نوح

موقع أيام نيوز

خرجت مليكه من شرودها على صوت رنين الهاتف الذى يقبع فوق مكتبها اجابت سريعا فور رؤيتها لرقم رئيسها يظهر بشاشته
ايوه يافندم 
وصل اليها صوت مدحت السكرى رئيسها بالعمل الذى تمتم پحده
مليكه الملف الخاص بمصنع العاشر اللى خلصتى ترجمته امبارح هاتيهولى فى قاعة الاجتماع اللى فى الطابق الخامس 
همست مليكه بصوت مرتجف فور ادراكها المكان الذى امرها بان تحضر الملف اليه 

حح حاضر حاضر يا فندم
هتفت صديقتها رضوى التى كانت تجلس بالمكتب المقابل لها قائله بحذر فور ان وقعت عينيها على وجه صديقتها المشتعل بالحمره 
فى ايه يا مليكه 
اجابتها مليكه بحماس و عينيها تلتمع بالفرح 
مدحت بيه عايزني اوديله ملف فى اوضه الاجتماع اللى فى الطابق الخامس
انتفضت رضوى واقفه على الفور تاركه مكتبها فور سماعها كلماتها تلك مقتربه منها جاذبه اياها من ذراعها نحو خارج الغرفة حتى لا يسمع باقى الموظفين حديثهم همست پحده فور خروجهم للخارج
دى القاعه اللى فيها اجتماع مجلس الادارة صح يعنى نوح الجنزورى هيبقى هناك 
اومأت مليكه رأسها و عينيها تلتمع بحماس و لهفه فور سماعها لاسم نوح كعادتها
ايوه هو الط 
قاطعتها رضوى هامسه پحده من بين اسنانها
ايوة ايوة ايه يا مليكه استحاله هخاليكى تروحى هناك 
لتكمل بحزم وهى تبتعد عنها لداخل الغرفه مرة اخرى
انا اللى هودى الملف بنفسى 
هتفت مليكه پحده و هى تجذبها من ذراعها عائده بها الى خارج الغرفة
فى ايه يا رضوى اهدى شويه بعدين ليه محسسانى انى عيله صغيره و مش هعرف اتصرف 
لتكمل بارتباك عندما رأت صديقتها ترمقها بنظرات تملئها الشك و القلق
انا هودى الملف و ارجع على طول انا مالى و مال نوح الجنزورى بعدين ارتاحى عمره ما هيلاحظنى ولا عمره هيبصلى اصلا انتى مبتشوفيش البنات اللى حوليه و لا اللى بيخرجوا معاه شكلهم ايه 
قاطعتها رضوى قائله بهدوء محاوله جعل صديقتها تدرك الواقع حتى لا تنجرح 
و بيغيرهم زى ما بيغير عرباياته بالظبط مفيش واحده فضلت معاه اكتر من اسبوع 
لتكمل وهى تمرر يدها بحنان فوق رأس مليكه
علشان خاطرى خدى بالك من نفسك احنا ما صدقنا لقينا شغل محترم ليكى و بشهادتك 
اومأت لها مليكه برأسها
محتضنه اياها بين ذراعيها قبل ان تتجه الى داخل الغرفة لتجلب الملف الذى طلبه منها رئيسها و تذهب الى غرفة الاجتماع بخطوات يملئها الحماس و اللهفه و هى تكاد ترقص من شدة الفرح فاخيرا سوف تستطيع رؤية حب عمرها لاول مره عن قرب فقد اكتفت من مراقبتها له من بعد 
وقفت مليكه خارج قاعة الاجتماعات تسحب نفسا عميقا محاوله تهدئت ضربات قلبها التى كانت تتسارع بشدة داخل صدرها طرقت الباب بخفه قبل ان تفتحه و تدلف الى داخل القاعه لتنحبس انفاسها داخل صدرها فور ان وقعت عينيها على نوح الجنزورى الذى كان يترأس طاولة الاجتماع بهيبته و رجولته الطاغيه مرتديا احدى بذلاته الايطاليه التى صنعت له خصيصا مبرزه قوة بنيته وجسده العضلى بلونها الازرق الغامق الذى اظهر لون عينيه الرائع التى كانت بلون االسماء الصافيه  
جذبت مليكه نفسا مرتجفا داخل صدرها محاوله تهدئت ذاتها فدقات قلبها اخذت تزداد پعنف حتي ظنت بان قلبها سوف يقفز خارج صدرها فى اى لحظه من قوة دقاته المتسارعه پجنون 
افاقت من تأملها على صوت رئيسها و هو يتمتم پحده ونفاذ صبر 
مليكه واقفه عندك بتعملى ايه سلمى الملف بسرعه لنوح باشا 
اومأت له مليكه بصمت قبل ان تتجه نحو نوح الذى كان لايزال يصب اهتمامه على الملف الذى امامه غافلا عنها تماما  
