إعجاز القرآن الكريم

موقع أيام نيوز


كلامهم وأساليب خطابهم أنه خارج عن العادة وأنه معجز وهذه خصوصية ترجع إلى جملة القرآن وتميز حاصل في جميعه.
ومنها أنه ليس للعرب كلام مشتمل على هذه الفصاحة والغرابة والتصرف البديع والمعاني اللطيفة والفوائد الغزيرة والحكم الكثيرة والتناسب في البلاغة والتشابه في البراعة على هذا الطول وعلى هذا القدر وإنما تنسب إلى حكيمهم كلمات معدودة وألفاظ قليلة وإلى شاعرهم قصائد محصورة يقع فيها من الاختلال ويعترضها من الاختلاف ويشملها من التعمل والتكلف والتجوز والتعسف ما يمكن بيانه وقد حصل القرآن على كثرته وطوله متناسبا في الفصاحة على ما وصفه الله تعالى به فقال عز من قائل الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله الزمر 23.

وعدد آيات القرآن نحو ستة آلاف ومائتي آية 6200 تناولت موضوعات شتى في الاعتقاد والتشريع والأخلاق والقصص وغيرها وكلها جاءت في غاية الدقة والإحكام مع روعة البلاغة والبيان.
وليس في القرآن معنى يعارض معنى أو حكم يناقض حكما أو مبدأ يهدم مبدأ أو غرض لا يتفق مع آخر وصدق الحق جل وعلا إذ يقول ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا النساء 82.

الفرع الثاني الإعجاز في الإخبار بالمغيبات
من وجوه إعجاز القرآن إعجازه في الإخبار بالمغيبات هذه المغيبات قد تتعلق بالماضي السحيق الموغل في القدم مما لم يشهده رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي خاطبه ربه سبحانه فقال ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون آل عمران 44 وذلك تعقيبا على قصة امرأة عمران وتمهيدا للحديث عن مريم عليها السلام.
ومنها ما يتعلق بالحاضر الواقع في زمن نزول القرآن عن أمور متعلقة بغيوب لمن هم في عصر الرسالة.
ومنها ما يتعلق بغيوب مستقبلية لم تكن وقعت في عهده صلى الله عليه وسلم ومما يكون في يوم القيامة.
أ من الغيوب التي وقعت في الماضي
في سورة البقرة أخبر الحق جل وعلا عن مغيبات وقعت لبني إسرائيل وما حدث لموسى عليه السلام معهم مثل قصة البقرة وقصة اتخاذهم العجل وكذلك قصة بناء الكعبة على يد إبراهيم وإسماعيل.
 وفي سورة البقرة كذلك قصة طالوت وجالوت وانتصار بني إسرائيل على أعدائهم وقيام مملكة داود عليه السلام.
 وفي سورة آل عمران قصة امرأة عمران وقصة مريم وولدها عيسى ابن مريم عليهما السلام ونبوته ورسالته.
 وفي سورة الأعراف قصة عاد وثمود وقصة خلق آدم عليه السلام وقصة ما وقع لآدم من إبليس لعنه الله وإخراج آدم من الجنة بوسوسته وقصة تمكين الله تعالى لموسى عليه السلام وبني إسرائيل.
وفي سورة يوسف قصة يوسف عليه السلام كاملة في موطن واحد.
وفي سورة القصص قصة موسى من لحظة ميلاده حتى خروجه من مصر وعودته إليها والصراع الذي دار بين موسى ودعوته وفرعون الذي رفض دعوة الإسلام التي جاء بها موسى عليه السلام.
 وكذلك قصة قارون وكيف أهلكه الله تعالى بطغيانه وجبروته.
 وفي سور كثيرة من القرآن ألوان متنوعة من القصص الذي يخبر عن غيبيات من الماضي ما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعلمها إلا من خلال الوحي وفي التعقيب على قصة موسى في سورة القصص يقول الحق جل وعلا وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كنت من الشاهدين  ولكنا أنشأنا قرونا فتطاول عليهم العمر وما كنت ثاويا في أهل مدين تتلو عليهم آياتنا ولكنا كنا مرسلين  وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون القصص 44 46.
من كل هذا يتضح أن أكبر دليل على أن القرآن من عند الله تعالى هذا القصص الذي يعرض لوقائع تفصيلية في تاريخ غابر ما شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه علم الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء.
ب من الغيوب التي وقعت في الحاضر المعاصر لنزول القرآن
ومن إعجاز القرآن الإخبار بالمغيبات التي كانت معاصرة لزمن النبي صلى الله عليه وسلم
 

تم نسخ الرابط