جوازة نت بقلم مني لطفي
المحتويات
ارسال رسائل حب وشوق ملتهبة تجعلها تبتسم حينا وتبكي أحيانا
صوت رنين جرس الهاتف قاطع الحديث الدائر بين ايناس ومنة لتجيب ايناس وبعد ثوان لاحظت منة لون ايناس الذي شحب فجأة وسمعتها تشهق هاتفة بذهول
ايه انتي بتقولي يا سحر انتي متأكده أمتى الكلام دا حصل أنصتت قليلا لتنهي المكالمة ودموعها تنهمر تغسل وجهها قامت منة متجهة اليها وهي تسألها في خوف وترقب
تكلمت ايناس بصوت متقطع من بين شهقات بكائها الحار
نشوى نشوى يا منة و هتفت منة وقد تلفت أعصابها
مالها نشوى يا ايناس
لتجيب ايناس بنواح
نشوى نشوى ات سحر بتقولي أن جوزها
لتصرخ منة هاتفة بذهول
إييييييه
يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي صدق الله العظيم الفااااااتحة
تقدمت منة وايناس برفقة سحر للسلام على والدة صديقتهم وتقديم العزاء كانت درية والدة نشوى كالضائعه نظراتها تائهة كانت تتمتم بكلمات غير مفهومة تحدثت منة بصوت خفيض مليء بالحزن
رفعت درية عينيها الى منة التي واصلت
أنا منة يا طنط صاحبة نشوى الله يرحمها نشوى كانت أكتر من أخت بالنسبة لي
وقفت الام بمساعدة سيدة تجلس بجوارها وقالت ودموعها تهطل مغرقة وجهها الخالي من مساحيق التجميل لأول مرة مما وشى بعمرها الحقيقي بينما شفتاها ترتجف بقوة تناولت منة يدها لتسندها وسمعتها تقول بصوت متقطع
اجابت احدى النساء الجالسات بجوارها يتابعن الحوار
صړخت درية قائلة
أنا اللي قبله
صعقټ منة وتبادلت النظرات مع ايناس وسحر وقالت
محاولة التخفيف عن هذه الأم الثكلى
ما تقوليش كدا يا طنط نشوى الله يرحمها كانت بتحبكم أوي
جاتلي قبل ما يحصل اللي حصل بيومين بتشتكي لي انها مش قادرة تستحمل خصوصا بعد بعد ما اټجنن خالص واتهمها انها عاوزة تموته ما كانش باين قودامنا خالص انه مش طبيعي ابوها زعق لها وقالها انها واحده مستهترة ومش قد مسؤولية بيت وجواز وامبارح بس عرفت انها حامل حبيبتي كانت طايرة من
الفرح وقالت لي هتحاول معاه انه يتعالج علشان خاطر ابنهم أو بنتهم اللي جاية في السكة بس بس مالحقتش لما قالت له انها حامل كدبها واتهمها انها عاوزة تخلص منه وتحطه في مستشفى المجانين و خلاها نايمة وخنقها بالمخدة هو دلوقتي في مستشفى الامړاض العقلية وانا انا خسړت بنتي خسرتها انا اللي لازم يعدموني مش هو انا وابوها السبب آآآآآآآآه يا بنتي حاولت منة أسكاتها ولكنها كانت هي الاخرى تذرف دموعا غزيرة حزنا على نشوى التي ذهبنت ضحېة اهمال الاهل و العنكبوت المسمى بالانترنت وكيف لا ومدحت قاتلها كان زوجها الذي تعرفت عليه من خلال هذه التكنولوجيا المتطورة التي جعلت ما كان صعبا أو مستحيل سهلا و يسير
اجابت منة والدتها
معلهش يا ماما سيبوني أنا انا تعبانه مش هقدر ألف معاكم روحوا انتو وما تشيليش همي أنا هنام شوية
عواطف توصيها بنفسها
طيب بس لو اتأخرنا عندك أم محمود خليها تحضر لك الغدا احمد وبابا انهرده مش هيتغدوا معانا كل واحد في شغله وانا وايناس احتمال نفوت ع النادي بعد ما نخلص مشاويرنا انا عموما وصيت أم محمود وانت عارفاها مش هتعرفي تخلصي منها
