عشق القلوب بقلم سهام

موقع أيام نيوز


وهي تراها تضعه علي جسدها أمام مرآتهم الصغيره 
وضعت سالي بيديها علي يد أمجد بحنان وهي تكمل حديثها وكان اليوم هو عيد زواجهم حتي تمايلت علي أحد أذنيه لتحادثه بهمس ووضعت بقطعه اللحم المشويه في شوكتها وعادت تكمل أطعامه ولكن كل ما كان يشغل تفكيرها هل كل هذا سيجعله يشعر بأن الخاسر هو وليست هي 
فرفعت بوجهها قليلا كي تتأمل معالم وجهه لتجده غارق مع أبنها ياسين في اللعب ونظراته لا تحي بأي شئ يجعلها تشعر بأن فكرة أصطحابه معهم في ذلك العشاء قد زرع الغيره في قلبه 

ليرن هاتف يوسف في تلك اللحظه ويستأذن منهم ولكن نظرات سالي كانت مازالت تتفرسه پغضب ليتأمل أمجد صمتها المفاجئ 
أمجد سالي روحتي فين ويلامس يديها بكفه وهو يتأمل طفلهم علي فكره يوسف عرض عليا أنه ياخد ياسين النهارده معاه القصر 
فتنظر اليه سالي طويلا وتلتف بأعينها تبحث عنه لتجده مندمج بحديثه مع المتصل الذي يبدو من ملامحه بأنه يحادث أنثي تبثه كلاما مثيرا يجعله يبتسم لها بخفه فيلتف يوسف بوجهه في تلك اللحظه نحوهم فيجد نظرات سالي عليه 
سالي بهدوء بعدما أشاحت بوجهها عنه لاء يا أمجد أنا مسبش ياسين عند يوسف أنت عارف علاقته وحياته أزاي 
ليتفرس أمجد وجهه زوجته قائلا بس ديه مش اول مره ياسالي ياسين يبات مع يوسف أنتي عارفه قد ايه ياسين بيحبه ومتعلق بيه وكمان يوسف بيراعي ياسين أكتر مني ومنك ومش معقول تفكيرك وصل أنه هيخلي ابني يشوف نزواته 
فتنظر سالي الي طفلها الذي يحاول النهوض من علي كرسيه المخصص كي يسير نحو ذلك الرجل الذي احتل قلبه وقلب أمه وعقلها حتي تقول ببرود برضوه مش موافقه انه ياسين يبات مع يوسف النهارده أعتذر منه يا أمجد وقوله مره تانيه
ليقترب يوسف منهم ويتأمل ضحكات الصغير قائلا ايه رأيك يا ياسو نروح أنا وانت ونسيب بابا وماما 
فيمد الطفل بيده قائلا يلا نروح انا وانت 
فيضحك يوسف علي حب ذلك الصغير له
بهذا الحد حتي ينحني كي يحمله لتتحدث سالي بجمود بس ياريت أبني ما يشوفش أي منظر مش مناسب لطفل في سنه 
ليخرصها امجد بصوته قائلا سالي 
حتي يلتف يوسف اليهم بعدما حمل الصغير متقلقيش ياسالي مش معقول قذرتي هتوصل للطفل الصغير انا النهارده مع ياسين وبس 
ويسير بخطي هادئه بعدما ودع أمجد وشكره علي ذلك العشاء 
فنظر أمجد لسالي بعتاب قائلا علي فكره أنا كنت هرفض بالذوق !!
لتلمع عين سالي بالغيره فينهض أمجد قائلا مش كفايه كده 
جلست مريم فوق فراش صديقتها وهي تتأمل كل ركن في غرفتهم البسيطه متذكره كل شئ قد مر بينهم من لحظات قد جعلتها تنسي غربتها حتي لو قليلا 
وأبتسمت وهي تشرد في أبتسامة صديقتها اليوم عندما أصبحت زوجه لمن أحبت وكيف ضمھا زين اليه في سعاده فوضعت بيدها علي قلبها وهي تتذكر كيف تمت تلك الزيجه بهذه السرعه الغريبه ولكن فرحة صديقتها قد جعلتها لا تتمني شيئا سوا أن يرزقها الله بحياه سعيدة مع من أحبت 
ونهضت من علي الفراش بعدما أطلقت لحذائها ذو الكعب العالي العنان ووقفت أمام مرأتها كي تزيل حجابها بهدوء حتي سقطت دمعة من عينيها لتشاهد نفسها في المرآه ولاول مره تشفق علي نفسها مما يحدث لها لتقول بحب وهي تتذكر ريما ربنا يسعدك ياريما وظلت تردد تلك الكلمة علي لسانها 
