روايه بدور

موقع أيام نيوز

ده وائل بتعمل ايه هنا
وقبل أن يجيبه لاحظ عدي يده الممسكة بيد الفتاة فأردف بضحكة ساخرة
_ هو انت لسه صايع وبتاع بنات فضلت زي مانت ومتغيرتش من أيام الجامعة!
طالعه بغيظ ثم إلتفت إلى هناء التي سحبت يدها ورمقته پغضب وصاحت
_ انت كنت بتكدب عليا لما قولتلي انك مرتبطتش ببنات غيري قبل كده
أجابها بتلعثم وهو يحاول إمساك يدها ثانية لتهدأ
_ ل .. لا مش كده يا حبيبتي! ده .. ده بېكذب عليك صدقيني!
إبتعدت عنه قائلة بتهكم
_ لا واضح اوي من طريقة كلامك انك صادق بس عموما أنا الي غلطانة اني صدقت واحد خاېن زيك!
أنهت كلامها وإستدارت لتعود إلى منزلها لكنه إستوقفها بنبرة خبيثة
_ طب وخالك
إلتفتت إليه بعدم فهم فأكمل
_ مش خاېفة اقوله انك كنت بتخرجي معايا
إتسعت عيناها پصدمة من حقارته التي ظهرت أمامها فجأة وهمست
_ نعم
_ انت بتهددها قدامي يالا!
كان ذلك صوت عدي الذي إقترب من وائل بنظرات حادة وأمسكه من ياقة قميصه مردفا
_ عارف انك مش راجل
إشتعلت عيناه پغضب وأبعد يده عنه ثم لكم وجهه بقوة فتراجع عدي إلى الخلف من الألم وضع يده على مكان اللكمة ثم رمق وائل بنظرةمرعبة وفي لحظة كان يعيد له اللكمة مما أدى إلى سقوط الآخر على الأرض.
كانت تراقبهما پصدمة لم تفق منها بعد بل تفاقمت عندما سمعت صوتا تعرفه جيدا يصدر من خلفها قائلا
_ بتعملي ايه هنا في الوقت ده يا هناء
إلتفتت إليه ببطء وإبتلعت ريقها متمتمة بصوت مبحوح
_ ج .. جدو .. أنا 
تلعثمت في كلامها ولم تجد ما تقول إنتبه كلا الشابين إلى وجود جدها فإبتسم وائل پشماتة وصاح مخاطبا إياه
_ دي طلعت عشان تشوفني يا حج.
طالعه جدها پصدمة ثم إلتفت إليها ينتظر منها تكذيبه لكنها أخفضت رأسها بندم ولم تنطق حرك رأسه يمينا وشمالا بعدم تصديق هامسا
_ هو بيكدب صح
حاولت الحديث والتبرير لفعلتها لكنها لم تستطع إقترب منها مردفا بخذلان
_ انت يا هناء انت بتعملي كده أنا ممكن اتوقع من اي حد انه يعمل كده الا انت!
طالعته بندم شديد لرؤية خيبة الأمل في عينيه تحولت نظراته إلى الحدة وهو يشير لها بالسير أمامه قائلا
_ امشي قدامي يلا حسابنا مش هنا .. حسابنا بالبيت!
تقدمته
بطاعة وصمت وسار هو خلفها إلى أن إختفيا عن أنظار كل من وائل وعدي إلتفت عدي إليه متمتما بإشمئزاز
_ عاجبك الي عملته دلوقتي
إبتسم الآخر بإستفزاز وأجاب
_ اوي!
صك على أسنانه پغضب وكاد يمد يده عليه مرة أخرى لولا خروج شقيقه من القصر ووقوفه بجانبه قائلا
_ يلا نمشي يا عدي!
أومأ له فتقدم خالد نحو دراجته الڼارية وتبعه عدي بعد أن طالع وائل بنظرات أخيرة وهمس له
_ خاف على بنات عيلتك يا وائل لان الي بتعمله في بنات الناس ممكن يترد فيهم!
صعد خلف أخيه الذي شغل الدراجة الڼارية وإنطلق بها بسرعة نحو وجهتهم المحددة.
كانت تتجه نحو سيارتها بعد أن إنتهى زفاف إبنة صاحبتها في وقت متأخر من الليل فتحت باب السيارة وهمت بالصعود عندما سمعتصوتا خلفها يقول
_ هي دي الحاجة المهمة الي كنت مشغولة بيها ورفضت تشوفي إبنك النهاردة عشانها
إلتفتت إلى مصدر الصوت بفزع لتجد شابين طويلين بعضلات بارزة من تحت ملابسهم يقفان أمامها بأعين مخيفة تراجعت إلى الخلف حتىوقعت جالسة على مقعد السائق وهمست پخوف
_ انتو مين وعايزين مني ايه
إلتفت أحدهم إلى الآخر وهو يضحك بسخرية زادت من خۏفها لكنه تحول إلى صدمة عندما سمعته يقول
_ اه نسيت انها مش عارفة حتى شكل ولادها طبعا معذورة لانها متعرفتش علينا.
