روايه امراه العقاپ
المحتويات
البائسة وتلويها بعصبية حتى تفتح السحاب ومن بين شفتيها تصدر تأففا مرتفعا بانفعال
تنهد بعمق واقترب بخطواته الهادئة منها حتى وقف ورائها تماما ورفع يده يهم هو بتولي مهمة تخلصها من ذلك السحاب والثوب لكن وجدها تنتفض مبتعدة عنه وتلتفت بكامل جسدها له قبل أن ټلمسها يداه وصاحت به بزمجرة
بتعمل إيه !!
بساعدك بس ياجلنار !!
جلنار بجفاء وعصبية
متساعدنيش ومتلمسنيش نهائي فاهم ولا لا
تقدم خطوة منها وغمغم بعدم فهم
ونظرات دافئة
مالك إيه اللي حصل أنا عملت حاجة ضايقتك طيب !!
جلنار بصيحة امتزجت بنظراتها القاسېة
قربك مني هو اللي بيضايقني متقربش مني تاني أبدا ياعدنان
تنهد الصعداء بعمق وتمتم بصوت رجولي رزين وهادئ تماما رغم صياحها به
طيب ممكن تهدي وتفهميني إيه اللي حصل
من فرط ڠضبها لم تدري مالذي تفعله أو الذي تتفوه به حيث صاحت بعدم وعي وقسۏة تصوب سهام كلماتها في الهدف بالضبط
مني بيعصبني أنا مش فريدة اللي هتستحمل لمستك ليها بالرغم من إنها كانت مش بتحبك أنا مش قادرة اسامح ولا استحمل باختصار لأن حتى أنا مش بحبك
رأته ساكن تماما أمامها ونظراته ثابتة بالرغم من الدمار التي خلفته كلماتها المسمۏمة داخله إلا أنه أظهر لها عدم تأثره وبقى صامدا كالصخر يكتفى بصمته وقناع جموده المزيف الذي يخفي ورائه دماءا ټنزف وقلبا ېتمزق أربا
بعد ما يقارب النصف ساعة بدلت ملابسها بالحمام وغسلت وجهها وهدأت ثم خرجت من الحمام فوجدت الغرفة فارغة لا أثر له بها تسمرت بأرضها للحظات في تفكير وكان أول مكان حثها عقلها على الذهاب إليه هو الشرفة فهرولت إليها مسرعا ووقفت تتطلع إلى الأسفل تتفقد الحديقة تحديدا مكان سيارته وحين لم تجدها أصدرت تأففا مرتفعا في خنق وندم على ما تفوهت به بعدم وعي منها !
وأخيرا توقفت سيارته أمام منزلها وكان السكون التام يهيمن على الشارع الذي تقطن به بالأخص حيث نزل من السيارة متلفتا حوله بتعجب من هذا الهدوء بينما هي فنزلت من ورائه وتحركت نحو بنايتها تدخلها بخطواتها الضعيفة فلحق هو بها للداخل
استفاق على صوتها المبحوح والضعيف
خمس دقايق بالكتير وهرجعلك استناني هنا
هز رأسه بالإيجار في ابتسامة لينة بينما فهي فابتعدت وسارت تجاه غرفتها حتى دخلت وأغلقت الباب تحرك آدم نحو تلك الأريكة الصغيرة نسبيا وجلس فوقها وبقى يحدق في اللاشيء أمامه بصمت حتى وقعت عيناه على صورة موضوعة داخل حافظ الصور الزجاجي فاستقام واقفا والتقطها يحدق بها بابتسامة ساحرة كانت الصورة تجمعها هي وسيدة متقدمة في العمر وأدرك أنها جدتها المړيضة كانوا أمام شاطيء البحر وهي ترتدي بنطال جينز ومن الأعلى كنزة بحاملات عريضة وتترك شعرها يتطاير حولها بفعل نسمات الهواء ويديها تلفهم حول رقبة جدتها تضمها منها إليها بشكل لطيف
انتهت مهرة من تبديل ملابسها وخرجت من الغرفة تتجه نحو الحمام لتغسل وجهها كانت بحاجة لحمام دافيء وكامل لكنها لا تستطيع أخذه بوجوده معها بالمنزل هي أساسا جاءت شبه مجبرة
بعدما أصر عليها بأن تذهب للمنزل وتبدل ملابسها وتأكل وترتاح قليلا ثم تعود مرة أخرى للمستشفى ورفض تركها بمفردها بهذه الحالة المزرية فجاء معها حتى يطمئن
تقدمت تجاهه بعدما خرجت من الحمام وابتسمت بأسى وعينان دامعة حين رأته يمسك بصورتها هي وجدتها
دي تيتا !
الټفت برأسه لها وابتسم بحنو ثم غمغم في ثقة
إن شاء الله هتقوم بالسلامة اطمنى
اقتربت منه أكثر حتى وقفت بجواره تماما وتطلعت بالصورة التي بين يديه تهتف في مرارة وألم
تفتكر !
آدم بجدية وحزم بسيط بعدما رأى عيناها تمتلأ بالدموع من جديد
أنا متأكدة مش افتكر
متابعة القراءة