روايه انا لها
المحتويات
عمل كده في بنتك مش هتتأخر ثانية واحدة في إنك تاخد القرار
تنفس بأسى وظهر الإنهاك فوق ملامحه ليتنهد فؤاد بضيق لأجل ذاك الرجل المهزومتساءل بهدوء
والمطلوب مني إيه يا سيادة المستشار أنسى ډم ابني اللي سال في بيت ايمن وأروح أحط إيدي في إيده
مش أحسن ما واحد منكم يخلص على التاني وييجي واحد من ولادكم يخلص على ابن التاني علشان يحقق الاڼتقام
إنت عارف إن الإنتقام دايرة اللي
بيدخلها عمره ما هيعرف يخرج منها تانيدي دايرة مۏت كل اللي جواها هالكين
أمال برأسه بإيجاب لحديثه ثم نظر لنجله پألم ليهز الشاب المتعلم رأسه لوالده ليحثه على الموافقة حيث يختلف هيثم عن شقيقه الراحل بكل شيء هيثم رزين عاقل يساعد والده في بناء شركتهم الضخمة ليرفعا معا إسم صلاح عبدالعزيز في قائمة أكبر رجال الاعمال
ضغطت زر الإجابة ليصل إليه صوتها الناعس وهي تجيب بنعومة أثارته حتى أنه تعجب من حاله
ألو
مساء الخير يا استاذة إيثار... نطقها بصوت رجولي جذاب لتجيبه بنفس الصوت
مساء النور مين معايا!
أنا المستشار فؤاد علام... قالها بثبات لتعقد حاجبيها في حيرة لتقول
هو حضرتك جبت رقمي منين!
ابتسم على تلك البلهاء وتحدث مفسرا
وهتف مستطردا بتسلي
ذاك المغرور سحبت ج سدها للأعلى لتستند على ظهر التخت ليستطرد هو ساخرا من إسلوبها الفظ معه
وقبل ما تقولي لي بتتصل ليه هقولك أنا
ابتسامة شقت شفتيها لتخرج رغما عنها حيث اردفت بتساؤل لطيف
أفهم من كده إن سيادة المستشار بيتهمني إني قليلة الذوق
مقدرش أقول كده طبعا
تنهدت براحة لتسأله بعملية
مقولتليش حضرتك عاوزني في إيه
تبدلت ملامحه لمتعجبة من أمر تلك المرأة الألية كما وصفها ليبتسم ساخرا ويضيف
أقدر أعرف الموضوع بخصوص إيه سألته بجدية ليجيب بنفس الجدية
لك عن طريقه
بمنتهى الغرور أجابها
أنا محدش يقدر ولا يعرف يوصل لي أنا اللي بوصل وقت ما اقرر
ليستطرد أمرا بنفس الخيلاء
هتصل بيك على ثمانية المغرب تكوني شوفتي مواعيدك وحددتي لي الميعاد
لوت شف تيها باستغراب لأمر ذاك الغريب وكادت أن تجيبه لولا اقټحام ذاك الصغير لغرفتها وفراشها ليهتف بصوت حماسي
كل ده نوم يا مامي يا كسلانة
أشارت له ليصمت بابتسامة لكنه لم يبالي بتحذيرها واسترسل بصوت لطيف
يلى بقى علشان نروح الملاهي زي ما وعدتينيقومي إلبسي فستانك الحلو وأنا هخلي عزة تلبسني الطقم الجديد اللي جبتهولي في عيد ميلادي
لم يدري ماذا حدث له فقد نزلت كلمات الصغير لتزلزل كيانه وتجعل صدره منشرحا في الحالباتت تشير لصغيرها بالصمت لتتحدث باعتذار
أنا اسفة للمقاطعة يا افندم
ولا يهمكده إبنك...سألها بصوت لطيف لتجيبه وهي تداعب صغيرها بكف يدها الذي يتحرك على وجنته بحنان
أيوه
إسمه إيهتعجبت سؤاله لكنها أجابته بنبرة خرجت حنون رغما عنها لشدة عشقها لصغيرها الوحيد
يوسف
ربنا يخليهولك... نطقها لتقول شاكرة
متشكرة وربنا يبارك لحضرتك في أولادك
ابتسم ساخرا على حاله ليقول متجاهلا دعائها بعدما قرر إنهاء المكالمة عند هذا الحد
هكلمك الساعة ثمانية ياريت ماتنسيش
إن شاءالله مش هنسى... نطقتها بهدوء لتصدم بغلقه للخط دون استئذان لتجحظ عينيها وتنظر بشاشة الهاتف باستياء وهي تهتف بحنق
إنسان بارد وقليل الذوق
هو مين ده اللي بارد يا مامي...سؤالا طرحه الصغير ببرائة لتجيبه وهي تزغزغه في بطنه بممازحة وهي تشبهه بشخصية كرتونية شريرة يعلمها الصغير جيدا
ده شرشبيل
جحظت عيني الصغير وفغر فاهه ليسألها باهتمام بالغ
الشرير اللي بيحارب السنافر
قالت بممازحة
هو بعينه...ليقول الصغير بإلحاح طفولي
خليني أقابله يا مامي عاوز أشوفه
ربنا يكفيك شړ مقابلته يا چو...نطقتها بأسى لتنفض الغطاء وهي تنهض وتحمله بحماس
يلا بسرع
علشان نغير هدومنا ونلحق الملاهي
انطلقت ضحكات الصغير لتصدح بالمكان وتملؤه لتتطلع لتلك السعادة التي ارتسمټ علي قسمات طفلها وتلك اللمعة التي تلألأت في عيناه لتضيئ قلبها العاتم بالفرحفضحكات هذا الصغير هي فقط من تعطيها القوة وتجبرها
متابعة القراءة