ما بعد الچحيم ذكيه محمد

موقع أيام نيوز


غادروا المكتب 
فى فيلا حامد الداغر كانت ندى تجلس بحزن شديد وهى تراقب الطفل وهو يلهو إلى جوارها ولم تختلف حالة ورد الجاثية جوارها فالصمت كان المسيطر على الأجواء حتى قاطعه صوت ميس و هايدي اللتان هتفتا بتحية الصباح فإنتبهن لهن قائلات بغل دفين مما حدث البارحة صباح النور
هتفت هايدي بمرح سمج ايه مالكم قاعدين زى المطلقات كدة 

بلغ الغيظ من ندى منتهاه فوضعت سليم بين زراعى ورد و صړخت في وجهها قائلة وانتى مالك بنى آدمة رزلة صحيح
هتفت بإبتسامة لإغاظتها ايه هو إنتي متعكنن عليكى على الصبح جاية تطلعيهم عليا الحق عليا بسأل قلقانة عليكى
ربعت يديها قائلة متشكرين لخدماتك هوينا مش عارفين نشم هوا نضيف
شهقت الأخرى بإستنكار قائلة نعم تقصدى إيه بكلامك دة إن شاء الله
أقصد إن وجودك مش مرحب بيه بينا بس البعيدة ما تحسش وما بتفهمش
أنا هقول لمصطفى يجى يشوفله صرفة معاكى
طظ إشبعى بيه
إغتاظت الأخرى منها ورحلت من المكان على الفور أما ميس فنظرت لورد التى يظهر على وجهها معالم الحزن فإبتسمت بإنتصار وإلتفت هى الأخرى لتغادر
إقتربت منها ورد بحذر قائلة خلاص إهدى مشيت خلاص
صاحت بإنفعال أنا هادية جدآ واللى اتعمل المفروض يتعمل من زمان ومن النهاردة مش هسكت وهوريهم 
إنفجر الصغير فى البكاء فقالت ورد طيب ماشي بس كفاية علشان سليم بيعيط
أخذته منها وأخذت تهدهده حتى توقف عن البكاء 
هتفت الأخرى بنبرة مرحة بس إيه من أين لكى هذا خليتى الدخان يطلع من ودانها
هتفت بغيظ ولو قعدت شوية كنت ضړبتها كمان 
صفقت بيديها بمرح قائلة الله عليكى يا ندوش هو دة الكلام إبقى علمينى شوية الله يرضى عنك
نظرت لها قائلة هو من ناحية عاوزة تتعلمى فإنتى عاوزة تتعلمى كتير بدل ما إحنا خيبة كدة 
الله عليكى يا ندوش شكلك كدة مش هتجيبيها البر 
هتفت بإصرار ولسة ما شفوش حاجة المهم سيبك دلوقتى وتعالى نخرج نروح النادي إيه رأيك
زمت شفتيها بتفكير ثم هتفت ماشى كدة كدة أنا زهقانة
ماشى تمام روحى إجهزى على ما أجهز أنا وسليم 
صعدت ندى للأعلى و فتحت الباب فوجدت مصطفى مازال بملابسه البيتية وتسائلت لماذا لم يذهب لعمله بعد ولكنها نفضت تلك الأفكار عنها ووضعت سليم فى سريره وأحضرت له لعبة يلهو بها وإتجهت للدولاب وأخذت منه ملابس ثم دلفت للحمام كل ذلك ولم تعره أى إنتباه 
أما هو إغتاظ بشدة من برودها وجفائها ولكنه عاد لهدوئه فعصبيته ستودى به كما إنها ليست حلا تماما الآن عليه باللين 
ذهب ناحية إبنه وحمله وأخذ يداعبه ولأول مرة فأخذت ضحكات الصغير تملئ الغرفة بنغماتها الرنانة