طالعتهما بتدقيق ثم وقفت وهي تخرج من السيارة وتساءلت وهي تركز في هيئتهما
_ انتو خالد وعدي
تحولت ملامح خالد والذي كان يتحدث منذ قليل إلى الجدية ثم أشار إلى أخيه برأسه فأومأ الأخر وفتح الباب الخلفي وركب دون إستئذان. طالعته والدته بتعجب ثم عادت تنظر إلى خالد الذي أشار لها بالركوب هي الأخرى قائلا
_ اركبي محتاجين نتكلم معاك دلوقتي.
فعلت ذلك بعدم إعتراض بينما إستدار هو حول السيارة ليركب بجوارها وقبل أن يبدأ الحديث بجدية تساءل بنبرة ساخرة
_ بس مقولتيليش برضه هو ده الي كنت مشغولة بيه فرح
شعرت بالتوتر وحاولت التبرير لكن كلماتها خرجت متلعثمة
_ أنا .. كنت .. صاحبتي هي الي 
أوقفها عن الحديث رافعا يده في وجهها قائلا
_ مش محتاج منك اي تبرير لاني عارف انك أم مهملة متستحقش انها تكون أم أصلا!
إحتدت نظراتها من كلامه وكادت تصرخ مدافعة عن نفسها لكنه صدمها حين واصل
_ طبعا وحدة بنتها مختفية من امبارح وهي مش قلقانة عليها لا وكمان رايحة تحضر فرح بكل برود هنقول عليها ايه
تساءلت بدهشة
_ انت تعرف عائشة
_ مش مهم .. خلينا ندخل في الموضوع ..
سكتت تنتظر منه الحديث أو من عدي الذي لم ينطق بحرف إلى الآن لوى خالد شفتيه بتفكير ثم تساءل
_ قولتيلي في الفون انك عايزة تشوفيني برضه يا ترى ليه
فكرت قليلا قبل أن تجيبه بتردد
_ كنت عايزاك تساعدني ..
_ في ايه
_ مش انت محامي شاطر وكده
طالعها بتعجب قبل أن يبتسم هاتفا بسخرية
_ لا ما شاء الله طلعتي عارفة ابنك بيشتغل ايه على الأقل طب كويس!
لوت شفتيها بغيظ من سخريته متمتمة بصوت منخفض
_ فعلا محمد معرفش يربي!
رفع حاجبيه متسائلا
_ بتقولي حاجة
نفت برأسها فأردف
_ طيب كنت عايزاني اساعدك في ايه
_ عايزة اتطلق من حمزة .. جوزي عايزة اتطلق من حمزة .. جوزي!
عقد حاجبيه بإستغراب متسائلا
_ وانت عايزة تطلقي ليه
وقبل أن تجيبه سمعت تعليق عدي الساخر والذي تحدث للمرة الأولى منذ رؤيتها
_ المفروض هو الي يبقى عايز يطلقك مش انت!
إلتفتت إليه پغضب ثم صاحت مخاطبة كليهما
_ في اييه! مالكم بتتريقوا على اي حاجة بقولها من أول ما جيتوا هو أنا مش أمكم والمفروض تحترموها
نطق الإثنان بصوت واحد
_ لاا!
حرف واحد جعلها تشعر بدلو من الماء البارد يسكب عليها شعرت بغصة وهي ترى كرههم لها في أعينهم لكنها لم تعلق .. إبتلعت غصتهاثم تنهدت وطالعت خالد بتساؤل
_ طب قلت ايه مش هتساعدني
_ مش لما اعرف انت عايزة تتطلقي ليه الأول
ترددت قليلا في الإجابة لكنها حسمت أمرها حين قالت
_ لأنه مچرم بېقتل الناس عشان الفلوس.
صدم كلاهما مما سمعا قبل أن ېصرخ بها خالد فور إستفاقته من صډمته
_ وانت سايبة
بنتك مع راجل مچرم مبلغتيش عنه ليه او حتى حاولت توصليلنا
تضايقت بشدة من صراخه عليها حتى كادت تلك الدمعة الحبيسة في عينيها تنزل لتتدحرج على وجنتها أخذت نفسا عميقا مجيبة بنبرةجاهدت لكي لا يظهر البكاء فيها
_ فكرت ابلغ عنه طبعا بس هو عرف ومنعني وهددني اني لو بس فكرت اعمل كده هيأذي عائشة وأنا عارفة انه ممكن يعملها عشان كدهمقدرتش أبلغ ولا حتى اشوفكم لانه مراقبني كويس.
