رواية جوازة ابريل بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز

الرسمي للمكان وتقف أمامهما مباشرة وتضع يديها على خصرها لتسأل رزان بغرابة في ايه .. انتي مين!!
كانت ابريل تلهث أنفاسها الغاضبة مشيرة براحة يدها باتهام نحو باسم الذي نظر إلى تلك الدخيلة التى أفسدت عليه كل شيئا بحاجبين معقودين في ذهول قائلة بنبرة متهكمة بتحشرج إلى حد ما حضرت جناب المحترم دا .. كداب ومش بتاع جواز يا انسة .. ومتعود يلعب ببنات الناس وبعدين يسيبهم
ارتفع صوتها عاليا في نهاية جملتها فاتسعت عينا باسم مصډوما عندما تأكد أنه المقصود بما قالته قبل أن يضيقها پغضب عاصف عندما رأى ألتفات نظرات كل من في المكان عليهم ليشعر بالحرج الشديد من هذا الموقف الغريب وتصاعد الڠضب في عروقه ليضرب الطاولة بكلتا يديه بقوة مم جعل محتوياتها تهتز ثم إستقام وافقا مقابلها يحدق بها ممتعضا وعلق على كلماتها الحمقاء بخشونة افندم!! انتي مجنو نة .. هو انتي تعرفيني من اساسه!!
سألها باسم مستنكرا في نهاية عبارته حيث انتابه الشك من علمها بشأن ما يفعله مم جعله مرتبكا أما هى إضطربت أعضائها پخوف ولن تنكر لجزء من الثانية شعرت بالريبة من أنها قد تكون مخطئة وهى ترى وقوفه الشامخ أمامها ومظهره الأنيق للغاية لأنها لم ترى هذا المدعو حازم من قبل لكنها متأكدة أنها الطاولة المقصودة وكانت على وشك التراجع لكن من يعرفها جيدا يعلم أن التراجع مستحيل في قاموسها لذا تنفست ببطء وعمق وهى ترمقه برودة جليدية ولم تعيره أي اهتمام مخاطبة رزان التي كانت تجلس لا تفقه شيئا فأخذت تشرح لها بتروى هو جايبك هنا بس .. عشان يغيظ بيكي خطيبته اللي سابها .. ودلوقتي بيحاول يرجعلك بعد ماعرف انك ورثتي .. بس انا بنصحك فورا تسيبك منه .. لأن النصا ب دا جر ح بنات كتير قبل منك وبعد منك كمان
اطمأن باسم بعد أن استمع إلى حديثها وتأكد أنها لا تقصده لكنه في نفس الوقت احتقن ڠضبا من لسانها السلي ط ووصفها له بألقاب مه ينة بينما كانت رزان تحدق به پصدمة وقد وقفت من مكانها ثم سألته بعدم فهم باسم !! مين دي انت تعرفها منين وايه الكلام الغريب اللي هي بتقوله دا
رمقها باسم بنظرة سريعة منزعجة ثم تدحرجت رماديتيه صوب أبريل مضيقا إياها على عينيها الفيروزية التي تطالعه بإستهجان استنكره للغاية ثم هتف بسخط معرفش!! دي شكلها مخبو لة اكيد
تحدت ابريل نظراته الممتعضة بمثلها فهو صار الآن بين أمواجها الثائرة وستلقنه درسا لعل جم ڠضبها تخمد من كل ما يزعجها لتتمتم من بين أسنانها انا اللي مخبو لة يا عد يم الضمير
أضافت أبريل بنبرة هادئة إلى حد ما محذرة إياها وهي تلف ذراعها حول صدرها تحوطه بالأخرى بيد مرتجفة لعلمك باين من شكلك انك علي نياتك .. النوعية دي وات ية وكداب ة واست غلالية .. هيضحك عليكي بكلمتين لحد مايسحب منك القرشين ويقولك باي باي ويشوفلو واحدة غيرك يرمي شباكه عليها
حدجها باسم بنظرات مستاءة مغتاظا بشدة من جراءتها فهذه كانت المرة الأولى التي يتعرض فيها لهذا الموقف المحرج حتى لو كان واضحا أنه سوء تفاهم لكن تلك القزمة كان لها لسان لا ذع مثل الفرس الجا مح الذي لا يعرف طريقة للوقوف ليميل نحوها بجسده فتراجعت برأسها قليلا إلى الوراء صائحا بنفاذ صبر لحد هنا وكفاية .. انتي مجنو نة يا بت انتي !! ازاي تتجرأئ وتغلطي فيا .. دا انا هخرب بيت اللي جا بوكي