رنين متواصل لجرس الباب جعل منة تقوم من فراشها وهي تتساءل ترى من القام واين أم محمود لتتذكر أن أم محمود أخبرتها أنها ستذهب لابتياع بعض اللوازم من السوق
اتجهت منة لترى من الطارق وقد تناولت وشاحا وضعته على شعرها كيفما اتفق فظهرت بعض الخصلات لم تنتبه اليها تمتمت منة في سرها أنه لا بد ان الطارق زياد ابن جارتها هدى والذي دأب على القدوم للعب مع ابنتيها فتحت الباب وهى تقول بابتسامة
ايه يا زياد لتبتر عبارتها شاهقة بذهول هى تتراجع بضعة خطوات الى الداخل بينما أمسك القادم بمقبض الباب ليغلقه خلفه جيدا فيما تقدم اليها وهو يتحدث بتساؤل وڠضب خفي
يا ترى مين زياد دا يا منايا هتفت منة غير مصدقة عينيها
تركها
الحلقة الثانية عشرة
دفعت منة صدر سيف بقوة فتركها رغما عنه وما إن تحررت من قبضته حتى رفعت يدها لتهوى على وجهه بصڤعة مدوية من دون شعور
ساد السكون من حولهما والذي لم تجرحه الا صوت دقات الساعة الرتيبة في حين انتبهت منة الى ما فعلت فشهقت شهقة صغيرة وهي تتراجع بضعة خطوات الى الخلف بينما اكتست عينا سيف نظرة غامضة خرق صوت سيف السكون المحيط بهما وهو يتساءل بهدوء
يا ترى القلم دا خلاكي تهدي
نظرت إليه منة بشرارات ڼارية تتراقص في مقلتيها وتحدثت پغضب
ولا أي حاجه هتخليني أهدي يا سيف
اقترب سيف منها بضعة خطوات حتى وقف على بعد إنشات قليلة منها وأجاب بصوت منخفض
مسيرك هتهدي يا منة بس وإنت في بيتي وبناتي في حضڼي أنت عارفاني كويس أوي عمري ما بزهق بسهولة وفي موضوع انت وبناتي طرف فيه يبقى عمري ما هزهق خالص أنا غلطت واعترفت ما أنكرتش توبت واستغفرت ربنا كتير إذا كان ربنا بيسامح ويقبل التوبة إنت مش عاوزة تسامحي ليه
تحدثت منة بصوت خرج بالرغم منها مهزوزا
علشان أنا إنسانة عادية أنا مش ملاك اللي انت عملته دا شيء بشع انت فاكر الموضوع بسيط ايه واحده عرفتها وسيبتها علشان بيتك ومراتك وخلاص لا يا باش مهندس ما سألتش نفسك الجواز اللي بينكم دا مدى شرعيته إيه
أجاب سيف بابتسامة ساخرة بينما حمل صوته دهشته من سؤالها
شرعية إيه بقولك دا نت يعني كدا وكدا لعب في لعب من الآخر فين الشرع اللي في دا عاوز أفهم أنا
علشان فيه حاجه بسيطة اوي تاهت منك يا أستاذ نظر اليها سيف بتساؤل وترقب في حين تابعت هي بجدية بالغة
الورقة اللي انتو كتبتوها بينكم ع النت اتشيرت لناس كتير أبسط مثال لاصحابك مثلا واصحابها يعني إشهار تقدر تقولي ما فكرتش ولو ثانية انه جوازة ال نت اللعبة دي قلبت جد ما جاش في بالك الکاړثة اللي حصلت المفروض أساس الجواز الاشهار بدليل ايام الرسول عليه الصلاة والسلام ما كانش فيه
لا ورق ولا حاجه بيعلنوا عن الجواز بالدف وولي العروسة يقبل زواج العريس وفي ايامنا دي لسه في مناطق زي البدو في سينا مثلا لا فيه مأذون و لا ورق ولا يحزنون تقدر تقوللي ما فكرتش انك دلوقتي فعلا متجوز انسانه ژبالة زي دي انا مش هقول مثلا لو جالها عريس يبقى هي وضعها ايه متجوزة ولا لأ لأنه واضح انه مش هيكون فارق معاها لأنها واضح بردو أن الحلال والحرام دا آخر حاجه ييجي في بالها انها تفكر فيها صمتت قليلا بينما تسمر سيف في مكانه غير مصدق لما يسمعه منها بينما تنهدت منة بعمق وتابعت بأسى
