حطمت قلبي حصون القاسې
المحتويات
تجده يخرج بوجه مقفهر وقف ينظر الي الخارج لتمد بدها بكوب الشاي دون اي تعبير مد يده ل يأخذه منها دون حتي ان يلتفت لها ل تتحدث هي بهدوء
انا نازلة مش هتنزل
الټفت اليها ينظر اليها بصمت ل تبتلع ريقها بصعوبة و هي ترفع رأسها الي السماء و لكنها أنزلتها مرة اخري حتي لا يتغير لون عينها فهي عندما تنظر الي الشمس تتغير لون عينها الي اللون الازرق الغامق لا تريد ان يعلم احد انها كانت تقف بالشرفة ل تنظر اليه و هي تقول بهدوء
زفر پاختناق يتذكر ذلك اليوم ل يضع الكوب من يده علي سور الشرفة و هو يلتفت اليها بجسده كاملا و هو يقول پغضب ضاغطا علي كف يده
ما هو اللي خلاه اسود علينا انك كنتي مخبية عليا يا هانم كنت مستني تقوليلي امتي لما تكتبوا الكتاب
شهاب انت عارف ان بابا مش موافق علي اي حاجة دلوقتي عشان كدا كنت عارفة انه هيأجل اي كلام مع علي عشان كدا استنيت و مرضتش اضايقك
ل يباغتها شهاب قائلا بما يجول بخاطره منذ ان علم انها قد خبأت عنه ذلك الحدث الهام
طب و لو ابوكي كان وافق و اداله كلمة كنتي هتقوليلي بردو و لا هتستني لما تعزميني علي الفرح
مانا قولتلك يا شهاب و بابا لا اداله كلمة و لا انا وافقت و حتي لو بابا وافق أنا مش موافقة
اللي عندي انه مينطش حوليكي كتير و لا كل شوية كلام معاكي اقسم بالله افلقه نصين خلص الكلام
ضړب كف بالاخر و هو ينهي حديثه الحاد هزت رأسها بعدم فائدة و هي تدلف الي الداخل لا سبيل للخلاص من بين يده و قد فتح ذلك الموضوع من جديد وقفت امام المراه تضبط وضع حجابها علي رأسها ل تمسك بالهاتف تبعث رسالة علي احد مواقع التواصل الاجتماعي الي زينة انها سوف تنزل من منزلها الآن
انا نازلة يا ست الكل ايدك علي فلوس الملازم
اتفضلي يا ستي ابوكي سايبلك فلوس كتير
امسكت زينة بالاموال ل تضعهما بحقيبتها و هي تقبل وجنتي والدتها مرة اخري قائلة
انتوا روح قلبي و الله
خرجت زينة من الشقة غالقة الباب خلفها و نزلت الدرج بهدوء و ما ان وصلت عند باب شقة عمها حتي فتح الباب فجأة ل تشهق هي بقوة واضعة يدها علي قلبها الذي دق سريعا أغمضت عينها و هي تنظر الي من فتح الباب لكن بهت وجهها و نظرت الي الواقف بلا تعبير و لم يكن سوا ابن عمها حسام ل تتحدث برسمية قبل أن تكمل طريقها نحو الاسفل قائلة
عشان فتحت الباب فجأة
اكملت طريقها نحو الاسفل الا انه اغلق باب الشقة و نزل خلفها نادي اسمها بلهفة و عينه السوداء تلتمع بحب و حزن بآن واحد
زينة استني
التفتت اليه تنظر اليه بجمود و هي تردف
خير يا ابن عمي
راحة فين
قالها بتساؤل و هو ينظر الي هيئتها المرتبة لترد هي بجمود ايضا
راحة الكلية في حاجة
نزلت درجتين من درجات السلم ثم التفتت اليه مرة اخري تنظر الي بشرته السمراء المحببة و اعينه السوداء المزينة بتلك النظرة التي لا تغيب عنه قائلة
سلملي علي طنط
