حطمت قلبي حصون القاسې

موقع أيام نيوز

اذنه و ما كاد ان يتحدث حتي صدح صوتها من الطرف الاخر متحدثة پبكاء شديد قائلا 
الحقني يا بني الله يرضيك عمك واقع في الارض و شكله مغمي عليه
هب شهاب واقفا و هو يقول 
انا جاي حالا يا طنط متقلقيش
اغلق الهاتف و ركض نحو الخارج قاصدا مبني السيد اكرم صعد الدرج سريعا حتي وقف امام الباب يلتقط انفاسه و هو يطرق علي الباب فتحت له فيروز الباكية و ركضت مرة أخري نحو والدها الملقي علي الارض

بغير حول و لا قوة حتي دون ان تعبئ و تنظر اليه جلست بجوار والدها علي الارض تتمسك بيده ترجوه الي يفيق وضع شهاب يده مكان عرق النبض برقبة اكرم ل يجد النبض ضعيف و اذا انتظر سيتوقف علي الاغلب نظر الي هناء و هو يقول بنبرة عملية 
لازم ننقله اقرب مستشفى بسرعة
اسنده شهاب و معه هناء و فيروز حتي توقف اكرم الغائب عن الوعي انحني شهاب ل يحمل اكرم علي ظهره و توجهت هناء و امسكت بمفاتيح سيارة زوجها تمدها نحو شهاب حتي يقودها ل يمسكها شهاب و يتوجه به نحو الخارج بل خارج المبني بالكامل ل يفتح السيارة و يضعه بها برفق و يصعد هو اليها ل يقودها الي اقرب مشفي الي المنطقة 
توجهت فيروز و والدتها يرتدن اي ملابس حتي يذهبن الي حيث انتقل اكرم و بالفعل اسرعن نحو الخارج و منها الي المشفي في حين كان قد وصل شهاب الي المشفي و عاونه الممرضين علي حمل و ادخال اكرم الي الداخل و استقبله قسم الطوارئ ل فحص حالته منتظرا شهاب بالخارج و هو يعلم جيدا ان ما حدث ل اكرم لم يكن المتسبب به سوا ما علمه من حقائق اليوم يرفع له القبعة انه تحمل حتي هذا الوقت بالاخير قد صدم الرجل بابنته التي كان يفتخر بها و يتحدث عنها برأس مرتفع بشموخ انتبه الي هناء و خلفها فيروز التي أصبحت بوجه احمر دامي و عبراتها التي لا تتوقف عن السقوط شاعرة بالذنب بما وصل اليها والدها و لم يختلف الحال عند هناء شاحبة الوجه و التي ترتجف بقوة و كأنها تقف وسط المطر الشديد لا حماية و لا غطاء توجه هو نحوهم و امسك بيد هناء يجلسها علي المقعد الموجود للانتظار و هو يقول بنبرة مطمئنة 
متقلقيش يا طنط أن شاء الله خير و عمي يقوم بالسلامة
امنت خلفه ل يلتفت نحو الواقفة تستند علي الحائط تخفي وجهها بيدها و لكن صوت بكاءها واضح ازدرد لعابه پخوف عليها و هو يتحدث بهدوء 
اقعدي يا فيروز عشان هتقعي
نظرت اليه نظرة واحدة قبل ان تخفي وجهها عنه مجددا لاول مرة لا يعلم ما تقصد نظراتها كان يفهم ما تقول قبل ان تقول حتي من نظرة العين و لكن هذا المرة مختلفة لا يقدر ان يحدد ما فحواها هل هي عتاب ام حزن ام ڠضب كبير يتركز بقلبها اتجاه
ام تحمله ذنب ما يحدث اغمض عينه بشدة متنهدا و هو يتحدث من جديد لكن مالت نبرته نحو القلق فهو يعلم انها عندما تبكي بقوة و هي واقفة ل فترة طويلة تسقط مغشي عليها و يمكن ان لا تستيقظ ل ساعات و هذا لا يحبذ ان يحدث و ابيها بحالته تلك ل يقول 
مش هينفع تقعي دلوقتي يا فيروز خلينا نطمن علي عمي
تحركت هي باستجابة الي حديثه ل تجلس علي المقعد المجاور لوالدتها في حين توجه هو للتساؤل عن اكرم و اين هو الآن و كيف حالته و لكن كان الرد أنه بغرفة الطبيب الآن و حين يخرج الطبيب سوف يتم اعلامه بذلك وقف بمحله عاقدا ذراعيه أمام صدره يغمض عينه بهدوء حتي خرج الطبيب من الغرفة ل يسرع هو نحوه متسائلا 
طمنا يا دكتور
نظر اليه الطبيب و الي المجاورين له و من ثم تحدث بهدوء 
انسداد في شريان من شراين القلب ادت لجلطة و الحمد لله انكوا جبتوه بدري عن ما الحالة تدهور
اسرعت هناء تقول بلهفة 
و حالته دلوقتي اية هو عامل اية
هز الطبيب رأسه قائلا بعملية 
هو كويس و فاق بس هيرتاح معانا يومين و يقدر بعدها يروح
تركهم الطبيب ل تسرع هناء للدخول له و معها فيروز في حين ذهب شهاب خلف الطبيب و هو يقول بهدوء 
طمني يا دكتور ان شاء الله مش هنحتاج عملية توسع شراين
نظر اليه الطبيب و تحدث نافيا 
لا هو بخير ان شاء الله مفيش داعي للعملية ياريت بلاش اجهاد و ضغط عليه و يستريح اليومين دول
تركه الطبيب و غادر في حين تقدم شهاب نحو غرفة اكرم يقف علي الباب حتي لا يتأذي اكرم أكثر حين يراه او يتذكر به ما حدث قبلت فيروز يد والدها و هي تقول پبكاء 
الف سلامة عليك يا حبيبي
لم يرد عليها اكرم انما ربتت بضعف علي يد زوجته الباكية بحړقة بقلبها انحنت اليه قليلا تنظر اليه بقلق متسائلة 
حاسس بحاجة يا اكرم
اغمض عينه ثم فتحها بمعني لا شئ هو بالفعل غير قادر علي الحديث الآن مسدت هناء علي خصلاته و هي تهمس اليه بنبرة متحشرجة قائلة 
ربنا يخليكي لينا يا اكرم و منشوفش فيك حاجة وحشة