حتي سمعت قطرات المطر القويه تتساقط علي زجاج شرفتها فأقتربت من شرفتها بأمل وهي تري هطول المطر فأبتسمت قائله بحنين وحشتني اووي يابابا ثم تذكرت والدتها واخواتها الأثنين من زوج أمها حتي أبتسمت وهي تتذكر كيف كانت تستطيع أن تفرقهما عن بعضهما رغم تشابهما القوي فسقطت دموعها وهي تتأمل حالها الوحيد في ذلك العالم وأبتسمت وهي تزيل دموعها عندما جاءت بذهنها قول الله تعالي
ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد
أنهي يوسف شراب مشروبه المثلج ونظر الي ياسين النائم الذي يتسطح علي فراشه ويبتسم وكأن في أحلامه ما يدغدغه ويلاعبه فأقترب منه ليلامس أنامله الصغيره قائلا بصوت
حنون عارف يا ياسين أنا بحبك أووي ونفسي يبقي عندي طفل شبهك كل الناس فاكراني وحش وقذر اووي أنا عارف أني كده بس اللي يعيش هنا في القصر ده لازم يبقي كده فتمايل الطفل قليلا في حركته حتي قال يوسف ضاحكا أنا بتكلم معاك ازاي كده اصلا 
فسمع أهتزاز هاتفه المفاجئ ونظر الي رقم المتصل حتي وجه حديثه اليه قائلا ده امجد اللي بيتصل شكله خاېف عليك 
وبصوت ضاحك كان يمزاحه 
يوسف أيه يا أمجد انت هتخاف علي أبنك مني زي مراتك ولا ايه متقلقش
معنديش حد في البيت غير الأستاذ ياسين ونام كمان 
ويلجم حديثه عند سمع صوتها وهي تتحدث أنا سالي مش أمجد يايوسف 
فيظل الصمت بينهم حتي يقول بجمود ياسين نايم وبكره الصبح أكيد هيبقي عندكم ياسالي طمني أمجد وتصبحي علي خير 
وأغلق الهاتف دون أن ينتظر ردها حتي ألقط سالي بالهاتف جانبا وهي تظفر پغضب من تصرفاته الجامده التي أصبح يعاملها بها منذ علمه بمشاعرها أتجاهه فأقترب منها أمجد بعدما أنهي حمامه الهادئ قائلا بحب وهو يلامس وجهها بأنامله وحشتيني اوووي ياحببتي 
جلس أحمد بشرود يشعل سېجارة تلو الأخري وهو يفكر في حياته القادمه فنظر الي كوب قهوته التي قد بردت حتي جاء طارق عندما لمح وجوده علي طربيزتهم المفضله في ذلك الكافي وأقترب منه قائلا ايه يا بني كمية السجاير ديه
فنظر اليه أحمد قليلا قبل أن يطفئ لهيب سيجارته في تلك المطفأه المخصصه أنت أتأخرت عليا ليه ياطارق 
فأبتسم طارق بسعاده كنت بحضر أوراق كتب الكتاب يااا أنا مش مصدق يا أحمد أخيرا نهال هتبقي مراتي 
فنظر اليه أحمد بسعاده وهو يري مدي عشقه لأخته ربنا يسعدكم ياصاحبي 
طارق بس أنت طلعت ندل يا أبني أنت مافيش أي مساعده منك حتي أبقي افتكر كل ده ماشي عشان يوم أجراءات كتب كتابك أنت وأروي لو طلبت مني مساعده او من مراتي ولا هنعرفك 
فنظر اليه احمد بشرود وهو يتذكر أسم أروي حتي تنهد أعذرني ياطارق وكمان مراتك اللي بتتكلم عنها ديه تبقي اختي يا أستاذ 
فتنهد طارق بحب ياا أمتي بكره يجي عشان اقولها كل اللي نفسي فيه ده اختك ديه طلعت عيني بس علي قلبي زي العسل 
فتأمل أحمد السعاده التي تطل من عين صديقه فتذكر أخر لقاء كان بينه وبين أروي عندما دعوه الي الغداء ولم يجد أحد من أهلها سوي هي وخادمتها حتي أتت صورتها وهي بين أحضانه ليشاهدوا بعض الصور الخاصه بغرف النوم وحديثهم عما سيحدث بينهم في تلك الليله واستجابتها لحديثه فقد تمني فتلك اللحظه أن يجدها تصرخ به وتضربه علي وقاحته ولكن كل ما وجده أمامه أمرأة تعلم بكل شئ يخص الزوج وليس فتاة بكر 
ليلوح طارق أمام عينيه بأصابعه قائلا ها يابني روحت فين فيبتسم أحمد بأبتسامة شاحبه لصديقه وهو شارد بذهنه في صورة خطيبته الحمقاء التي تلبي كل رغباته دون تمنع 