اخذت تقترب منه بقدميين ترتجفين بشدة حتى اصبحت تقف بجانبه وضعت الملف امامه بيدين مرتجفتين وصل اليها على الفور رائحة عطره الخلابه التى كانت ممتزجه بسجائره مما جعلها تحبس انفاسها محاوله حفظ رائحته داخل صدرها اكبر قدر ممكن 
رفع نوح رأسه اخيرا نحوها ببطئ يهم بالتحدث اليها بشئ ما لكن فور ان وقعت عينيه عليها تغيرت ملامح وجهه على الفور لتصبح حاده عڼيفه انتفض واقفا پعنف حتى سقط المقعد الذى كان يجلس عليه فوق الارض بقوة محدثا ضجه عاليه 
صاح پغضب اهتز له ارجاء المكان و عينيه مشتعلتين بالنيران و هو يشير بيده نحو باب القاعه 
كله يطلع برااااا براااا
شعرت مليكه بالړعب يجتاحها فور رؤيتها له و هو بتلك الحاله فقد 
كان اشبه ببركان ثائر على وشك الانفجار باى لحظه 
اخذت تراقب جميع الرجال يهرولون سريعا نحو باب الغرفه منفذين امره بصمت
اسرعت هى الاخرى تتبعهم الى الخارج لكنها شهقت بقوة عندما شعرت بيده تقبض پقسوه فوق ذراعها مانعا اياها من التحرك من جانبه هاتفا پشراسه من بين اسنانه الذى كان يجز عليها بقسۏة 
متتحركيش من مكانك خطوه واحده فاهمه 
اخيرا وقعتى تحت ايدى 
ليكمل بقسۏة و هو يزيد من قبضته حول شعرها يجذبه پعنف مما جعلها تصرخ متألمه 
فكرك كنت هتقدرى تهربى منى ده انا نوح الجنزورى اجيبك لو كنت مستخبيه تحت سابع ارض 
دخلت مليكه الى المنزل بخطوات بطيئة متهدله ترتمى فوق الأريكه بتعب و وجه متجمد يرتسم فوقه الحزن 
اطلقت تنهيده طويله تدل على على مدى الاحباط واليأس الذان تشعر بهم 
فها هى هى المرة المائه التى تذهب بها لمقابلة عمل و يتم رفضها برغم مؤهلاتها العاليه فقد كانت حاصله على شهادة الماجستير لكن تلك الشهاده لم تنفعها فى شئ 
اخذت كلمات شقيقتها الساخرة تتردد بأذنها كما لو كانت 
مين صاحب شركة محترم هيقبل يشغل واحده زيك بمنظرك و لا بلبسك الغريب ده 
نهضت مليكه ببطئ تتجه بخطوات متردده نحو المرأة التى كانت تحتل نصف الحائط تتأمل مظهرها الذى كان شقيقتها و الجميع دائما يسخرون منه واصفين اياها بالمعقده البشعه 
اخذت تنظر الى شعرها الاشقر الناعم الذى كانت تجمعه دائما فوق رأسها بكعكعه حاده و النظارة السوداء الضخمه التى ترتديها برغم بان ليس لديها اى مشاكل بنظرها فقد اعتادت على ارتدائها منذ ان كانت بسن المراهقه مستغله
انها تخفى معظم ملامح وجهها حتى تحمى مشاعرها من الاخرين تحميها من نظرات الاخرين الساخره التى دائما كانت تلاحقها 
مررت يدها فوق تنورتها السوداء الطويله التى كانت تصل كاحل قدميها و قميصها الابيض الذى كانت تغلق ازراره حتى عنقها تتفحص مظهرها المنعكس بالمرأه و عقلها لا يكف عن ترديد كلمات شقيقتها 
زفرت مليكه بضيق بينما اخذ عقلها يفكر بكلمات شقيقتها تلك هل حقا مظهرها هو السبب فى عدم قبولها بشغل اى وظيفه من الوظائف التى تقدمت اليها 
انتفضت بمكانها خارجه من افكارها تلك عندما وصل اليها صوت رنين جرس باب شقتها فقد كانت كلما سمعت رنين هذا الجرس تشعر بالړعب يغزو قلبها فقد انتقلت الى هذه الشقه منذ اقل من شهرين فبعد ۏفاة والدها بعدة اشهر اصر الرجل الذى يملك شقتهم على اخراجها منها و برغم ان والدها قد توفى منذ اكثر من سنه الا انها لم تعتاد على العيش بمفردها حتى الان 
اتجهت نحو الباب تضع اذنها فوقه محاوله الاستراق الى اى صوت بالخارج صائحه بصوت مرتفع جعلته خشن و قاسى قدر الامكان 
ميييين 
وصل اليها صوت صديقة طفولتها رضوى تجيبها بهدوء من خلف الباب
انا يا مليكه افتحى  
فتحت مليكه الباب على الفور ثم استدارت عائده مرة اخرى نحو الاريكه ترتمى فوقها بارهاق وتعب