اتسعت فيروزيتها مندهشة من إها نته لترفع سبابتها أمام فمها صاړخة بصرامة مبحوحة تبدو غريبة كونها أصغر حجما بكثير مقارنة بارتفاعه المهيب اخ رس يا حي وان .. ماتغلطش في اهلي اللي ربوني كويس اوي .. مش زي اهلك اللي نسيوا يربوك وسايبنك تضحك علي بنات الناس يا خس يس
نظر باسم إليها پجنون ولم يشعر بنفسه سوى وهو يقبض على معصمها فجأة لذا حاولت أن تسحبه من براثنه بحركة دفاعية ليضغط عليه بطريقة ألمتها فتأوهت أثناء تخبطها فى قبضته بينما يجذبها نحوه مزمجرا بشړ اسة لا دا

انتي زودتيها جامد .. انا همر مط بيكي بلاط المكان دا بالكلمتين الخا يبين بتوعك .. بس الأول شكلك عايزة قلمين عشان تتربي يا لمامة انتي
ازدردت ابريل ريقها بصعوبة وهي تحدق في عينيه الرماديتين الحادتين وتستمع لتهديده الغاضب بقلب يقرع بصخب حاولت سحب يدها منه عدة مرات لكنها لم تفلح قط أما رزان فقد وقفت تراقب شجارهما الصاخب بقلق وحيرة لكن إبريل لم تردعه نظراته الغاضبة طويلا إذ تقوس فمها بابتسامة ساخرة وردت بإستخفاف تام طبعا هنستني ايه من اشكالك الق ذرة .. العادي عندهم يمدوا ايديهم علي البنات ماعندهمش نخوة .. مش بقولك انت ماشوفتش بربع جنيه تربية يا وا ط...
أرادت ابريل أن تجعل غضبه يصل إلى الحد الأقصى حتى تستغل رد فعله ضده وقد كان فأخذت كل ذرة من دمه تغلي في عروقه بإهتيا ج فور أن سمع كلماتها الهجو مي ة والمصي ئة دون سبب من وجهة نظره فلم يدعها تكمل عبارتها إذ رفع يده عازما على صفع ها بالفعل فإنكمشت على نفسها وأغمضت عينيها بشدة وداخلها يرتعد خوفا.
باسم !! عشان خاطري ماتتهور ش .. الناس بتتفرج علينا .. مش معقولة هتمد ايدك علي بنت!!
تعلقت يده في الهواء قبل أن يصف عها وأفاق على صوت رزان المذعور التى تقدمت نحوهما مسرعة حتى فصلتهما وهي تلمس ذراعه محاولة تهدئته من نوبة غضبه التي انخرطت فيها بعد أن استفز ته هذه القزمة حاول أن يسيطر على أعصابه وهو يقبض على راحة يده بقوة ويصرف بهذه الحركة شحنة غضبه الچنوني ثم هم بالرد عليها لكن قاطعه صوت نداء أنثوي من خلف أبريل ابريل .. ابريل!!!
جاءت رضوى راكضة نحوهم ثم أمسكت يدها وهى تلهث كلماتها بتقطع هامس استني .. ماطلعش هو .. ماطلعش هو .. مش هو
أقبلت أميرة من خلفهما لتقف بجانب الفتاتين وفركت يديها معا ورسمت ابتسامة مترددة على فمها اتسعت تدريجيا بدهشة وهتفت بترحيب حار ازي حضرتك يا استاذ باسم .. حضرتك اول مرة تشرفنا..!!
أكملت رضوى بلهفة مش معقول حضرتك مشرف ومنور المطعم كله!!
جحظت عينا أبريل وهي تنظر إليهما كأن على رؤوسهن الطير ثم تساءلت بتوجس انتي بتقولي ايه انتي وهي !! مش هو يعني ايه!! اومال حازم دا فين .. وانتو تعرفوه
مالت رضوى عليها متمتمة من بين شفتيها شكل الز فت التاني مشي من شوية من غير مانشوفه والاستاذ قعد علي نفس التربيزة
ارتفع حاجبيها في حالة صدمة ولم تمهلها رضوى الوقت للرد حيث استدارت وقالت بإعجاب كبير محدقة فيه بابتسامة بلهاء كادت أبريل لكمها حتى تختفى عن وجهها دا شرف عظيم والله العظيم انك تيجي لحد هنا اهلا وسهلا بيك
هزت أميرة رأسها مؤكدة كلام صديقتها والحماس واضح في صوتها الناعم ايوه احنا محظوظين جدا بوجودك عندنا والله العظيم .. ولو ممكن صورة مع حضرتك لو مافيش ازعاج!
