غدر الزين بقلم مروة محمد البطروي جميع الفصول
المحتويات
وصعد الي جناحه و قلبه مملوء بالندم الشديد ندم لانه فطر قلبها مرارا و تكرارا ندم لانه لم يعطيها فرصة الدفاع عن نفسها ندم لتسرعه في الحكم عليها...جناحه اصبح كئيبا بدون خلود ...جلس علي فراشه يستعيد ما كان يحدث بينهم
اخذت خلود حماما هادئه وارتدت ملابس النوم وهي عبارة عن كنزة طويله تصل الي اسفل الركبه من اللون الابيض بحمالات رفيعه وفتحه صدر واسعه ...جلست علي الفراش ...ظلت تفكر فيما يريدها الزين ...ماذا يريد ان يسمعها ...الم يكفيه اټهامات ...ام انه يريد اخبارها انه سوف يتزوج عليها من شهيرة ...ظلت الافكار تعصف بها عصفا ...
تستطيع ان تنام هانئة البال
رات خلود كتاب علي الكوميود فتحته لترى عبارة كانها رساله اليها
..نحن لا نقع فى حب أحد ما . نحن فقط نعشق إنطباعنا عن ذلك الشخص . مفهومنا الخاص عنه وذلك هو ما نحبه حقا...! فرناندو بيسوا من كتاب اللاطمأنينة
رمت خلود الكتاب علي الفراش ونهضت وربعت يدها وزفرت حانقا وقررت الذهاب اليه لتسمع منه وليكن ما يكن حتي لو كان ما تسمعه هو تركه لها ...ارتدت خلود روب طويل لتستر مفاتنها حتي لا يراها احد في الممر ...وتوجهت اليه ...دخلت خلود الجناح وجدته كالعاده مظلم ...لوت شفتيها وحدثت نفسها قائله
فجاه فتحت الانوار مرة واحده فشهقت خلود جاحظه بعينها لتراه يتقدم منها و يدفنها بين ضلوعه...اضطربت خلود وقالت
... مكنتش اعرف انك نمت ...قصدي صاحي ..ان جيت علشان
زين بصوت هامس
فرجت خلود شفتيها وقالت
جناحك ...من امتي وده جناحي ...احنا من يوم ما اتجوزنا وكل حاجه ملكك انت لوحدك.
ابتعد قليلا ونظر لعينها وقال
انا فعلا كل حاجه ملكي ...حتي انتي ...ملكي انا وبس مش مسموح لحد يبصلك غيرك.
حاولت خلود الخروج من الموقف حتي لا تفقد اعصابها فقالت ببرود
نظر لها زين بحزن وقال
الحاجه الوحيده اللي حسيت بجد اني هخسرها فهو انتي ...انا بعترفلك يا خلود ان قسۏتي وكبريائي عليكي ...هما السبب في فشل علاقتنا
لوت خلود شفتيها وقالت
لا يا زين ...قله الثقه ...علي طول بتشك فيا.
عندك حق ...لذلك انتي لو تعبتي معايا بجد ...انا مش هجبرك تستحمليني اكتر من كده
فتحت خلود عينها بقوة وقالت
تقصد ايه
تنهد زين وقال
لو حابه نطلق ...انا تحت امرك ...مع ان القرار ده هيكون سبب تعاستي العمر كله.
ظنت خلود انه يريد اقصائها عنه حتي يخلو له الزواج من شهيرة فقالت پغضب
ما تقول كده من الاول ...عمال تلف وتدور ...خليك واضح وقول اللي في قلبك
الف وادور ...الف وادور ازاي ...مش فاهم
اقتربت منه ونظرت لداخل عينيه وقالت
شهيرة ...انت عايز تتجوز شهيرة ...ولما هي رفضت تدخل علي ضرة عايز تطلقني.
شدها زين من خلف راسها وقال بهدوء
انا لو عايز اطلقك...كنت طلقت من زمان ...افهمي بقهي...انا لو بلف وادور عليكي فبلف وادور علشان متسيبنيش
ترقرقت الدموع من عينيها وقالت
نفسي اصدق ...او اصدق احساسي ...ان انت بتحبني ...بس خاېفه وهفضل خاېفه لامتي مش عارفه.