خرجت ندى وهى مرتدية ثيابها ولم تلف حجابها بعد فرغت فاهها پصدمة عندما رأته يحمل طفله ويلاعبه إبتسمت بداخلها وتظاهرت بالجمود وتوجهت لمرآة الزينة وتابعت لف حجابها 
طالعها مصطفى بنظرات طفل مذنب يتمنى الغفران ثقلت الكلمات على لسانه وكأنه قطع 
بعد محاولات في إخراج كلماته 
إحم على فين بدري كدة
هتفت بإهمال رايحين النادى مع ورد
جز على أسنانه بغيظ شديد وقد رمى بقراراته عرض الحائط قائلا 
وبالنسبة للى واقف قدامك دة خلاص لغيتى وجوده 
نظرت له بتحدى وكانت قد إنتهت من لف حجابها قائلة أنا قلت لماما صفاء وكمان عمى وادينى أهو قولتلك هات بقى سليم علشان اغيرله ونمشى
سحبت سليم من بين زراعيه ببعض القوة وذهبت لتبدل ملابسه 
أما هو طالع إثرها بذهول فقطته الهادئة المسالمة قد أظهرت مخالبها وكان هو أول من تصيبه تلك المخالب فإبتسم قائلا بخفوت 
ماشى يا نادو لما نشوف هتعملى فيا إيه تانى أما ألحق أغير في الحمام التانى علشان اروح معاهم
بعد فترة كانت قد تجهزت وذهبت لترى ورد التى كانت قد إنتهت بدورها فنزلتا للأسفل وخرجتا فوجئتا بوجود مصطفى فى المقعد الأمامي للسيارة التى ستقلهن للنادى
سألته بجمود ممكن أعرف حضرتك قاعد هنا ليه وفين عمى كارم 
إبتسم بسخرية قائلا معلش جنابك عم كارم تعبان النهاردة فهروح أنا اوصلكم
سألته بسخرية وهتسيب شغلك
أجابها بعدم إكتراث عادى مفيش مشكلة
فرغت فاهها بذهول وسرعان ما إنتبهت لوضعها فقالت بسخرية كسابقتها 
غريبة بصراحة مصطفى بيه هيسيب شغله علشان يوصلنا يعنى
جز على أسنانه بغيظ قائلا 
إركبى يا ندى إركبى 
أما ورد كانت تشاهدهم بإستمتاع وهى تبتسم إنتبهت حينما هتف مصطفى قائلا 
صباح الخير يا ورد أخبارك إيه النهاردة
هتفت بهدوء الحمد لله كويسة
هتف بمرح طيب يلا إركبى وخدى المچنونة دى معاكى
هتفت بشراسة أنا مش مچنونة
هتف بنفاذ صبر ياالله منك يا ندى خلاص يا ستى أنا الزفت اللى مچنون إرتحتى كدة
هتفت بتشفى كويس عارف نفسك
يا بنت الناس إسكتى أنا ماسك نفسي عنك بالعافية لمى الدور وإخلصى
تدخلت ورد وقامت
بسحب ندى قائلة خلاص يا ندى يلا علشان منتأخرش
أرضخت لطلبها وإستقلتا المقعد الخلفي وانطلق بهم مصطفى الذي ينفخ بغيظ من أفعالها وتحولها الذى سيصيبه بالجنون 
فى فيلا فريد المنشاوى كانت لمار تسير بوهن بعدما خرجت من الحمام بعد شعورها بالغثيان كالعادة جلست على السرير برفق تزيح خصلات شعرها من على وجهها قائلة بتعب 
ربنا يستر ومحدش يعرف على ما أعرف أهرب من هنا بس هروح فين أكيد محسن هيطلع روحى لو عتر فيا ولو قعدت هنا مش هقدر أقف قصادهم يا رب حلها من عندك يارب
إنتفضت في مكانها حينما دلفت زينة كالإعصار المدمر فجاهدت الأخرى أن تظهر طبيعية 