نظر هو باثرها بحزن كيف لها ان تكون بكل تلك القسۏة فمن المعروف بالعائلة اكملها ان زينة هي صاحبة قلب حسام و من ستمتلكه بالاخير لما تفعل ذلك بعد ان كان يشعر بمشاعرها اتجاهه تنهد بثقل في حين اكملت الدرج بسرعة كبيرة و كأنها تهرب هي بالفعل تهرب تهرب من ألم كبير ېمزق قلبها تهرب من اعين كنصل السکين يشقها الي نصفين نصف مشتاق و نص اخر يملئه الحسړة الحب الكبير قد اصبح حطام و بالاخير سيصبح ملكا ل امرأة اخري ل يلقي علي مسامعها كلمات الاشتياق ليزيد من ألمها و حزنها و يجعله اشد اسرعت نحو اتوبيس النقل العام متوجه نحو الجامعة امسكت بالهاتف تبحث به حتي تجد الصورة الفوتوغرافية الوحيدة الموجودة له علي هاتفها تأملتها كثيرا كثيرا جدا بكامل تفاصيله و ابتسامته التي تحيي قلبها أغمضت عينها بقوة و هي تغلق الهاتف قائلة بهمس ل ذاتها
اقسم بالله انا مهزأة
مرت الايام بين الاستعداد الي الاختبار و بدأت الامتحانات و كل يوم يمر علي فيروز كأنه يبدأ العد التنازلي و سوف يتحقق ذلك الحلم علمت من والدتها ان شهاب تحدث مع والدها عن الخطبة و لكن والدها لم يجبه الا ان الحديث في هذه المسألة بعد الاختبارات النهائيه للعام الدراسي تعلم أنه يخشي ان
يوافق والدها علي خطبتها من علي الا انه لا يعلم أنها لن توافق علي الزواج الا منه هو فقط من سيكون مالك القلب و مملوكه ابتمست بحب و هي تترك القلم من يدها ل تمسك بالهاتف و تبعث له برسالة محتواها روحت لم يرد و يظهر لديها انه متواجد علي موقع التواصل الاجتماعي ل تضع الهاتف علي المكتب و تمسك بالحجاب تضعه علي رأسها و هي تخرج الي الشرفة دقت باب شرفته كثيرا بالعصا حتي و أخيرا فتح باب الشرفة و خرج بهدوء ل تلقي هي العصا من يدها تنظر اليه قائلة پغضب
مبتردش لية يا شهاب قلقت عليك
نظر اليها مطولا و من ثم همس بهدوء
اول مرة تقوليها اول مرة تقولي الصراحة
عقدت ما بين حاجبيها باستغراب و هي تتشدق
مالك يا شهاب
وجدته يمرر انامله بخصلات شعره و هو يقول
مفيش اصلي كنت عند اهلي
ما انت بتبقي عند اهلك و بتكلمني عادي
قالت باستغراب ل حالته ل يكمل هو يقول بهدوء
اصل انا هفضل هناك لحد ما تخلصي امتحاناتك
اقتربت من سور الشرفة و هي تقول بقلق و انقباضة بقلبها
شهاب هو في حاجة
هز رأسه نافيا ل تتنهد و هي تقول بانزعاج
لا اكيد فيه انت غريب لية النهاردة انت زعلان عشان جيت امبارح من الامتحان نمت و متكلمناش
هز رأسه بنفي مرة اخري و هو يقول بضيق
بقولك هروح اقعد مع اهلي يومين مش مهاجر يعني هما يومين و جاي هاجي لما تخلصي امتحانات
استغربت طريقته بالحديث ل تعود الي الخلف خطوة و هي تهز رأسها بايجاب بحزن من طريقة حديثه الغير معتادة هي عليها كادت ان تدلف الي الداخل حتي همس هو و هو يغمض عينه
انا مش قصدي ازعلك انا بس فيه حاجة في الشغل مضايقاني و كمان ماما مصرة اني اقعد معاهم يومين
نظرت اليه تتفحص ملامحه بقلق و هي تقول