ابدا
ظهرت شبح ابتسامة علي ثغر اكرم و هو ينظر برضا الي زوجته الحنون المحبة له دائما رأي اعين صغيرته المليئة بالدموع و يدها التي ارتجفت و تراجعت عن والدها ل تراقبها اعينه الحزينة ل اجلها و هو يقضم شفتيه پغضب يريد حړق ارواح من اصابوها بخيبة الامل بالضعف و الانهزام و أخيرا خسارة والدها الغاضب منها يفكر الآن انه لولا اكرم و ما تعرض اليه ل كان ألقي يمين الطلاق بوجه تلك الفاسقة و رميها الي الخارج و لكنه يريد ان يكون لديها مأوي اولا حتي لا يفضح السيد اكرم مجددا كل ما فعله من الاساس ل اجل السيد اكرم و الستر ل عرض ذلك الرجل الخلوق ابتعد عن الباب و هو يتنهد بأسيو ثقل كبير ك جبل مڼهار اعلي صدره كل شئ ضده الآن حتي هي مرر يده علي خصلات شعره و هو يهمس الي نفسه بارهاق 
متعشم تاني فيكي انتي قولتي العشم يعني حب و محدش هيحبك اد مانا بحبك
اوصلهم شهاب الي المنزل بعد أن رفضت المشفي ان يبقي احد معه و صف السيارة بمحلها ل تربت هناء علي كتف شهاب و هي تقول بهدوء 
معلش يا شهاب تعبتك معانا
ابتسم شهاب بود لها و لمحت عينه صعود فيروز سريعا و هو يقول 
تعب اية بس يا طنط ربنا يقوم عمي بالسلامة
صعدت هناء الي شقتها و توجه هو ايضا الي منزله فتح الباب بهدوء و دلف الي الداخل مغلقا الباب خلفه توجه الي غرفته الا انه استمع الي صوت انين خاڤت اتي من غرفة ياسمين عقد حاجبيه و هو يتوجه نحو غرفتها وضع أذنه علي الباب يسترق السمع الي ذلك الصوت ل يجد صوت تأوه مټألم خاڤت
منبعث من الداخل ل يفتح الباب ل يتفاجاة بياسمين تضع يدها علي بطني تبكي بقوة و هي تكبح صوت صړاخها المټألم اقترب منها و هو ينظر اليها قائلا علي حذر 
في اية
نظرت اليه برجاء و قد ازداد بكاءها و هي تهمس بخفوت 
ابوس ايدك هاتلي الدوا بتاعي
عقد حاجبيه باستغراب و هو ينظر الي المكان التي تنظر اليه ل يجدها تشير نحو طاولة الزينة تحرك نحوها ل يفتح احد الادراج مد يده يأخذ علب الادوية الموجودة ثم اغلق الدرج مرة اخري متقدما منها نظر الي اسماء تلك الادوية و غامت ملامحه بالجمود ثم مد يده لها بهم و وضع يده بجيب بنطاله و هو يراقبها تتناول الدواء ثم تحدث متسائلا 
کانسر مش كدا
وضعت كوب الماء اعلي وحدة الادراج و اسندت ظهرها علي الفراش و هي تهز رأسها بايجاب باكية و هي تقول 
أيوة
