روايه امراه العقاپ
المحتويات
يامامي وحشني أوي
ثبتت نظرها على ابنتها وتنهدت الصعداء بخنق ثم مدت يدها وملست على شعرها مغمغمه بوداعة
بابا مش هياجي دلوقتي يا هنا
ما يقارب الشهرين وهي كلما تسأل والدتها عن أبيها تجيبها بإجابات غامضة وناقصة هكذا لا تفهمها وكأنها بدل أن تجيب تطرح عليها الأسئلة !
زمت هنا شفتيها للأمام بيأس وقالت
ليتها تستطيع الإجابة ليتها تتمكن من العودة له لأجل طفلتهم فقط ولكن ارتيعادها يزداد كلما تتذكر عزمه على أن يأخذ ابنتها منها فور طلاقهم مما دفعها للهروب بها !
ابتلعت جلنار ريقها وقالت بإيجاز وهي تهب واقفة
يلا بينا اونكل حاتم مستنينا تحت كدا هنتأخر عليه
استقامت هنا واقفة وسارت مع أمها إلى الخارج وعلى ملامحها العبوس والحزن لا ترفع نظرها عن الأرض خرجت واستقبلت حاتم الذي كان بانتظارهم لفت نظرها الصغيرة التي لم تلقي عليه التحية بحرارة وتعانقه بسعادة ككل مرة بل اتجهت إلى السيارة واستقلت بالمقعد الخلفي بمكانها دون أن تنتطق وكانت معالم وجهها الحزينة تحكي بدلا عنها
عدنان مش كدا !!
ايوة مبقتش عارفة اقولها إيه تاني ياحاتم بتسأل علي باباها كل يوم وأنا زهقت ومقدرش اخليها تكلمه كمان أنا خاېفة يلاقينا وياخدها مني ياحاتم خاېفة أوي مش هقدر اعيش من غيرها
مټخافيش أنا معاكي ومش هيقدر ياخدها منك
سكنت بين ذراعيه للحظات قصيرة لكن عصفت بذهنها صورة عدنان وأدركت الوضع الذي يحدث الآن فابتعدت عن حاتم بهدوء وجففت دموعها تقول بجدية بسيطة
على الشغل
أجابها مازحا وهو يتجه نحو السيارة
نتأخر إيه بقى ما انتي مع المدير نفسه وبياجي وياخدك كمان
سارت خلفه وهي تطرح عليه سؤالها بالإنجليزية وبنظرات ماكرة
what do you mean ? !ماذا تقصد
تمتم يرد عليها بضحكة بسيطة
nothing babe لا شيء يا عزيزتي
استقلت بجواره في المقعد الأمامي بالسيارة والقت نظرة على ابنتها التي تنظر من النافذة بسكون تام دون أي حركة فتصدر زفيرا حارا في بؤس وتتابع الطريق من أمامها
طرقت الباب عدة طرقات صغيرة قبل أن تفتحه وتدخل لتتسع على شفتيها ابتسامة عريضة ثم اقتربت ووقفت خلف أبنها تطالع لوحته التي لم تكتمل بعد بإعجاب شديد بينما هو فالټفت برأسه نحوها يحدقها بثغر مبتسم ليخرج همسها أخيرا
إنت مش ناوي تخلصها ولا إيه ياحبيبي أنا متشوقة جدا اشوفها بعد ما تكمل
هانت خلاص ياماما فاصل فيها شوية لمسات صغيرة وتبقى انتهت تماما بس إيه رأيك فيها
أجابته بانبهار بعدما أعادت النظر فيها من جديد تتفحص تفاصيلها الدقيقة والمذهلة
جميلة أوي يا آدم قولي بقى هو إمتى هيكون افتتاح المعرض
تمتم وهو يمسك بالفرشاة من جديد ويستكمل ما توقف عنده قبل دخولها
خلال الاسبوعين الجايين إن شاء الله
انحنت وطبعت قبلة على شعره ثم هتفت بحنو
ربنا يوفقك ياحبيبي أنا هروح اعملك فنجان قهوة من اللي بتحبه عشان تعرف تبدع كدا يافنان
قهقه بخفة وأجابها وهو يغمز لها بمداعبة
ربنا يخليكي ليا ياسمسم يافهماني إنتي
بادلته الضحك وهي تتجه نحو الباب لتنصرف وتتركه يستأنف عمله
أسمهان الشافعي والدة عدنان وآدم تبلغ من العمر خمسة وخمسين عاما رغم تقدمها
في السن إلا أنها لا تزال بكامل صحتها وجمالها عرفت بالمرأة المتسلطة والصارمة لديها من النرجسية ما يكفي لجعل الكثير يبغضها ويبتعد عنها ولديها طبع حاد لا يتحمله أحد خصوصا مع من تكرهه لكنها تكون بكامل حنانها ولطافتها مع أولادها وربما بعض الشيء مع زوجة ابنها فريدة نظرا لأن علاقتهم جيدة وأشبه بالأصدقاء لكن جلنار لم تحصل منها
متابعة القراءة