شغل بس يعني انت كويس
هز رأسه دون حديث متوجها الي الداخل و هو يقول بنبرة هادئة
تصبحي علي خير يا فيروز
و انت من اهله
قالت و هي تدلف بقلق الي الداخل مفكرة بالحالة الغريبة الموجود هو عليها و ما حدث هل بالفعل لديه مشكلة بعمله ام انه مريض او ليس بخير و حسب ظلت تفكر به حتي سحبها النوم في جولة عميقة بعد ارهاق من الاستذكار ثم التفكير
انتهت من اختباراتها رسميا اليوم خرجت من الجامعة جوار زينة و هي تمزق ورقة الأسئلة الخاصة بالاختبار ل تلقيها من يدها و هي تنظر الي زينة بسعادة قائلة
اخيرا خلصنا
تمتمت زينة بالحمد ل تلتفت فيروز اليها و هي تقول
بكرا شهاب جاي يتقدملي
ثم تنهدت شاردة ل تضع زينة يدها علي كتفها و هي تقول بهدوء
هو لسة
متغير
هزت فيروز رأسها بايجاب و هي تزفر بضيق قائلة
مش عارفة اللي اية بيحصل معاه يا زينة راح بيت اهله و مجاش من يومها تليفون واحد في اليوم يقولي انتي كويسة اقوله الحمد لله يقفل معايا مش عارفة هو ماله و رغم كدا كلم بابا انه يجي بكرا
نظرت اليها زينة بضيق لما يفعله بها و ما تشعر به صديقتها ل تربت علي كتفها مرة اخري و هي تقول
معلش يا روز ممكن تكون في مشكلة عنده و مش عايز يزعلك معاه دلوقتي عشان امتحاناتك اكيد هيقولك لما يهدي
ياريته زعلني و قالي علي اللي هو فيه بدل مانا ھموت كدا مخي هينفجر يا زينة و انا مش عارفة هو ماله
قالت جملتها بأعين دامعة و هي علي حافة البكاء باڼهيار ل تستمع الي صوت رنين هاتفها ل تخرجه من حقيبتها ابتسمت ساخرة و هي ترفع شاشة الهاتف امام وجه زينة و هي تقول
اهو بيرن استني بقي و شوفي المكالمة اللذيذة بتاعت كل يوم
فتحت الاتصال واضعة الهاتف علي اذنها تقول بجمود
الو يا شهاب
استمعت الي الطرف الاخر حين ظهر صوته الخشن بنبرة جامدة قائلا
ازيك يا فيروز عملتي اية في الامتحان
نظرت الي زينة و هي ترفع حاجبها الي اعلي تشير الي الهاتف بيدها الاخري بمعني سوف ترين الآن ل ترد بهدوء قائلة
الحمد لله حليت كويس
ل تسرع هي بفتح مكبر الصوت ل تسمع الي رده حين صدح صوته بجمود قائلا
كويس انا هقفل عشان ورايا شغل
براحتك
قالتها غالقة الهاتف واضعة الهاتف بالحقيبة ل تنظر الي زينة تزم شفتيها ك الاطفال و هي تقول
شوفتي انا همشي
ل تمسح دموعها پعنف و هي تقول بغيظ
و الله لما بابا يجي يكلمني هقوله مش موافقة
انا ھموت من الفرحة زمانهم من الطريق دلوقتي
هتفت بها فيروز و هي تدور حول نفسها بعد ان انتهت من ارتداء ملابسها و هي تتحدث الي زينة التي تجلس علي الفراش و تضع الهاتف اذنها تستمع الي حديث فيروز من الطرف الآخر ل تضحك زينة و هي تقول بسخرية مقلدة اياها
و الله لهقول لبابا مش موافقة
زفرت فيروز و هي تجعد ملامحها قائلة بضيق
و الله انك رخمة
ما كادت ان تكمل الا انها استمعت الي رنين جرس الباب ل ترتجف بارتباك و هي تقول سريعا بتوتر
جم يا زينة
متابعة القراءة