فغرت أبريل فاهها ببلاهة من تحول حالة أميرة التي ترى ابتسامتها العريضة تكاد تشق وجنتيها بسعادة وانقشعت غيمة الحزن عن وجهها تماما لتفيق من أفكارها على صوته المتهكم وهو يتجاهل تماما ما قالته الآخرى ما هو باين من استقبالكم الحار اوي ليا .. بس انا هعملكم فضي حة في كل حتة و هقفل المخر وبة دي
وأضاف باسم بسخرية واضحة وهو يميل رأسه إلى الجانب مم دفعها تحبس أنفاسها سخطا دون أن ترفع نظرها نحوه وهي متأكدة من أنها المقصودة بهذا الكلام ايه ما تسمعينا صوت .. ولا اتقطع لسانك دلوقتي!
سألتها رضوى بحيرة هو انتي عملتي ايه
زفرت ابريل الهواء بقوة من حدته حدثت إنقباضات في صدرها مم جعلها تسعل بالاختناق لتغمغم بأنفاس متقطعة بهدلت .. الدنيا
ربتت رضوى على ظهرها برفق وتهامست بجزع هار اسوح طيب سيبيني احاول اعالج الموقف المهبب دا
استدارت رضوى برأسها ترسم ابتسامة على وجهها بتوتر تجاه باسم الذي كان ينظر إليهما بضجر ففركت يديها معا لتتحدث بلهجة حاولت أن تجعلها لبقة استاذ باسم احنا بنعتذرلك يا فندم والله اللي مايعرفك يجهلك .. اللي حصل دا اقسم بالله كان سوء تفاهم مش اكتر احنا اسفين اوي
إستلمت أميرة دفة الحديث منها بنبرة لطيفة هادئة على أمل أن تعالج هذا الموقف أيضا حضرتك ابريل دي والله في منتهي الذوق والاحترام اللي في الدنيا .. هي ماكنتش تقصد حضرتك خالص .. هي قصدت حد تاني خالص
همهمت رزان مؤكدة بهدوء فعلا واضح كدا .. لانها قالت حاجات مش منطقية خالص..
قطع باسم جملتها هاتفا بإستنكار استني يا روز انتي بتبرريلها بتاع ايه اصلا!!
أشار باسم بإحدى يديه لتجلس مكانها ثم تتبعها يجلس على كرسيه مسلطا أنظاره عليها معقبا بصلابة هي اللي غلطت وهي للي لازم تعتذر
تلفتت أميرة حولها بقلق خائڤة من أن يأتي المدير وتحدث عواقب وخيمة لا تحمد عقباها ثم أمسكت بمرفق أبريل وتمتمت بصوت

راجى معلش يا توته عشان خاطري .. انا كدا هيتقطع عيشي والله .. دا ممكن بكلمة منه صاحب المكان هيطر دنا انا ورضوى واحنا علينا اقسا ط انتي عارفة ..
حثتها رضوى بهمس خاڤت ايوه يا ابريل .. اعتذريله مش هيخس عليكي حاجة .. انتي كدا كدا مش هتشتغلي هنا تاني
صرت إبريل على أسنانها وهي ترى جانب فمه يرتفع بابتسامة استفزا زية فتمنت إزالتها بس ك حاد مشو هة هذا الوجه الوسيم لتطرد تلك الأفكار من رأسها مغمغمة بصوت منخفض هو انتو مش شايفين انه عايش في الدور ومصدق نفسه اوي ازاي ..!!
سعلت ابريل بخفة تنقى حلقها ورتبت كلامها المبعثر فى عقلها ثم عاودت التحديق إليه قائلة على مضض بعتذر عن اللي حصل .. واسفة جدا علي الازعاج عشان اتسرعت في كلامي .. بليز اعذروني حقكو عليا
تنفسوا الصعداء كلا من أميرة ورضوى بينما نقلت إبريل نظراتها إلى رزان وعضت شفتيها بحرج لتقول بأسف شديد هو تقريبا الاستاذ كان بيتقدم لحضرتك مش كدا!! وانا بغشم ية خر بت اللحظة .. والله مش عارفة اقول ايه وازاي اصلح الموقف
توسعت الابتسامة على شفتي رزان لتخبرها بلطف حصل خير .. انتي كنتي فاهمة غلط ودلوقتي فهمتي الصح .. مفيش داعي تقولي حاجة تاني ولا ايه يا باسم
تجاهل باسم سؤالها ورفع رأسه ووجه بصره نحو أبريل بنظرة غامضة ليقول بهدوء افتحي دي
نظرت إبريل إليه
تم نسخ الرابط