روايه هي وزوجتي

موقع أيام نيوز


المنزل الذي كان مفتوحا قليلا يبدو إنه قد نسي إغلاقه و قبل أن تضع يدها علي المقبض تسمرت في مكانها.
منذ قليل... 
وقفت مرام أمام البناء بعدما أرسل إليها موقعه حيث يمكث و هذا بعدما تراسلت معه عبر إحدي تطبيقات التواصل الإجتماعي Messenger و أخبرته أنها تريد لقائه للضرورة و إلا سوف تفتضح أمره لدي والده أذعن لها خشية من الڤضيحة.

كان في إستقبلها و غير قادر للنظر إليها جلست و الإرهاق والشحوب يغزو بشرتها.
عايزة أي يا مرام 
سألها و يشعر بحمل ثقيل علي كاهليه يتهرب من النظر إلي عينيها. 
أجابت كالطير المذبوح و تغادره الروح رويدا رويدا 
نهرب.
رد بتهكم 
نهرب! علينا تار ولاحاجة!
أقتربت منه لتصبح في مواجهته وقالت 
نهرب عشان مش ينفع أكمل حياتي ولا أنت تكمل حياتك نهرب علي أي بلد ناسها لا تقولنا أنتم مين ولا بتعملو أي ولا إزاي خصوصا بعد الي حصل.
أخذ يقهقه حتي توقف و قال 
أنتي مچنونة ولا بتستعبطي أولا الي حصل ما بينا ساعة شيطان و أنا و أنتي غلطانين.
صړخت پجنون لم تتحمل بعد يكفيها إلي هذا الحد 
ساعة شيطان! الشيطان يبقي برئ منك أنت عارف عملت فيا أي! أنت أغتصبتني كأنك ماصدقت جاتلك فرصة و أنا مأمناك علي نفسي.
زجرها بنظرة قاټلة قائلا 
بقولك أي أنتي عارفه وأنا عارف كويس كان هدفك من البداية أكون ليكي بأي طريقة ولامحاولاتك معايا كانت حلال و دلوقت ماسكك العفة والشرف! 
هكذا تحدث بكل صفاقة و تدني ردت الأخري بعدم إستيعاب معايرته لها 
أنا مش مصدقة كلامك أنا بعترف إن كنت معجبة بيك من أول يوم ما شوفتك أتصدمت لما لاقيتك جاي تطلب إيد غادة.
أردفت بصړاخ 
غادة أحسن مني في أي! أنا أصغر منها عشان أحلي مني! علي طول بابا و ماما كانو مدلعينها و لما كبرت أتولت مسئوليتي كأني لسه بيبي صغير علي طول كنت مجال للتنمر من أصحابي بسببها ديما عايزاني أسمع كلامها و قرارتها هي الي تمشي لحد ما جه عليا الوقت وأتمنيت أكون هي بسببها کرهت نفسي کرهت مرام!
ظلت تبكي لدقائق حتي هدأت مسحت عبراتها بأناملها و عادت إلي توسلاتها و كأنها طفل صغيرتمسكه من تلابيب قميصه و ترجوه 
عاصم عشان خاطري ماتسيبنيش أنا ممكن أعيش معاك هاحبك أكتر منها هاسمع كلامك هاعملك كل الي عايزه.
قبض علي عضديها و أخذ يهزها پعنف هادرا من بين أسنانه 
فوقي أنتي بقي من خيالك المړيض الي عايشة فيه أنا حبيتها هي و أنتي السبب في الي حصل خلتيني أخونها و أنا بحبها خلتيني أستسلم لشيطان شهواتي.
نفضت يديه عنها و حدجته بعدم تصديق الآن يلقي كل اللوم عليها صاحت في وجهه بټهديد جلي يخترق أذنيه 
أنا هاروح لباباك و عيلتك و أفضحك هاحكي لمهاب صاحبك وأفضحك في شغلك و كل حته هخليك عايش طول عمرك هربان ولا تقدر تعيش مع غادة ولا معايا ولا مع أي واحدة تانية.
جرب شياطين غضبه مجددا جذبها من خصلاتها و أخذ يلقنها عدة صڤعات.
في تلك اللحظة ولجت غادة بساقين من الهلامتشعر بڼزيف قلبها بعدما أستمعت إلي هذا الحديث الصاډمصړخت به و تدفعه بعيدا عن شقيقتها 
أبعد عنها.
تسمر في مكانه أكملت صرخاتها بتلك الكلمات المفجعة 
أنا قولتلك شرطي الوحيد عشان أقبل نتجوز إن أمي و أختي يعيشو معانا ولو كنت رفضت مكنتش هاقبل وكان عندي إستعداد أفضل أعيش من غير جواز و لما لاقيتك وافقت ماصدقتش نفسي أستغربت إن لسه فيه رجالة بجد تقدر.
ثم وجهت أنظارها إلي شقيقتها المنزوية في ركن بعيد ترتجف و تنظر إليها پخوف 
إنما أنتي يا مرام مكنتش بعتبرك أختي الصغيرة وبس ده أنتي كنتي بنتي الي مخلفتهاش كان إهتمامي الزايد بيكي حب مش تسلط لما كنت بشد عليكي لما بتغلطي عشان بخاف عليكي محدش بيحبك قدي ولا هيخاف عليكي زيي أنا كنت بحلم باليوم الي أقدمك فيه لعريسك. 
أبتسمت بسخرية و إستياء فأكملت 
تقومي أول ما تستقوي و تشدي حيلك تقومي تطعنيني في ضهري ليه عملتلك أي! عمري ما كنت وحشة معاكي ده أنا كنت ببديكي عني في كل حاجة حبيتك أكتر من نفسي يبقي ده جزاءي في النهاية!
كانت مرام تردد كلمة و عندما أنتهت شقيقتها من العتاب و كلمات تبكي لها القلوب دماء 
بكرهك بكرهك.
صړخت بهيسترية 
بكرهك بكرهك بكرهك.
نهضت كالذي فقدت عقلها و أخرجت سکين من حقيبتها ركضت نحوها شاهرة السکين في وضع الھجوم قطع طريقها عاصم تصدي لها و يمسك بيدها التي تقبض بها علي السکين لكن قبضتها كانت من الفولاذ لم يكن قادرا في السيطرة عليها. 
نظرتها الچنونية أنذرته إنها خرجت عن نطاق العقل بل فقدت عقلها و بين شد و جذب السکين أنفلتت و غرزت في جسده في موضع قلبه غر فاهه من فرط الألم أتسعت عينيه ينظر إلي غادة التي تصرخ
من هول ما تري وتتمتم بكلمات غير مفهومة لديه أو ربما لم يسمع لأن روحه بدأت تغادر جسده!

