روايه بدور

موقع أيام نيوز

المكتب 
_ هو كلامك كان مقنع بجد بس خالد هيعمل الي في دماغه عندا فيك مش أكتر .. ابن عمي وعارفه !
_ وأنا مش هستنى لحد ما تحصل حاجة بسببه أنا هخلي رسلان يوقفه .
قالت كلماتها تلك وخرجت من غرفة المكتب باحثة عن رسلان حتى وجدته ينزل من الدرج متجها ناحية قاعة الجلوس فأوقفته سريعا 
_ استنى يا رسلان !
إنتبه رسلان إليها وتساءل باستغراب 
_ مريم بتعملي ايه هنا 
_ كنت جاية عشان اخد الكتب الي نسيتها في عربيتك بس كويس اني جيت وعرفت الي عرفته ..
_ عرفت ايه 
تساءل رسلان بعدم فهم فأمسكت مريم بيده وسارت بها ناحية الدرج ثانية قائلة بجدية 
_ تعال نطلع فوق في موضوع مهم لازم نتكلم فيه .
_ هاا في ايه 
جلست مريم على سرير رسلان وهي تستمع إلى سؤاله فأجابت بغيظ 
_ في اني حذرتك قبل كده من انك تستغل ليلى عشان تخلي بدور تغير عليك .
عقد حاجبيه بإستغراب ثم هتف ببراءة 
_ بس أنا معملتش كده !
_ ابن عمك هو الي عمل ولما كلمته قالي انت بالذات متدخليش وقال اني مش طايقة بدور ومش عايزة الجوازة دي تحصل !
نطقت بتلك الكلمات بضيق وفهم رسلان أنها تقصد خالد فقال بهدوء 
_ سيبك منه المهم ان أنا عارف انك عايزة تساعديني وان الكلام ده غلط .
_ مشكلتي مش بس في الي قاله أنا خاېفة يبقى السبب في رفض بدور وهو مش حاسس .
أومأ برأسه بتفهم وظهرت شبه إبتسامة على وجهه حين قال 
_ مع ان موضوع الغيرة ده عاجبني بس هتكلم معاه فيه متقلقيش .
إبتسمت برضا ثم قالت وهي تمد يدها إليه 
_ طب اديني مفتاح العربية دلوقتي عشان اخد حاجتي وامشي .
_ لا أنا هجي معاك واوصلك مينفعش تروحي لوحدك والدنيا بقت ظلمة .
قالها وهو يأخذ مفتاح سيارته فأومأت برأسها وخرجت من غرفته لتسبقه إلى الأسفل لكنها توقفت أمام غرفة بدور وقررت أن تحدثها قليلاقبل مغادرتها فطرقت الباب منتظرة الرد إلا أنه لم يصلها .
إلتفتت إلى رسلان الذي جاء خلفها وحدثته بهدوء قبل أن تفتح الباب وتدخل الغرفة 
_ استنى هنا دقيقة .
أغلقت الباب خلفها بعد دخولها فإنتبهت إلى بدور التي كانت تنام على بطنها وتغرس وجهها بالوسادة إقتربت منها متسائلة 
_ بدور انت كويسة 
رفعت بدور رأسها عن الوسادة لتنتبه مريم إلى وجنتيها المحمرتان بشدة فهتفت 
_ ايه ده انت وشك أحمر اوي كده ليه 
_ قالي يا روحي !
همست بها بدور بصوت منخفض فرفعت مريم حاجبيها متسائلة بتعجب 
_ ايه مين الي قالك كده 
أجابت بدور بنفس نبرتها السابقة 
_ رسلان ..
إبتسمت مريم
عندما إستوعبت الأمر وأن إحمرار وجنتيها كان نتيجة خجلها ورغم جهلها لما حدث بينهما إلا أنها هتفت بمرح 
_ يعني كل الكسوف ده عشان قالك يا روحي امال لو قالك بحبك هتعملي ايه 
أخفضت بدور رأسها وبسمة خجولة إحتلت ثغرها ثم رفعته بعد ثوان قائلة بجدية 
_ أنا موافقة على رسلان وهبلغ بابا النهاردة ..
بينما في الخارج كان رسلان يستند على الجدار المجاور لباب غرفة بدور ينتظر مريم حتى خرجت بعد دقائق وعلى ثغرها إبتسامة سعيدةحاولت إخفاءها وهي تحدثه قائلة 
_ يلا بينا ..
في صباح الغد إستعد رسلان للإنطلاق بسيارته بعد جلوس أمجد على المقعد الذي يجاوره عندما فتح الباب الخلفي وركبت من خلاله بدوربكل هدوء .
رفع حاجبيه بإستنكار بينما إلتفت أمجد إليها متسائلا 
_ انت بتعملي ايه 
رفعت كتفيها مجيبة ببرود 
_ رايحة معاكم عشان نقابل الست الي شبه ماما .