هتفت بصوت خاڤت زينة
نظرت لها بتقييم حاقد قائلة أيوة يا روح طنط زينة وتانى مرة متنطقيش إسمى من غير هانم
زفرت لمار بضيق قائلة بخفوت 
ياربى زى إبن عمها لا لا مش زيه دى باردة بس هو قمر كدة إيه اللى أنا بقوله دة هوف نسيتى نسيتى قوام يا لمار 
إنتفضت على صړاخ زينة 
بت إنتى مش بكلمك أنا 
نظرت لها بجمود قائلة أيوة مستنياكى تخلصي باقى كلامك
إغتاظت من برودها فسحبتها من شعرها على حين غرة فصړخت پألم وهى تجاهد في تحرير شعرها من بين يديها قائلة 
سيبى شعرى حرام عليكى
هتفت الأخرى بغل دفين قائلة أوعى تكوني فاكرة إنك مراته بحق وحقيقى دة هيطلقك ويرميكى في الشارع إنتى هنا مجرد وقت هينتهى وقريب اوى كمان
رغم أن كلماتها اصابتها في الصميم إلا إنها تظاهرت بالجمود قائلة 
عارفة ومستنية اليوم دة بفروغ الصبر أكتر منك كمان
تركت خصلات شعرها قائلة بإنتصار 
شاطرة أنا دة الأهم دى واحدة طماعة وميهمهاش غير الفلوس 
نظر للملف الموجود في يده ولكنه إنتبه لهاتفه الذى يضئ بإسم شقيقه 
مسك الهاتف وقام بالرد عليه قائلا بإستغراب 
أيوة يا مصطفى بتتصل ليه هو إنت مش فى الشركة
رد وهو يتابع القيادة أيوة مش جاى النهاردة لو فى شغل إعمله بدالى
هتف بقلق ليه مالك إنت كويس
ضحك بخفوت قائلا لا متقلقش كويس بس هوصل ندى النادى هى و ورد
شعر بقشعريرة تسرى في جسده على ذكر إسمها ولكنه سرعان ما نفض ذلك قائلا 
آه ماشى تمام خلاص متقلقش
تسلملى يا شق يلا سلام
سلام
أغلق الهاتف وقال بسخرية غافلا عن ذلك النداء الذى بداخله الذي يخبره بإنها لا تستحق ذلك 
ما صدقت ولقتها مادية 
قال ذلك ثم عاد لمتابعة عمله 
فى النادى جلست ندى بضجر على أحد المقاعد وجاورها مصطفى وجلست ورد قبالتهم 
هتفت ندى بإمتعاض مزيف ودقات قلبها تتراقص فرحا بداخلها لوجوده إلى جوارها بفعل مخططها وصممت على إكماله فأرتدت قناع الجمود قائلة 
ممكن أعرف ليه قاعد هنا روح شغلك 
نظر لها پصدمة قائلا يعنى أروح الشغل مش عاجبك أقعد معاكى مش عاجبك أومال أعمل إيه يعجبك يا هانم
هتفت بعدم إكتراث ولا حاجة يا مصطفى أنا مش عاوزة منك حاجة كل اللى عاوزاه منك إنك تطلقنى وبس وتسيبنى في حالى
دة عند أمك
هتفت بحدة إنت بتقول إيه إيه أمك دى
هتف بإمتعاض مش إنتى اللى بتنرفزينى وبترجعى تغلطينى أنا فى الآخر 
ثم هتف بخبث وهو يتطلع أمامه 
وبعدين خلاص براحتك أروح أشوف البنات اللى هنا دول حلوين أوى
قال ذلك ثم نهض من مكانه متوجها ناحيتهم 
فرغت فاهها وهى تراه يتوجه لإحداهن ويتحدث معها وتبتسم له الأخرى 
هتفت بضيق شايفة يا ورد شايفة
تحدثت بإبتسامة تزين ثغرها قائلة 
طيب إيه هتسيبيها كدة
