاوته هنشكره عليه العمر كله زي ما اني واثق برده ان احنا لازم نصبر ونتعب وعلشان اكده هقول لك ان اني تواصلت مع فريدة من بقى لي يومين و حجزت عند الدكتور النهاردة ان شاء الله هنصلي الجمعة ونلبس ونتكل على الله عشان نبدأ رحلة العلاج واني واثق في ربنا ان شاء الله انه هيجبر بخاطرنا بس أهم حاجة الأمل لازم يكون في قلبك والتفاؤل كمان ونمشي على سنة رسول الله عليه الصلاة وأفضل السلام تفائلوا بالخير تجدوه وربنا هيرزقنا ونحقق كل احلامنا وبكرة تقولي عمران صدق .
كانت تتمسح بأحضانه وهي تشعر أنها بين أحضان الأمان حقا فقد كان عمران ونعم السند ونعم الرجل لها كان يقوم معها بدور عظيم كالجيش الذي يحمي مدينته ويخاطر بحاله لأجل أن يحميها من مخاطر نفسها ومخاطر من حولها مازالت تحتضن وجنته بين كفاي يدها ودقات قلبها مازالت تدق الطبول في اقتراب عمرانها وهي تشكره من أعماق قلبها
شكرا إنك موجود في حياتي ياعمران لااا شكرا انك انت بالتحديد رجلي وسندي وبقيت كل عزوتي شكرا إنك متحملني وضاممني بروحك وقلبك وعلشان اكده من كل قلبي هقول لك اني رغم ابتلاء ربنا الكبير والصعب ليا إلا انه رزقني بيك يامكفيني وساند قلبي ومحتوي ۏجعي شكرا لربنا إنه خلقني من ضلعك انت لأن ضلعك شملني قوووي
ثم أكملت ببسمة مختلطة بلمعة الدمع
بص هي حاجات كتير قووي ممتنة بيها لربنا انك موجود في حياتي وممتنة ليك انك رفعت راسي وعليتها وحسستني انك مكتفي بيا قووي وان مهما تعدي علينا أزمات هقعد وهحط رجل على رجل وأنا عارفة اني مسنودة على أماني مسنودة على راجل بمعنى الكلمة .
المفروض ما تشكرنيش علشان اللي انا بعمله ده اللي واجب كل راجل يعمله مع مراته لكن اني اللي لازم اشكرك على وجودك انت في حياتي يا سكوني
اصلك ما تعرفيش اني عانيت من ايه ولا عمر هيجي في بالك ولا في خيالك اني كنت ايه وكنت ازاي
اني اتولدت على يدك يا سكون قلبي واحساسي الراجل بالست اتولد على يدك انت وما حدش قدر يخرجني من احساس الفتور اللي كنت عايش فيه وخلاني اتحرك غير حبك لما وقعتي
بين ايديا يا أجمل صدفة ربنا بعتها لي في الوقت دي و علشان اكده مش فارق معايا السن اصل اني عشت سنين ضاعت من عمري واني تايه مش عارف اني بعمل ايه ولا فين وأني واقف مكاني ما بتحركش ليه !
فهزعل على حاجة بإيد ربنا واني كنت شارد ومش لاقي نفسي اصلا كنت تايه ومش عارفني
يعني حياتي الحلوة اتولدت على يدك ياسكوني لما اتقابلنا احنا الاتنين لقتني بصيت للسما وأني هقف في شباك المستشفي عند محمد وهبص عليكي في اليوم اللي وقعتي فيه بين ايديا لقتني بقول يارب تكون دي اللي من حدي ونصيبي واللي على ايديها يفوق عمران من نبض وجعه .
تعمقت النظر في مقلتيه وهي تسأله بتعجب لكلماته التي فهمتها للتو
انت كنت هتشتكي من حاجة تعباك أو مريت بتجربة قبل اكده خليتك تعاني قووي اكده
أغمض عينيه لوهلة وهو يتذكر تلك السنوات الشنيعة التي مرت بعمره وجعلته كارها لحاله ثم فتح عينيه حتى استقرت مرة أخرى في عينيها الساحرتين ثم أجابها وهو ينفض عن باله
أكيد هحكي لك كل حاجة في يوم من الأيام بس مش دلوك الكلام في الموضوع دي علشان خاطر هنفطر وهروح اصلي وبعدين ورانا مشوار سفر طويل يلا يا حبيبي .
كعادتها المريحة ابتسمت له ولم تلح عليه ثم بدأت بتكملة طهي الفطور ثم تناولوه
في سعادة تليق بقلوبهما الرائعة في جو من الألفة والأمل الذي لم ينتهي عمران عن إلقائه على مسامعها مع كل نظرة وابتسامة وهمسة .
كانت تجلس أمام حمام السباحة على كرسيها المتحرك وهي تنظر إلى مياهه التي سلبت أغلى ما بها فقد
متابعة القراءة