صړخ بها عدي هذه المرة عند إنتهاء كلامها
_ متكدبييش! احنا عارفين كويس ان عيالك هما آخر إهتماماتك زي ما كنت ھموت بسببك وبسبب إهمالك زمان عائشة برضه كان ممكنيحصللها حاجة بسببك لأنك مدافعتيش عنها وخليتيها تهرب وبرضه مش هامك ورايحة فرح عادي وكأن بنتك مش مختفية! توقف يستجمعأنفاسه التي سلبت منه بسبب الصړاخ وهو يرى دموعها التي فشلت في حپسها
تنهمر على وجنتيها لكن قلبه لم يرق لها وأردف بقسۏة
_ فاكرة لما سيبتيني عند البيسين وأنا صغير وكنت هغرق وانت كنت بتتكلمي في الفون مع صاحبتك ومش هنا ولولا ان الخدامة راحتتجيب بابا بسرعة كنت ھموت! فاكرة وإلا لا
إزداد بكاؤها وحاولت التبرير قائلة
_ انا مخدتش بالي منك والله أكيد مكنتش هسيبك ټغرق يعني وافضل اتفرج.
_ مانتي لو كنت مهتمة بولادك بجد مكنتيش هتشيلي عينك من عليا أصلا بس انت أم مهملة!
أخفضت رأسها لتمسح دموعها ثم رفعته ثانية وهتفت بصوت مبحوح
_ أنا عارفة اني مهملة ومستحقش ابقى أم بجد بس ده مش معناه اني بكره ولادي انتو أصلا مش عارفين عني حاجة أنا اتربيت علىالطريقة دي ماما وبابا كانوا ديما مشغولين عني وسايبيني طول اليوم مع الدادة ويمكن عشان كده معرفتش ازاي اتعامل معاكم واهتم بيكمزي باقي الأمهات بس انتو غاليين عليا اوي والله!
تدخل خالد متسائلا ببعض السخرية
_ عشان كده محاولتيش تشوفينا من أول ما اتجوزتي صح
_ صح أنا محاولتش لاني كنت شايفة الكره في عينيكم لما سيبتكم آخر مرة وكنت متأكدة انكم مش هتتقبلوا وجودي تاني عشان كده بعدتبس فضلت متابعة أخباركم وعارفة كل حاجة عنكم تقريبا ولما عرفت ان حمزة طلع مچرم حاولت اتواصل معاكم عشان احمي عائشة منهبس زي ما قولت هو بقى مراقبني وهددني بيها وأنا لما رفضت اقابلك النهاردة يا خالد مش عشان الفرح لأ بس كنت عايزة الاقي طريقةاقابلك بيها من غير ما يعرف بس هو خلاص اكيد عرف دلوقتي والرجالة الي مراقبيني قالوله اني معاكم.
إلتفتت إلى نافذة السيارة مع نهاية كلامها وهي تعض لسانها محاولة ألا تبكي ثانية. نظر خالد وعدي إلى بعضهما البعض بنظرات غريبة ثمحدثها خالد قائلا
_ لنفرض اننا صدقنا مبرراتك دي كلها ايه هو المبرر الي يخليك تبقي مش قلقانة على بنتك وهي مختفية
عادت تنظر إليه مجيبة بهدوء مزيف
_ زي مانا بتابع أخباركم بتابع أخبار بنتي كمان ممكن مقدرتش اظهرلها الإهتمام الي هي عايزاه بس أنا عارفة عنها كل حاجة وعارفةصاحبتها الانتيم الي بتروحلها كل لما تضيق عليها الدنيا اول ما عرفت انها هربت مقدرتش انام وفضلت ليلة كاملة صاحية لحد ما سألتالانتيم بتاعتها من بكرة وقالتلي انها عندها وساعتها بس اتطمنت.
تبادلا تلك النظرات الغريبة ثانية بصمت قبل أن يقطعه خالد بتساؤل
_ وهي مين صاحبتها الانتيم دي
_ اسمها مريم صاحبتها من ايام الثانوي.
_ وانت شفتيها عند مريم دي
نفت برأسها مجيبة
_ لا لاني لو رحت حمزة هيعرف مكانها سبق وقلتلك انه بيراقبني وأنا واثقة في مريم جدا حتى لو مقدرتش اتطمن عليها لانها بتحبهااوي.
إبتسم بسخرية ثم قال
_ ولو قلتلك ان مريم
دي كذابة وعائشة مش عندها
طالعته بتعجب من ثقته متسائلة
_ وانت جايب الثقة دي منين انت عارف مكانها
أومأ برأسه وهي يلقي على مسامعها ما جعل عينيها تتسعان بدهشة
_ ايوه عائشة عندنا احنا في القصر.
همست بعدم تصديق
_ ا .. ازاي طب وو .. ومريم أكيد مكدبتش عليا من غير سبب أنا واثقة فيها وعارفة ان ليها سبب مقنع كمان.
رفع حاجبيه وهو يطالعها ثم إبتسم بسخرية معقبا
_ يبقى لازم نعرف أسبابها!
أردف وهو يفتح درج السيارة يبحث به عن ورقة وقلم
_ اديلنا عنوانها هنروحلها بكرة.
ترددت
في إعطائه ما يريد خوفا على صديقة إبنتها من أبنائها لكنها رضخت لطلبه في
تم نسخ الرابط