نظرت لهم بغل قائلة دة أنا هصور قتيل النهاردة 
قالت ذلك ثم أعطت سليم لورد وتوجهت إليهم بسرعة البرق وعلى حين غرة قامت بدفع الفتاة وبعدها مصطفى إلى المسبح قائلة 
علشان تعرف ترمرم كويس يا بتاع الستات
قالت ذلك ثم أعطته ظهرها وعادت إلى مكانها
صاح

بضحك من فعلتها قائلا يامجنونة إستنى رايحة فين
أخذت ضحكاته
تعلو شيئا فشئ على غيرتها الشديدة تلك توجه للفتاة قائلا 
معلش ملحقناش نكمل باقى التمثيلية
هتفت الأخرى بضحك قائلة لا لا والحمد لله إنها جات على قد كدة دة لو كملنا مش بعيد كانت قتلتنى
ههههههه ماشى شكرآ للمساعدة
قال ذلك ثم خرج من المسبح وإلتقط منشفة يجفف بها شعره ثم رماها أرضا وتوجه لها پغضب وغيظ قائلا 
ينفع كدة ها ينفع هروح إزاى دلوقتى 
أخذت تضحك عليه بشدة حتى أدمعت عينيها فهتفت قائلة أحسن أحسن علشان تحرم تانى يا بتاع الستات
جز على أسنانه بغيظ قائلا بقى أنا بتاع ستات ماشى
يا ندى
قال ذلك ثم حملها على حين غرة صړخت على إثرها فتعلقت برقبته فقال وهو يراقص حواجبه بتلاعب 
إيه رأيك تجربى المياه
صړخت بخجل قائلة لا يا مصطفى لا بالله عليك لا
إلا انه لم يعيرها إهتمام وسار ناحية المسبح فأخذت تترجاه بدموع 
حرام يا مصطفى الهدوم هتلزق فيا
وكانت هذه الجملة التى كانت بمثابة الصڤعة التى أعادته على أرض الواقع فهى محقة تمام الحق فهتف برفق 
خلاص مټخافيش أنا كنت بهوش بس
ضړبته على صدره قائلة يا رخم
ها ها هرجع تانى
هتفت بسرعة لا لا خلاص خلاص 
ثم نظرت حولها فوجدت الجميع يحدق بهما فأخفت وجهها فى صدره المبتل قائلة 
عاجبك كدة الناس بتتفرج علينا
ههههههه وايه يعنى اللى ليه عندنا حاجة ياجى ياخدها
سار بها ناحية ورد وأنزلها برفق قائلا أدينى أهو نزلتك خلاص
هتفت بتذمر بعد إيه بعد ما بلتنى أنا كنت عارفة إن مجيك معانا مش هيعمر أبدا
طالعها بتقول اللى ما بيقدرش لسانا ينطقه 
ثم هتفت بمرح بس بردوا إستمرى حلو جو القط والفار دة
هتفت بتأكيد أيوا دة أنا هطلع اللى كان بيعملوا فيا على چتته وهيشوف
نظرت ورد للمكان بإختناق حينما لاحت أمامها تلك الذكرى فسرعان ما تجمعت الدموع في عينيها فهتفت ندى بقلق 
حبيبتى مالك أنا قلت حاجة ضايقتك
مسحت دموعها التى غلبتها وسقطت على وجنتيها بكف يدها قائلة بإبتسامة باهتة 
لا أبدا أنا كويسة بس إفتكرت حاجة كدة أنا أنا عاوزة أروح ممكن
هتفت بإصرار ماشى بس مش قبل ما تقوليلى إيه اللى غيرك فجأة كدة
إنفجرت في البكاء فقد خارت قواها لم تعد تتحمل جلست ندى إلى جوارها وتناولت منها الصغير وأخذت تربت على ظهرها قائلة 
خلاص يا حبيبتى بس ما كنتى كويسة دلوقتى يا ربى 
لم
 

تم نسخ الرابط