همس زين في اذنيها وقال
عارفه الخۏف ده هيروح امتي ...لما اكون ليكي وتكوني ليا ...وانا خاېف اقرب منك ترجعي ټندمي انك ربطتي نفسك بيا
ابتلعت خلود ريقها وقالت
صدقني يا زين ...مش هقدر ...عن اذنك
ذهبت خلود الي اخر الجناح ووضعت يدها علي مقبض الباب لتفتحه ولكنها فقدت السيطرة علي شعور يجرها اليه ويحبسها داخل ضلوعه ...نظرت ورائها وجدته يسحبها بعيونه ...تركت خلود مقبض الباب ورجعت اليه راكضه تختبئ بين ضلوعه كانها طفله تختبئ في حضڼ ابيها....رفع زينه وجهها قائلا
عمرى ما كنت سعيد قد اللحظه دي
كنت هبقي زعلان اوى لو كنتي فردت شعرك قدامهم النهارده
كانت ليله جميله ومكتمله بالنسبه لهم...بعد مرور الوقت تنهد قائلا
ياااه ...السعاده بتبقي قريبه من البني ادم ...بس للاسف بيرفصها برجليه وبيدور علي التعاسه
انتظر منها الرد كثيرا فنظر اليها وجدها استغرقت في نومها ...هيا لم تنم وانما تصنعت النوم ...حتي تعيد ترتيب افكارها ...انتظمت انفاس زين ووجدته استغرق في النوم ...تحررت من ذراعيه ونامت علي الجانب الاخر تبكي وهي تكتم انفاسها ...ندما علي انها سلمت حالها له ...تشك انه الان سوف يعيد الكرة ويقلب حياتها لچحيم ...وخصوصا ان هذه المرة ليس لديها شئ تقدمه له فقدسلبها عقلها وقلبها وكل شئ ...نهضت خلود من مكانها وارتدت روبها وقررت الخروج من الجناح لكي تعلمه انها اذا اعطت شيئا تعطيه
برغبه فقط وانها لم تكن واقعه تحت تاثيره...خرجت خلود من الجناح بدموعها لمحتها ياسمين في الممر فشدتها الي غرفتها واجلستها
قالت ياسمين
انتي بټعيطي ليه ...وايه اللي مخرجك من عند زين ...مش كنتي نايمه في اوضتك
قطبت ياسمين جبينها وقالت
تقصدي ايه ...مش انتو متجوزين ..ولا الماذون مكنش ماذون
مسحت خلود دموعها وقالت
احنا جوازنا كان علي الورق ...لحد النهارده.
تضايقت ياسمين وقالت
ولسه بتفتكروا تتنيلوا دلوقتي
ترددت خلود في سردها للحقيقه فقالت
ارجوكي يا طنط ياسمين ...متقوليش له ان انا قلتلك ...ده ممكن يطلقني.
ردت ياسمين وقالت
تعرفي يا خلود ان انتي هبله وهتضيعي زين من بين ايدكي.
هزت خلود راسها بالنفي وقالت
زين مبيحبنيش ...هو عايز يسيبني من زمان ...بس حب ياخد اللي هو عاوزه في الاول
ردت ياسمين ببرود
يبقي لسه متعرفيش زين ابني ...زين لو مش عايزك ...كان سابك زى ما انتي ...لانه متعودش ياكل حاجه ملوش نفس ليها.
ردت خلود
يعني ايه
تنهدت ياسمين بقله صبر وقالت
يعني بطلي هبل ...زين جوزك وبيحبك ...واديكي شفتي بنفسك النهارده غيرك ھيموت عليه.
خلود بحيرة
بس هو قالي انه مفيش بينه وبينها اي حاجه.
ابتسمت ياسمين بسخريه وقالت
يعني تصدقيه في دي ومتصدقيهوش لما يقولك انه ميقدرش يبعد عنك
اسمعيني يا خلود لازم تؤمني بحاجه اكون اولا اكون ...انتي بتقولي انك اديتله الحاجه اللي بتملكيها ...تمام ...مش بقولك بعدها اركعي تحت رجليه ...خليكي قويه زى ما انتي ...مش تسيبله الدنيا وترجع الجحر بتاعك تاني ...تقدرى تقوليلي لوصحي الوقت يدور عليكي وعرف انك رجعتي اوضتك هيفسر ده بايه ...هيفسر انك انتي اللي اندمتي ...واعتقد انتي عارفه انا قصدي ندمتي علي ايه
قدامك حل من الاتنين يا ترجعي الجناح وانتي الكسبانه ...يا ترجعي الاوضه وهتخسرى حاجات كتير ...منهم انك عمرك ما تخطي عتبه جناحه تاني
الباب مفتوح قدامك ...اقفلي الباب وراكي خليني انام ...وشوفي انتي راحه فين.