ألقت بنظرة مغتاظة نحو رسلان عند نهاية كلامها فقال ببرود مشابه لبرودها 
_ بس أنا موافقتش تروحي معانا .
_ وأنا مش هسيبكم تروحوا من غيري !
قالتها بحنق وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها بعناد فتنهد أمجد وهمس مخاطبا رسلان 
_ خليها تروح معانا يا رسلان مش هتحصل حاجة لو راحت .
أومأ رسلان بعدم إقتناع ثم ألقى عليها نظرة أخيرة قبل أن ينطلق بسيارته ناحية عنوان تلك المرأة والتي إستطاع معرفته عن طريق أحدأصدقائه الظباط ..
وصل بعد قرابة النصف ساعة تقريبا ثم توقف بالسيارة أمام فيلا صغيرة ذات طابق واحد في حي متواضع ليلفت إنتباه كل من أمجد وبدوراللذان علما أن هذا هو مكان إقامتها .
نزل ثلاثتهم وإقترب رسلان من باب الفيلا الخارجي ورن الجرس ثم تبادل النظرات معهم وكل واحد منهم يخفق قلبه بقوة ظنا منهم أن هذاالباب هو الفاصل بينهم وبين معرفة الحقيقة الكاملة .
فتح الباب بعد ثوان قليلة بدت لهم وكأنها دقائق طويلة ثم ظهرت من خلفه تلك المرأة والتي هتفت بدور فور رؤيتها 
_ ماما دخلت القصر رفقة أمجد ورسلان وهي شاردة بما حدث قبل قليل عند ذهابهم لتلك المرأة وحديثهم معها .. إنتبه أمجد لشرودهافوضع يده على كتفها متسائلا 
_ بتفكري في ايه 
رفعت بدور نظرها إليه وحدقت به قليلا ثم إبتسمت قائلة 
_ ولا حاجة أنا بس مبسوطة لان ماما طلعت بريئة !
سكتت قليلا تراقب إبتسامة أمجد التي ظهرت على ثغره هو الآخر ثم أردفت بحماس 
_ احنا لازم نقول لبابا الي حصل بسرعة لازم يعرف ان ماما معملتش حاجة من الي هو فاكره .
إلتفتت إلى رسلان الذي كان شاردا هو الآخر ولكنها لم تنتبه لذلك وتساءلت مخاطبة إياه 
_ انت هتروح الشركة النهاردة صح يعني هتشوفه وهتقوله الي حصل ..
_ مش عارف .
ظهر الإستغراب على وجهها كما ظهر على وجه أمجد والذي إستفسر بتعجب 
_ يعني ايه مش عارف احنا لازم نقوله .
أومأ رسلان برأسه مردفا بتفكير 
_ عارف بس أنا مش عايزه يحس بالذنب لانه ظ لمها لما يعرف الحقيقة .
تبادل كل من أمجد وبدور النظرات الحائرة وإلتزما الصمت حتى تحدثت بدور بعد ثوان بتساؤل 
_ يعني ايه احنا هنسيبه على عماه 
نفى رسلان برأسه قائلا 
_ لا طبعا ! لازم يشيل الفكرة الۏحشة الي اخدها عن ماما من دماغه بس .. مش هقدر اكون السبب في
احساسه بالذنب .
فكرت بدور قليلا ثم قالت بإقتراح 
_ طب هتكلم معاه أنا لما يرجع .
تطلع إليها لثوان ثم نفى برأسه معترضا 
_ لا خلاص هقوله أنا . وقف بعد نهاية كلامه وصعد إلى غرفته ليستعد للذهاب إلى الشركة تاركا بدور تطالع أمجد بترقب ثم تساءلت 
_ هنعمل ايه احنا دلوقتي 
رفع كتفيه بجهل ثم فكر قليلا قبل أن يهتف 
_ ايه رايك نطلع شوية أنا زهقت ..
أومأت برأسها بإستحسان صائحة 
_ وأنا موافقة يلا بينا بقى !
دخلت عبر الباب المؤدي إلى المطبخ مباشرة وهي تمسك كف شقيقها الصغير وتلقي عليه تلك الكلمات للمرة الرابعة منذ خروجهم من البيت 
_ بص انت هتقعد جنبي ومتتكلمش خالص ومتتحركش من مكانك خالص اوك 
أومأ سيف برأسه وتمتم بضيق 
_ على فكرة دي رابع مرة تقوليهالي وأنا كل مرة بقولك حاضر حااضر مش هتحرك من مكاني خااالص !
إبتسمت رحمة برضا ووصلت حيث تقف والدتها مع إحدى الخادمات وصاحت 
_ ماما احنا جينا .
إنتبهت كريمة إلى وجودهم فإبتسمت لهما بحب وقالت 
_ اهلا وسهلا بيكم .
ثم إنحنت فجأة لتحمل سيف بين ذراعيها تحت تذمره من معاملتها له كالطفل الصغير وهتفت بمرح 
_ وحشتني اوي يا سفسف .