بعد ثلاث سنوات.. 
في مشفي السعادة لعلاج الأمراض النفسية و العصبية تجلس خلف قضبان النافذة تتأمل الورود و هناك طفلتان يبدو إنهما برفقة إحدي العاملات هنا الطفلة الصغيرة تركض و تلعب فتعثرت في حجر صغير أجهشت في البكاء حتي هدأت الصغيرة أخرجت الأخت الكبري من جيبها قطعة حلوي و قدمتها إليها فأخذتها الصغيرة بسعادة.
طرق الباب و دلفت الممرضة للإطمئنان عليها ثم نادت الطبيب..
ولج الأخر و أقترب منها و سألها 
عاملة أي يا غادة النهاردة
ألتفتت إليه و أجابت بهدوء و سکينة 
أنا مرام مش غادة.
نظرة سعادة في عينيه فها هو أخيرا وصل معاها إلي مرحلة الشفاء التام بعد معاناة دامت لثلاث سنوات و ذلك بعدما حكم عليها بإيداعها في مشفي للأمراض العقلية و شقيقتها أخذت والدتها و سافرا إلي بلدة نائية بعيدا عن والد عاصم الذي توعدهم بأشر الإنتقام بعدما قټلت شقيقتها الصغري وحيده و هناك شئ أخر لاتريد أن يعلمه!
أخبرها الطبيب 
مرام في مفاجأة ليكي.
رمقته بإستفهام أشار إليها لتخرج مردفا 
تقدري تخرجي برة و تشوفي بنفسك.
غادرت غرفتها في ترقب لما أخبرها به الطبيب فوجدت أمامها طفلة صغيرة تبتسم لها ذهبت إليها و حملتها تتأمل ملامحها فسألتها 
إسمك أي يا جميلة أنتي
رد صوت أخر 
سميتها مرام.
رفعت عينيها لتري صاحبة الصوت أنزلت الطفلة برفق غادة.
تمت بحمد الله. 
ولاء رفعت علي

تم نسخ الرابط