تقدمت مريم نحو الطاولات الموضوعه بحزن وبدأت تعد هيئة كل طاوله كما اعتادت هي وصديقتها ريما فتأملت المكان حولها لتجد أعين ذلك الشاب الكندي تحاوطها بأشفاق عليها فقد كان شابا حديث السن فأقترب منها قائلا اتريدين ان اساعدك يا مريم
فأبتسمت مريم وهي تكمل اعداد الطاولات انا خلاص قربت اخلص يا أرناف روح ذاكر انت وانا هكمل باقي شغلك 
فبادلها ذلك الشاب الذي مازال طالبا بأبتسامه هادئه لا تشغلي بالك من أجلي فقد انهيت معظم واجباتي واريد ان اساعدك 
ونظر الي باقي الطاولات وابتسم لها وذهب يعدهم معها لأستقبال الزبائن 
فهربت دمعه حبيسه من اعين مريم وهي تتذكر مزاح صديقتها ريما وأتجهت ناحية مطبخ مطعمهم المتواضع وامسكت بشوكة ريما التي دائما كانت تمزح بها معها وبدأت تكمل اعداد الحلوي والمأكولات البسيطه التي يتخصص فيها مطعمهم لتسمع صياح لانا الصغيره بأسمها قائله بسعاده وهي تترك ما بيدها 
مريم لانا حببتي وحشتيني 
فتركض لانا نحو احضانها قائله ببرائه اخبرت امي اذا انجبت اختا لي سأسميها مريم أرئيتي ثيابي 
فتأملت مريم ثياب الصغيره حتي قالت حلوه زي لانا الحلوه 
وابتسمت وهي تري سيلا تمسك بيد العجوز عدنان ويدخلون من باب المطعم حتي قال عدنان اشتقت لمطبخي وكعكاتي الشهيه 
فضحكت سيلا وهي تتأمل والدها حتي قالت بسعاده كنتي جميله في عرس ريما يامريم حقا تشبهين الملائكه 
وتأملت المطعم الفارغ من الزبائن حتي قالت مازال الوقت مبكرا ونظرت الي والدها وهو يسرع نحو مطبخه بأشتياق حتي ضحكت قائله اصر اليوم ان يأتي ليري المطعم 
مريم بسعاده اكيد المطعم بقي وحشوا اووي 
ليسمعوا صوته وهو ېصرخ بأسم مريم مريم تعالي هنا 
فأتجهت سيلا بصحبة مريم نحو المطبخ ليتأملوه وهو يتذوق بعد المأكولات وبجانبه الصغيره حتي قال اصبحتي طباخه ماهره ايتها الصغيره 
تأملته نهال لأخر مره لها قبل ان تصبح زوجة لرجلا اخر سيربط اسمه بأسمها حتي قالت من بين دموعها وهي تتطلع الي صورته وصورة ابنه وزوجته سالي من خلال شاشة حسوبها مش كل حاجه بنتمنها لازم تتحقق انت بقي ليك حياتك يا أمجد واسره جميله عايش معاها 
وهبطت دموعها وهي تتأمل كل جزء فيه بندم دلوقتي جيه وقت ان الكتاب يتقفل وكل صفحه جواه لازم تتنسي عشان وقبل ان تكمل بقية حديثها الذي تخاطب به صورته شهقت بقوه وهي تقول عشان انا دلوقتي هبقي ملك لانسان تاني وهبلي قلبه قبل اسمه ولازم احافظ عليه واخلق الحب اللي ماټ جوايا عشانه طارق ملهوش ذنب في حياتي اللي فاتت ولا حبي المجهول انا نفسي اعترفله بكل حاجه بس خاېفه ابني بنا حواجز مقدرش اهدمها بعدين 
ثم وضعت بيدها علي قلبها وهي تناجي ربها يارب سامحني علي شئ مكنش بأيدي واديني القوه اني انسي كل الماضي واعيش زوجه مخلصه عفيفه من الذنوب 
واغلقت حاسوبها الشخصي بعدما حذفت كل شئ يتعلق بأمجد وبحبها السري 
حتي سمعت رنين هاتفها ليأتي صوته الحنون كلها ساعات بسيطه وهتبقي مراتي كان نفسي النهارده يبقي فرحنا بس هصبر وكفايه ان اسمك هيبقي مرتبط بأسمي وهقدر اقولك كل اللي نفسي فيه يا زوجتي 
فأدمعت عيناها وهي تحادثه بخجل 
نهال وانا عندي كلام كتير عايزه اقولهولك ياطارق بس صبرنا كتير مش هنصبر الكام ساعه دول 
فأبتسم وهو يحادثها قائلا بحبك بحبك اووي يانهال 
واغلق بهاتفه بعدما بث شوقه وحبه لها حتي ابتسمت وهي تتمتم هدايا ربنا ديما بتسعدنا

بعد ما بنظن ان الدنيا حرمتنا من اللي كنا بنتمناه 
دلف امجد اليه ليراه منهمك في النظر بحاسوبه حتي قال وهو يقترب من مكتبه
 

تم نسخ الرابط