روايه بركان عهد بقلم ياسمين

موقع أيام نيوز


أخرجه لكي يجيب وهو مشغول الفكر جف حلقها من سواد مقلتيه التى سحبتها لعاصفه مشاعر هوجاء هزت أوصالها بفعل الهواء تطايرت خصلات شعرها حولها كرياح محمله بنسائم عطرها التي سكنت رئتيه استنشق عبقها بتيه وهو يتأمل ملامحها التي يخجل ياسمين الدنيا من جمالها..
ابتلع لعابه وتحمحم يخرج صوته 

أنا آسف أنتي كويسة ياآنسه..
 أنا اللي آسفه خبطت في حضرتك لأن كنت مستعجلة.
سقطت نظراتها على الهاتف الملقى تحت اقدامها انحنت لتجلبه له وقبل أن تلمسه سحبتها يد قاسم تمنعها من الانحناء أكثر قائلا 
لو سمحتي مينفعش..
وبسط يده يجلبه ووضعه في جيب جاكيته..
بينما ظل مقبض علي الكف الآخر لها سقطت نظراته على كفها الذي يرت عش بين أنامله مرر إبهامه على با طن كفها المتعرق زاغت نظراتها وتسارعت ضربات قلبها تعلو تصم أذنيها وتح بس أنفاسها وضعت راحة يدها موضع قلبها نواسى خافقها فى نبضاته الزائده عن الحد نجمعت الدموع بعينيها من شده خجلها ظننا منها أنه يسمعها .
فى حين قاسم حاله ليس أفضل منها بكثير بدون وعي منه وضع كف يده موضع قلبه يستشعر الألم الذي نشب فيه أثر لمستها له..
يقسم لقلبه 
أنني اسمع دقاتك التي لو سمعها الجميع لفت ضح أمرى..
ماذا بك لماذا تترنح بين ضلوعي..
فاق علي صوتها 
شكرا يا فندم
العين بريد القلب التقت أعينهم في نظره ترسل خطابات غرام تعسر الأثنين في فهم أبجديتها وعره هى سهام الحروف التى تتشابك تغزل كلمات تنطق بها العيون نظرات كانت أبلغ وأعمق من أى حديث..
غرق هو فى دوامة زرقة بحر عينيها مشاعر اجتاحته لأول مره يختبرها ويشعر بها..
انبهر قاسم محدثا نفسه
ولا يليق بجمال عينيها سوى الغزل..
يالله إيه بحر عيونك ده مش ممكن تكوني طبيعية..
العيون نوافذ إلى الروح والجسد قبل أن يكمل تمعن في تقاسيم وجهها وجد الدموع تترقرق بهم شعر بوخزه في خافقة
أكمل حديثه نفسه 
ماذا بكي يا جميلتي لكي يسكن كل هذا الحزن عينيكي..
نهر نفسه من تمعنه فيها وسئلها
انتي كويسه يا آنسه...
فاقت من شرودها على صوته وهي تهز رأسها بحركات معاكسة لبعضها تتساقط الدموع منهم أثر اهتزاز رأسها وكشفت عن كاسات الډم الحمراء التي تكاد تنف جر منهم بارتعاش سحبت كارمن يديها ترتعد كمن مسها مس من الجن وخطت خطوات سريعة دون أن تنطق كلمه واحده..
هرولت تفر هاربه مخافتا من اكتشافه لمشاعرها وليدت اللحظه التى لا علم لها أنها محاطه بها مهما بعدت المسافات وستكون بركان عهد يدمغ قلبها..
اقترب يزن من قاسم بعد أن أنهى إجراءات السفر يهتف باسمه ولكن لم ينتبه له هزه يزن لكي يحسه على الإصغاء لما يقول وجد العرق يتصبب من جبينه ووتيره أنفاسه تتعالى كمن ينازع المۏت وهو يضغط بكف يده موضع قلبه
حاول النداء مره أخرى ولكنه شارد فى عالم آخر لم يستمع له ولم يجيب علي نداءه..
تحدث يزن بصوت عالي بعض الشئ وهو يمسكه من منكبيه
مالك يا قاسم أنت تعبت فجأة ليه أيه اللي حصل.. اطلب لك دكتور المطار!
لم يجيب عليه قاسم لصعوبة تنفسه خارت قواه وجلس على أقرب مقعد ينظر في أثرها الذي يحتل طيفها مقلتيه يحدث نفسه 
من أنتي يا امرأه لتسلبي قلبي معكي.. هل كانت لمستكي مسمۏمة جعلت سمكي يجرى في عروقي مجرى دمي وقلبي الذي يترنح بين ضلوعي يكاد يقفز من بينهم لولا خلقه الله فى قفص صدري لكان فر خلفكي..
بسط يزن يده يعطيه زجاجة المياه يجلس علي قدم ونصف أرضا أمامه قائلا بقلق
يا قاسم قوم معايا الدكتور يكشف عليك انت كنت كويس وتعبت فجأة.. بلاش تسافر وأنت تعبان اعتذر عن العمليه دى سلمها لحد تاني..
حاول قاسم أن يستقيم وهو يتنفس بصعوبه بالغه قائلا
أنا هدخل الحمام اغسل وشي وهبقي كويس ان شاء الله
وتركه بالفعل دون أن ينتظر رده عليه سار بخطوات بطيئة يكاد يلفظ انفاسه الأخيرة ودلف إلى الحمام وقف أمام المرآة ينظر علي وجهه الذي شحب
 

تم نسخ الرابط