جلست رضوى بجانبها فوق الاريكه تعقد قدميها اسفلها حذب انتباهها على الفور وجه صديقتها الحزين 
مالك يا مليكه فى ايه 
رفعت مليكه بصمت يديها الاثنين تلوح بها امام وجه صديقتها 
همست رضوى ببطئ و عينيها معلقه فوق يد مليكه
اترفضتى للمرة العاشرة  
اكملت عنها مليكه باحباط
في الاسبوع  
لتكمل بوجه مكفهر حزين
اترفضت من ١٠ شركات مختلفه فى اسبوع واحد مفيش ولا شركه قابله تشغلنى  
تمتمت رضوى بهدوء مربته فوق ذراع مليكه بحنان 
هما اللى خسرانين و الله صدقينى هيلاقوا فين مترجمه زيك معها ماجستير قد الدنيا 
لتكمل و هى تعتدل فى جلستها تهمس بتردد
بقولك ايه يا مليكه 
همهمت مليكه مجيبه اياها وهى لازالت مخفضه رأسها و عينيها مسلطه فوق يدها 
تنحنحت رضوى عدة مرات قبل ان تهمس بارتباك
ما ترجعى تدى دروس تانى 
انتفضت رضوى سريعا مبتعده پذعر الى الخلف فوق الاريكه بعيدا عن مليكه فور ان رفعت الاخيرة رأسها تنظر اليها پغضب صائحه پحده
انتى اتجننتى يا رضوى دروس ايه اللى ارجع اديها تانى  
لتكمل وهى تهز رأسها پحده
ده انا اللى كنت بصرف عليهم مش العكس اولياء الامور كانوا بيستضعفونى حتى العيال كانوا بيتعاملوا معايا على انى اختهم و ياريت اختهم الكبيره حتى 
لتكمل مليكه وهى تفرك خلف رقبتها
بحرج
اختهم الصغيره يا رضوى 
تنهدت رضوى متذكره الذى كان يحدث مع صديقتها على يد الاولاد التى كانت تدرس لهم فقد كانوا دائما يستغلون طيبتها مستخفين بها لا يستمعون اليها ساخرين منها دائما حتى اولياء امورهم كان يستغلون طيبة قلبها و يتهربون من دفع ثمن الدروس متحججين بظروفهم الماديه السيئه و البعض الاخر يعطيها مبلغ بخيس جدا عالمين بانها لن تعترض 
همست و هى تلوى فمها باسف
عندك حق دول كانوا بيمرمطوكى 
هتفت مليكه پحده ناكزه اياها پغضب فى ذراعها
ما تحترمى نفسك يا رضوى 
ربتت رضوى على ذراعها مغمغمه پألم 
مش مش قصدى و الله 
مررت مليكه يدها فوق وجهها زافره بضيق
مش عارفه اعمل ايه و هسدد الديون اللى عليا دى ازاى 
مليكه الشركة اللى بشتغل فيها طالبه ناس معانا فى قسم الترجمة  
اتسعت عينين مليكه وهى تتمتم بصوت منخفض و قد اشټعل وجهها بالحمره من كثرة الانفاعل بينما دقات قلبها ازدات بقوة 
شركة نوح الجنزورى 
انتفضت رضوى واقفه تهتف پغضب 
اهو انا بقى مكنتش عايزه اقولك على الشغل ده بسبب كده 
لتكمل و هى تعاود الجلوس مرة اخرى بجانب مليكه التى كان يرتسم فوق وجهها ابتسامه حالمه بلهاء بينما عينيها تلتمع بها النجوم
مليكه يا حبيبتى نوح الجنزورى ده حلم اخرنا نشوفه فى التلفزيون نشوف صورته فى مجله على النت مش نحبه و نفضل مضيعين حياتنا عليه 
قاطعتها مليكه بضيق و قد زبلت الابتسامه من فوق وجهها 
فى ايه يا رضوى محسسانى انى اول ما هشتغل عنده هترمى تحت رجله و اقوله بحبك 
لتكمل بحزن و هى مقضبه الحاجبين 
عارفه كويس انه حلم و انه عمره ما هيبصلى و لا هيعرف اصلا ان انا موجوده فى الدنيا دى
قاطعتها رضوى پحده
و لما انتى عارفه كده كويس ليه مغرقه البيت بصوره و ليه لحد دلوقتى كل ما تشوفى صورة له فى اى مجله او جورنال تطلعى تجرى تقصيها و تحتفظى بهم 
غمغمت مليكه بارتباك وقد اشتعلت وجنتيها بالخجل 
زى ما قولتى نوح حلم بالنسبالى حلم  
لتكمل بصوت مرتجف و عينيها تلتمع بدموع حبيسه
حلم جميل بهرب فيه من الواقع اللى انا عايشه فيه 
تناولت رضوى يد صديقتها بين يديها تضغط عليها بحنان
و هو الحلم ده بقى يخاليكى ترفضى كل عريس يتقدملك و ض 
قاطعتها مليكه پحده 
عريس! محدش اتقدملى و كان عايزنى لنفسى كله كان طمعان فى حته الارض
 

تم نسخ الرابط