خرجت خلود واغلقت باب غرفه ياسمين ووقفت بين نارين ...اغمضت عينها وتوجهت الي جناح زين وصعدت الي الفراش بجواره واغمضت عينها ونامت غافله عن عين الصقر التي راقبتها منذ خروجها ...انتظر استغراقها في النوم وظل يتساءل عن سر خروجها وسر رجوعها ...الا ان جفاه سلطان النوم
استيقظ زين ولم يجدها بجواره فزفر حانقا وتوقع انها رجعت لحجرتها مرة اخرى ..تحير كثيرا لامرها ...خرج من حيرته اثناء خروجها من الحمام مرتديه هوت شورت احمر نارى جعله يقفز من السعاده ...نظرت له وابتسمت نصف ابتسامه...جذب ساقه ولبسها وهبط من الفراش ليجذبها اليه قائلا
صبحيه مباركه
ردت باقتضاب
الله يبارك فيك
تحسس وجها قائلا
الهوت شورت ده معناه اننا اجازة النهارده من الشغل علشان النهارده صباحيتنا صح
ردت خلود ببرود قائله
لا انا بس اللي مش هروح الشغل ...انت لو حابب روح.
احس زين بندم خلود علي ليلتهم الماضيه فقال بصوت اجش
خلود انا حابب ومصر اني افضل معاكي النهارده.
ردت ببرود قائله
براحتك
احاطها زين بذراعيه قائلا بحنان
وانا راحتي معاكي.
اغمضت خلود عيونها بالم متمنيه ان يكون صادقا معاها وقالت
ودي كمان راحتي
أنت لا تقترن بالشخص الذي تستطيع العيش معه بل الشخص الذي لا تستطيع العيش بدونه
افاق من احضانها علي صوت رنين هاتفه ليجد اسر يستفهم عن تاخيره للعمل ...رد زين علي اسر وهو مازال يمسك يد خلود فقال
ايوه يا اسر.
استفهم اسر علي تاخير زين فقال
انت اتاخرت ليه ...تعبان ولا حاجه .
رد زين وهويداعب خلود بيديه
لا انا كويس ...بس السهرة بتاعت امبارح طولت اوى ...فقلت انا وخلود ناخد اجازة النهارده
اغتاظ اسر من ذكره لخلود وحاول ان يذكره بشئ ليقلب عليها فقال
كامل اتصل بيا وحابب يعتذرلك ...ونرجع نشاركه تاني ...هو بس اللي سمعه عن خل...
تركها زين وقاطع اسر قائلا
اسر الشړاكه دي انتهت من قبل ما تبدي .
فهمت خلود من حواره ان اسر يعيد ليفتح موضوع كامل من جديد ...توجهت الي الحمام ولكن زين امسكها مره اخرى من يدها برقه وهو يستمع لاسر الذي قال
طب ايه رايك نخليها شړاكه من غير اجتماعات
رفض زين رفضا قطعيا لهذا الاقتراح وقال
لا يعني لا يا اسر ...انا مش هتعامل مع كامل عمرى.
زفر اسر حانقا وقال
بس يا زين احنا محتاجين شريك في العمليه الجديده.
رد زين وقال
انا اتسرعت لما
شاركت كامل ...ورفضت عرض شهيرة ...لكن خلاص انا بكره هبلغ شهيرة وحازم يجولي ونعمل الشړاكه.
صعق اسر من شړاكه حازم وزين ورد قائلا
تاني يا زين ...هتشارك حازم تاني ...بعد اللي عملوا الدور اللي فات..
رد زين ببرود
حازم معملش حاجه ...ميجرؤش اساسا يعمل حاجه .
قبض اسر علي يده بغيظ وقال
وايه اللي خليك متاكد كده ...مش يمكن تكون شهيرة بتلعب لصالحه
تنهد زين وقال
اسر انا مش صغير ...علشان حد يقولي ايه الصح وايه الغلط ...انا عارف انا بعمل ايه كويس.
انتهت المكالمه بتصميم زين علي الشړاكه مع حازم ...اخذ اسر يزيح ما علي سطح المكتب بقوه وعصبيه قائلا
مستحيل كل اللي بنيته يتهد ...انا لازم اخلص منهم كلهم ...وللابد.
بعد انتهاء مكالمه زين لاسر وجد زين خلود شارده فقال لها
الجميل بتاعي سرحان في ايه
افاقت من شرودها وقالت
فيك ...علي اساس اننا لازم نبعد عن اي مشاكل ...وسيادتك بكل بساطه بترجع حازم الشركه علشان تحطلي المشاكل علي طبق من دهب.
هز زين راسه بالنفي وقال
ابدا يا خلود ...انتي المفروض تفرحي ...ده اكبر دليل علي ثقتي فيكي .
ابتسمت خلود بسخريه وقالت
ثقتك فيا ...وليه متقولش ان ده طلب الهانم شهيرة عشان تتاكد من حب حازم ليها.
قبض علي معصمها بقوة قائلا
خلووود ...انا مش صغير علشان ادخل الشغل في لعب العيال ده ...شهيرة واثقه في حازم ...دي حاجه مفروغ منها
رد ت خلود بجمود
تمام ...ده شغلك ...انا بقي منسحبه .
امسكها زين من يدها ومال عليها قائلا
واهون عليكي تسيبني...انا اتعودت عليكي هنا
متابعة القراءة