روايه كاليندا بقلم ولاء رفعت
المحتويات
إسراء بمزاح
_ الله الله يعني شنطة حلويات و عصاير لخطيبتك وأختك الغلبانة ملهاش شكولاتاية واحدة!
ضربها بخفة علي مؤخرة رأسها بمزاح
_ وبالنسبة لأكياس الشيبسي والشيكولاتة والبيبسي اللي بجيبهم كل يوم وأصحي ما لاقيش منهم حاجة مين اللي بياكلهم!
_ أعمل أي يا آبيه السهر والمذاكرة بيخلوني جعانة ديما.
_ قصدك بيخلوكي مفجوعة ديما.
وصل جميعهم إلي مركز المحافظة و هي مدينة كبيرة مزدحمة بالمحال والمجمعات التجارية الخاصة بكل لوازم و مفارش منزل العروس.
_ تعالي يا أم شمس أوديكي عند الحاج راشد مجهزين من عنده بنت أختي ما شاء الله كل حاجته قطن من المحلة وحاجة حلوة خالص.
_ وأنا هاخد شمس عشان نحجز الكوافير والفستان والأستوديو.
وقبل أن يبتعد برفقتها أمسكته والدته من يده قائلة وكأن کاړثة سوف تحدث
_ فستان أي يا بني اللي عايز تروح معاها وهي بتحجزه
نظر إلي
والدته متعجبا فعقبت حماته بإيضاح له
_ مامتك قصدها يابني ما ينفعش تشوف فستان فرحها دلوقت غير لما تطلع لك وهي عروسة من الكوافير وإلا يبقي فال وحش.
_ فال أي يا طنط دي كلها تخاريف ما تصدقيش الكلام ده هو بس بيبقي مش مستحب لأن لما تكون مفاجأة بيبقي إحساس أحلي.
_ بقولكم أي ولا فال ولا مفاجأة أنا هاروح وأختاره معاها زي ما أختارنا كل حاجة مع بعض ولا إيه يا شمس
قالها بنبرة تتخللها الرومانسية و نظراته التي جعلت قلبها يخفق من الخجل فأجابت
_ اللي تشوفه.
_ يلا بينا.
كادت إسراء تذهب معهما لكن والدتها أوقفتها من ثيابها قائلة
_ تعالي هنا يا عزول ما تسبيهم مع بعض يمكن عايز يقولها حاجة.
زفرت بحنق وقالت لها السيدة زينب
_ عقبالك يا إسراء يا حبيبتي.
وفي متجر تأجير أثواب الزفاف تخرج من حجرة القياس مرتدية ثوبا في منتهي الرقي والجمال وكأنها حورية فكان أحمد مشغولا في هاتفه وعندما طلت بمظهرها الباهي رفع بصره إليها أتسعت حدقتيه وغر فاهه ثم أطلق صفيرا كدليل علي إعجابه بأميرته الساحرة ما زاد خجلها وتوردت وجنتيها أكثر همست له وهي تمسك بجانبي الثوب
أقترب منها وهمس أمام وجهها
_ ده الفستان بقي أجمل و أنتي جواه تبارك الله في جمالك يا شمسي.
وضعت كفها علي فمها من الخجل الذي لا يفارقها لتأتي الفتاة التي تعمل بالمتجر قاطعة لأجوائهم الوردية قائلة
_ خلاص استقريتي يا عروسة علي الفستان ده
أومأت لها الأخرى وقالت
_ اه إن شاء الله.
_ أتفضلي غيريه عقبال ما أكتب لحضرتك فاتورة بالعربون والإستلام هيبقي يوم الفرح الصبح إن شاء الله.
الفصل الثاني
كانت في طريقها إلي خارج مبني المركز التعليمي نظرت إلي شاشة هاتفها حيث كانت قد تركته علي الوضع الصامت كما آمرهم المعلم وجدت الكثير من الاتصال من أحمد و والدتها فأجرت الاتصال بوالدتها لتطمأنها إنها قادمة ولكن سوف تذهب إلي أقرب مكتب تصوير المستندات حتي تقوم بتصوير أوراق المراجعة لصديقتها إسراء ثم تذهب لحماها و تتركها لديه.
وقبل أن تنشغل بما ستقدم عليه تذكرت اتصال أحمد أكثر من عشر مرات فقامت بمهاتفته لكن تلقت رسالة مسجلة بأن الرقم غير متاح عبئت صدرها بالهواء ثم أطلقته زفيرا وهي تنظر إلي الساعة لتجدها السابعة مساء حيث أسدل الليل سواده المعتم و أصبحت الطرقات هادئة وشبه خالية من المارة هكذا طبيعة حال أهل القرية بعد صلاة العشاء الكل يذهب إلي منازلهم ويعم السكون وأصوات حفيف أوراق الشجر وصوت صرصور الحقل يصاحبه أصوات الضفادع المزعجة حيث ينتشرون في مجري الترع المائية.
كانت سريعة الخطي حتي تلحق بمكتب التصوير
قبل إغلاقه وصلت إليه وهي تلتقط أنفاسها قائلة بتهدج
_ السلام عليكم يا عم سامح معلش صور لي الملزمة دي نسخة.
أجاب الرجل وهو يرمقها باعتذار
_ أنا آسف يا شمس يا بنتي والله الحبر بتاع الماكينة لسه خلصان زي ما أنتي عارفه ده موسم تصوير ملازم وأوراق مراجعة الامتحانات وكان النهاردة عندي ضغط كبير علي المكن لحد ما كل مخزون الحبر الي عندي كله خلص تعالي لي بكرة بعد الضهر إن شاء الرحمن.
أومأت له وقالت
_ إن شاء الله.
وذهبت إلي طريق العودة إلي منزلها لكن أستوقفها انقطاع التيار من أعمدة الإنارة في الطريق الرئيسي تأففت لأنها ستضطر أن تسلك الطريق الآخر الذي تمقته بسبب انتشار المنازل المهجورة القديمة وهيئتها المرعبة في الليل.
أخذت تردد آيات الله لاسيما آية الكرسي و تتحاشي النظر إلي تلك المباني المخيفة مهلا هل سمعت للتو صوت
متابعة القراءة