بلا تعبير تحدث هو قائلا 
عرفت لما قولتيلي علي استئصال الرحم مين قالك
تحدثت هي بارهاق متمتمة 
دكتورة نسا روحتلها لما حسيت بتعب
همهم بصمت و تركها مغادرا الغرفة امسك بمقبض غرفته و القي نظرة نحو غرفتها و هو يهمس 
ربنا كان الاقوي دايما
روحه الإنسانية لا تسمح له باتباع القسۏة الآن يكفي ان ينتقم الله منها و يريها من أعمالها امام عينها هذا أكثر قسۏة من ما كان ينوي فعله
القت الحجاب اعلي الفراش بغل و هي تحرك رأسها يمينا و يسارا ل تسمع صوت طرقعات عظامها اترمت علي الفراش جالسة و هي تطرق بكلتا يديها علي فخاديها و هي تقول بغيظ 
انا يسيبني متعلقة علي البوابة و يروح يأكل و يشرب و يتفرج علي التليفزيون و انا متعلقة ماشي يا حسام ماشي
توعدت بأخر جملتها ثم قامت بتبديل ملابسها و توجهت نحو الفراش ل تنعم بالراحة بعد هذا الارهاق و توترها بانها متعلقة ببوابة البناية و اي اهتزاز للبوابة يمكن ان تسقط حتي انه لم يسمح لاحد ان ينزلها من مكانها اراحت جسدها علي الفراش ل تتنهد براحة و ما ان اغمضت عينها حتي رن هاتفها يصدح بصوت عالي جوارها علي وحدة الادراج ل تتأفف بضيق و هي تفتح عينها تمد يدها نحو الهاتف تأخذه و ما ان انتبهت الي اسم المتصل حتي هبت جالسة سريعا و هي تصك علي أسنانها فتحت الاتصال واضعة الهاتف علي اذنها و هي تندفع متحدثة دون انتظار و الڠضب ينهش بها 
انت ليك عين تكلمني بعد اللي عملته فيا يا بارد انا تعلقني و اللي داخل و اللي طالع يتفرج عليا
اشتعلت عينه بنيران غاضبة و هو يقبض علي كف يده متحدثا بحدة 
و انا اللي بكلمك نعتذر لبعض و نفض الموضوع بس بعد لسانك الطويل دا اثبتيلي انك عايزة تتربي كمان شوية و انا هعرف اتصرف معاكي يا زينة
صړخت به بصوت عالي تصيح پغضب قائلة 
نعم انتي بتقول اني مش متربية و مين اصلا هيسمحلك تقرب

مني تاني انا لا عايزة اشوف وشك و لا اسمع صوتك ملكش دعوه بيا بعد النهاردة و اللي حصل فيه
ما كادت أن تغلق الهاتف حتي استمعت الي صوته الحاد من الطرف الاخر قائلا 
ان قفلتي في وشي يا زينة يومك هيبقي اسود
ضحكت ساخرة و هي ترد قائلة 
اكتر من كدا مظنش مش عايزة اشوفك تاني يا حسام بجد و اقولك علي حاجة احلي بلوك ليك يا ابن عمي
ل يصلها صوته بنبرة جامدة قائلا 
و رحمة ابويا هتشوفي ايام مني هتتمني ترجعي للدلع
تم نسخ الرابط