الموضوع للأسف عبارة عن کاړثة بجميع المقاييس يا سيف وأنا مش عاوزة أدخل لا أنا ولا بناتي المعمعه دي علشان كدا يا ريت تقتنع أنه فعلا ما فيش غير حل واحد بس
نظر اليها سيف بنظرات سوداء وسألها بهدوء بينما ڤضحت توتره اختلاجة عضلة فكه
اللي هو
أشاحت منة بعينيها بعيدا وأجابت بخفوت
الط ليصدح صوته آمرا بقوة وهو يقطع المسافة التي تفصلهما في خطوتين اثنتين واقفا أمامها يقول بحدة آمرأ
إياكي شوفي إياكي تنطقيها انسي الفكرة المچنونة اللي في دماغك دي وجواز صح ولا غلط دي مش مشكلتك دي مشكلتي أنا وأنا اللي هحلها وحاجه أخيرة يا منة
أنا مش هسيبك لا انهرده ولا بكرة ولا حتى لو فضلتي بعيد عني عشر سنين انتي مراتي وأم بناتي وانتي وهما كل حياتي فياريت تدخلي الكلام دا في مخك الناشف دا لأني لما هآجي المرة اللي جاية هآجي علشان ترجعوا بيتكم
بوسيلي هنا وفرح وقوليلهم بابا جاي قريب اوي علشان ياخدنا ونرجع بيتنا تاني فاهمه
يا منة
لم يدع لها المجال للأجابة وانصرف مسرعا صافقا الباب خلفه في حين جلست هي على المقعد وراءها وهي تشهق بغصات بكاء حار بينما سالت دموع غزيرة تغسل وجنتيها الشاحبتين
سافرت عائلة منة الى الاسكندرية حيث الخالة سهام صممت الأخيرة على استضافة عائلة شقيقتها كاملة في منزلها السكني وعندما تعللت عواطف باستحالة ذلك نظرا لضيق المكان مقارنة بعددهم فهي ستصطحب معها منة وابنتيها واحمد وزوجته وابنته وطبعا خلافها هي وزوجها ولكن سهام أخبرتها بأن النساء سيمكثن في منزلها بينما الرجال سيمكثن في شقة نادر التي تعلو شقتها
كانت منة تسير بمحاذاة الشاطيء تاركة ابنتيها تلهوان مع ابنة أخيها مرام تراقبهن إيناس بينما أحمد يسبح في مياه البحر الفيروزية كان هواء البحر المحمل برائحته العبقة يضرب وجهها الفتي بينما يتطاير طرف وشاحها الحريري فغدا كشلال من اللون الابيض يتناثر حولها مما أكسبها جمال أخاذ جعلها كلوحة تحبس الانفاس لروعتها التي تخلب الألباب وقفت أمام شاطيء البحر تتأمل أمواجه المتلاحقة وشردت في حالها هي في الاسكندرية منذ يومين ولا تعلم شيئا عن سيف كما أنها لم تخبره عن سفرها هي والبنات برفقة عائلتها ولم يفاتحها أحد من عائلتها بشأنها هي وسيف فشكرت لهم امتناعهم هذا حتى تستطيع جلاء عقلها والتفكير بروية بأمرها هي وسيف وكلما مر الوقت وأمعنت في التفكير تجد أنه لا مناص مما منه بد فستظل الكلمات التي قرأتها وما شاهدته من لقطات أمام عينيها حتى عند أغماضهما فإن ما علمته يرتسم أمام مخيلتها وبكل وضوح
البحر أفضل كاتم أسرار لما بكون متضايق ما بلاقيش غيره أفضفض له ويشور عليا أعمل ايه
التفتت منة الى محدثها والذي لم يكن سوى نادر ابن خالتها
ابتسمت منة وأجابت برزانة
دي فلسفة شكلك بتحب البحر أوي
وقف نادر بجانبها ونظر الى البحر الذي تتهادى أمواجه أمامه وأجاب بهدوء
البحر
متابعة القراءة