روايه كاليندا بقلم ولاء رفعت

موقع أيام نيوز

كده بالظبط فعلا لسه ما نستهاش وقلبي مهوش كارت ميموري أمسح اللي أنا عايزه وقت ما أحب.
أبتسمت بتهكم وتحدق إليع بنظرة سخط قائلة
_ولما الحكاية كده ليه جيت طلبت إيدي وعارف ومتأكد إن أنا زي الهبلة هوافق وطبعا مرات خالي واثقة من كده فقالت لما أجوزه بنت عمته العبيطة اللي هاتموت عليه من زمان خليها تنسيه البنت اللي كان خاطبها.
كاد يجيب ولكن قاطعته بنبرة حادة قوية تثأر بها لكرامتها
_و لما أنت بتحبها أوي مكملتش معاها
ليه! ولا عشان الهانم خلاص ما بقتش تنفع بعد ما علم لك عليها ابن حماد السفوري وخلاك لبانة في بوء أهل البلد.
_أخرسي.
غرت فاها وأتسعت عينيها التي كادت تخرج من محجريهما و إنها لثوان مرت حتي أدركت ما فعله بها صړخت به وهي تخلع خاتم الخطبة ثم ألقته في وجهه
_طلقني أنا بكرهك.
و في اليوم التالي قام محمد بتوديع أشقائه متعللا بعمله حيث لم يستطع التغيب عنه أكثر من ذلك وترك لهم ابنته أمانة لديهم مع كثير من التوصيات عليها إلي شقيقه محمود وزوجته.
بينما شمس كانت تجلس مع ابنة عمها رحاب التي تكبرها بعامين وتدرس في الجامعة.
_بجد مش مصدقة نفسي يعني كان لازم عمو محمد يجيبك بنفسه وإلا كده مكنتش شوفتك خالص ده غير طبعا إن كلها أيام وهتتجوزي و زي أصحابي مش هاشوفك غير في المناسبات وإن جوزك خلاكي تحضري.
تبدلت ملامح شمس من الإبتسامة إلي الحزن وهي تنظر إلي بنصرها في يدها اليمني فارغا من خاتم الخطبة الذي ترك أثره ولم يزول بعد ردت بتوتر
_هو إيه اللي حصل
رغما عنها ذرفت عينها عبرة بلورية أنسدلت علي وجنتها

جعلتها تشيح وجهها وغير قادرة علي التحدث وقفت رحاب أمامها رفعت وجهها من طرف ذقنها.
تريد الإجابة لكن ماذا عساها أن تخبرها ما حدث ليس بالأمر البسيط يمكن ذكره وكأنها قصة عابرة فابنة عمها صديقتها الثانية بعد إسراء و موضع ثقة و بئر أسرارها منذ الطفولة ودت لو أن تحكي وتبوح بكل شئ لكنها تخشي تلك النظرة التي تجدها في أعين كل من يعلم بما حدث معها هذه النظرة كالسکين المشټعلة فوق قطع الفحم المتوهجة يمسك بها صاحبها ويغرزها بداخل فؤادها الواهن.
_والله عال سايبيني طالع عيني في شغل الشقة وعمايل الأكل والهوانم قاعدين يتساهروا.
تأففت ابنتها وقالت
_ مش الشقة دي لسه عملاها لك أول إمبارح ومخليها لك فلة.
صاحت بها وهي تزجرها بنظرة حادة
_وأنتي بتسمي شغل الطلسئة ده ترويق قومي منك ليها وقسموا الشغل علي بعض وتلموا السجاد والمشايات وتغسلوها في المدخل.
أجابت ابنتها بسخرية
_إيه كل ده يا ماما هو العيد بكرة وإحنا ما نعرفش!
لكزتها والدتها پعنف وقالت
_ لاء يا حلوة يا أم لسانين أهل خطيبة أخوكي محمد جايين بعد بكرة وبعدين هنا كل واحد لازم يخدم نفسه أنا مش الخدامة اللي جبهالكم أبوكم.
ألتفت رحاب إلي شمس وهي ترفع أكمامها عن ساعديها قائلة
_ معلش يا شمس أستنيني أخلص اللي ورايا وجاية لك ما تنميش بقي.
صاحت شوقية بإعتراض وكأن حدثت کاړثة
_ ده مين دي اللي تستناكي وما تنمش! مش بنت زيها زيك وده بيت عمها مش حد غريب ده غير إنها مش ضيفة وقعدتها هتطول يعني زيها زينا في البيت وتروق وتكنس وتمسح وتغسل زينا ولا ما بتعمليش مع أمك كده يا شمس
أجابت الأخري وهي تزدرد لعابها بتوتر
_طبعا بساعد ماما ومن غير ما تقولي يا طنط كنت هساعد رحاب.
_طيب يلا بقي خلصوا بسرعة قبل ما عمك ما يطلع من الدكان وأكون أنا خلصت الغدا.
ذهبت شوقية فأقتربت إبنتها من شمس تربت عليها
_ حقك عليا أنا يا شمس لو كلام ماما زعلك هي شديدة وقوية بس قلبها طيب.
هزت الأخرى رأسها بابتسامة ساخرة 
_واضح واضح.
و بعد عناء يوم من الأعمال الشاقة تمددت كلتيهما علي التخت زفرت رحاب بتعب وقالت
_اه يا وسطي اللي أتقطم في غسيل السجاجيد وأنا كان مالي ومال أهل خطيبة أخويا اللي جايين.
قالت شمس بتعب أيضا
_ معلش إحنا برضو كنا بنعمل كدة برضو أيام ما كنت مخطوبة.
إستدارت إليها الأخري بانتباه وقالت
_ فكرتيني صح قوليلي بقي سبب فسخ خطوبتك ولو ده هيضايقك خلاص أعتبريني مسألتش.
زفرت من التعب الجسدي والنفسي فأجابت
_ هقولك بس أوعديني اللي هاحكيهولك سر ما بينا لحد ما أرتب أموري وأخد حقي.
و في الغرفة المقابلة تتمدد شوقية بجوار زوجها الذي يتصنع النوم هروبا من وصلة ثرثرتها التي تنتهي پألم شديد في الرأس لم يزول ولو بألف فنجان قهوة.
_ آه ياني جسمي أتدغدغ من شغل طول النهار.
تمتم محمود دون أن يوضح كلماته إليها
_ اللي يسمعك مايشوفش البنات اللي طلعتي عينيهم النهاردة وفاكراني مش عارف ولية مفترية أعوذب بالله.
مالت عليه وسألته
_ بتقول حاجة يا حاج
أجاب بصوت مصتنع يغلبه النعاس
_ بقول أذكار قبل النوم.
_ اممم طيب كنت عايزاك في موضوع كدة بخصوص بنت أخوك.
سألها بسخرية دون يلتفت إليها
_مالها لحقتي تزهقي من قاعدتها
أجابت باستنكار
_ لاء بالعكس
تم نسخ الرابط