زفر بضيق من ذلك اللقب الذي تطلقه عليه دائما وكاد يعترض لولا إنتباه الجميع إلى دخول ليلى المطبخ وهي تصيح بصوت عال 
_ هو مفيش حد في القصر والا ايه أنا مش سامعة صوت حد ..
إنزعجت الخادمات من صوتها العالي وأجابت كريمة ببسمة متكلفة وهي تنحني ليقف إبنها على الأرض 
_ كلهم راحوا للشغل يا آنسة ليلى وعبد الرحمن بيه خرج تقريبا ومفيش غيرنا احنا وعائشة وبراءة
بس تلاقيهم دلوقتي نايمين !
تأففت ليلى بضيق ثم جلست على إحدى الرخامات وتحدثت بتكبر مخاطبة كريمة 
_ طب اعمليلي فطار دلوقتي أنا جعانة !
طالعتها رحمة بقرف وصاحت 
_ انت بتكلميها كده ليه مش هتنقص منك حاجة لو قلتيلها ممكن تعمليلي الفطار لو سمحت ..
إلتفتت ليلى إلى رحمة التي كانت تحمل ملامح رقيقة أفسدتها عقدة حاجبيها الدالة على الڠضب فإبتسمت بإستفزاز ثم أجابت ببرود 
_ دي مجرد خدامة هنا ولما اقولها تعمل حاجة لازم تقولي حاضر وتنفذ يعني مش مضطرة اطلب منها حاجة بالطريقة الي انت قولتيليعليها .. وبعدين انت مين 
إزدادت عقدة حاجبي رحمة وإقتربت لتقف أمام ليلى مباشرة وهي تقول بشراسة 
_ ميغركيش وشي الي مبين اني كيوت وضعيفة المظاهر خداعة أصلا وأنا مش هسمع حد يهين ماما واسكت !
رفعت ليلى حاجبيها وواصلت إستفزازها قائلة 
_ اهاا انت بقى بنت الخدامة دي وأنا الي كنت فاكرة انك تبع واحد من شباب العيلة !
إشتعلت عيني رحمة وكادت تنقض عليها لولا إمساك كريمة لها لتمنعها ومحاولة بقية الخادمات للتفريق بينهما بينما خرج سيف من المطبخبخوف باحثا عن أي شخص يستطيع إيقاف ما سيحصل .. لكنه تفاجأ بشاب يجلس على أريكة بقاعة الجلوس ويمسك بذراعه اليسرى التيكانت ټنزف د ما وهو يعض على شفته السفلى پتألم .
إرتعب سيف من منظر الد م الذي رآه ففلتت صړخة من حنجرته رغما عنه لفتت إنتباه من كانوا بالمطبخ ليركضوا إلى الخارج پخوف .. وقفترحمة بجانب سيف وهي ترى الدما ء التي ملأت قميص ياسر بينما تابعت كريمة طريقها نحوه مرددة پخوف 
_ ياسر بيه
! ايه الي حصل 
نظر إليها ياسر بطرف عينه وحاول إخفاء ملامح الألم عن وجهه وهو يراها تمسك بذراعه التي ټنزف تتفحصها ثم تصرخ بإحدى زميلاتها 
_ جيبيلي علبة الإسعافات بسرعة يا علياء !
ركضت علياء لتحضر ما طلبته منها وإقتربت ليلى لتجلس بجانب ياسر من الجهة الأخرى ومسدت على ذراعه السليمة قائلة بقلق 
_ انت كويس صح هو ايه الي حصل 
أومأ ياسر بهدوء مصطنع وأجاب 
_ مش عارف كنت ماشي في الشارع عادي فجأة لقيت واحد ضر بني برصاصة على دراعي لما بصيتله حسيت انه اتفاجأ وبعدها هربأعتقد انه كان قاصد حد تاني وضر بني أنا بالغلط !
كانت علياء قد حضرت بعلبة الإسعافات الأولية عند نهاية كلامه فصاحت ليلى مخاطبة كريمة 
_ انت قاعدة كده ليه اتحرك اعملي حاجة لجرحه !
إلتفت ياسر إلى كريمة فوجدها تنفي برأسها ويديها ترتعشان إستغرب ذلك وكادت ليلى تصرخ بها ثانية لولا رحمة التي تدخلت قائلة بهدوء 
_ ماما عايزة تقول انك لازم تروح لدكتور عشان يطلعلك الړصاصة .
تجاهل ياسر كلامها وكذلك وجودها ثم وقف قائلا قبل أن يتجه للخروج من القصر 
_ أنا هتصرف لوحدي محدش ليه دعوة بيا
!
إبتعد عن أنظارهم وكاد يعبر الباب الرئيسي للخروج لولا صوت سيف الذي أوقفه وهو يهتف بقلق 
_ استنى يا عمو !
إستدار إليه ياسر وطالعه بإستغراب بينما واصل سيف ببراءته التي ټخطف القلوب 
_ انت هتروح المستشفى
تم نسخ الرابط