روايه بدور

موقع أيام نيوز

مفكرا في أنها لا تصلح أن تكون زوجة أو أما بالنسبة له !
تنهد بضجر وحاول التركيز في عمله ونسيانها ولكن قاطعه عن ذلك سماعه لطرقات على الباب تلاها دخول شخص لم يتوقع كما لم يحبذوجوده
الآن .
إقتربت منه بثينة بإبتسامة لم ترحه ووقفت أمام مكتبه قائلة 
_ أنا عايزة اتكلم معاك شوية ممكن 
زفر محمد بضيق فهذا ليس وقتها على الإطلاق لكنه لم يرد إحراجها فأومأ موافقا وأشار لها بالجلوس .. جلست قبالته بهدوء وإلتزمتالصمت لثوان قبل أن تقطعه متسائلة 
_ عامل ايه 
_ كويس ..
نفت برأسها وهي ترمقه بطريقة غريبة قائلة 
_ لا مش كويس واضح انك متأثر من انفصالك عنها مش كده 
رفع محمد أحد حاجبيه بإستغراب تحول إلى حدة ظهرت بعينيه وصاح 
_ عايزة ايه من الاخر يا بثينة 
فركت بثينة أصابعها وهي تنظر إليه بتوتر لا تدري إن كان ما ستقوله صواب أم أنها ستهين نفسها .. لكنها لا تريد أن تضيع حبيبها منبين يديها بعد أن سنحت لها الفرصة لتمتلكه .. ذلك الذي أقنعت نفسها كما أقنعتها والدتها بأنه سيكون لها .. أخذت نفسا عميقا ثم قالتبسرعة 
_ أنا عايزاك تتجوزني !
إتسعت عينا محمد پصدمة من عرضها المفاجئ لكنه سرعان ما عقد حاجبيه متحدثا بحدة 
_ انت عارفة انت بتقولي ايه 
أبعدت عينيها عنه ولم تجبه فزفر هو پغضب ثم حاول إستعادة هدوئه وهتف بنبرة لم تخلو من الحدة 
_ أنا مش عارف انت متمسكة بيا كده ليه بس عايزك تعرفي انك بالنسبالي بنت عمتي وبس ونظرتي ليك مش هتتغير خالص ولا هعتبركحبيبة ولا هقدر افكر مجرد تفكير اني اتجوزك !
شعرت بكلماته تصيبها بشدة وقبل أن تتفوه بحرف واحد دفاعا عن نفسها سبقها هو مردفا 
_ حافظي على حبك للي يستاهلك يا بثينة وانسيني وبلاش تمشي ورا كلام عمتي عمتي دايما بتحب كل حاجة تقولها تحصل ومش هتفكرانها كده بتكون سبب في إهانة كرامتك .
أخفضت رأسها وهي تشعر بأنه يهدم فرصها للحصول عليه بكلامه هذا ورغم عدم إقتناعها تماما بما قاله إلا أنها وقفت ثانية وتمتمت قبلأن تغادر 
_ تمام أنا أسفة على ازعاجي ليك واوعدك اني هنساك ومش هفكر اقرب منك خالص بعد كده ..
.
أفاقت من شرودها بالماضي عندما وجدت نفسها تقف أمام خالها وعائلته الكبيرة بعد أن دخلت القصر صحبة إبنتها وقعت عينها عليه وهويقف بعيدا ويشيح بوجهه عنها شاعرا بالضجر لوجودها .. لم تره منذ ذلك اليوم سوى في حفل زفافها من إبن صديق والدها والذي قبلت بهدون تفكير رغم رفض والدتها محاولة أن تنساه به .. وللحق فإن زوجها نجح وبجدارة في أخذ عقلها وتفكيرها وكذلك قلبها لكن القدر أصرعلى معاقبتها بمرضه وهاهي الآن مضطرة للسفر معه بحثا عن علاج له وترك إبنتها الواقفة بجوارها بين عائلة خالها .
بدأ الجميع بالترحيب بها لكنه كان ترحيبا باردا كما توقعت إنتهى برؤيتها لرسلان الذي ألقى عليها السلام بجمود ثم إبتعد ليشير إلىفتاتين لم يسبق لها رؤيتهما لتتبعاه إلى خارج القصر .
عضت على شفتيها بندم وهي تذكر معاملتها السيئة معه منذ علمت عن طريق الصدفة بأنه إبن غير شرعي .. هي الآن نادمة على أشياءكثيرة فعلتها قالتها أو شعرت بها بسبب طيشها عندما كانت لا تزال شابة .. والآن خۏفها الأكبر من أن تكون إبنتها بذات طيشها فقدلاحظت أنها تشبهها كثيرا في التصرفات لكنها وعدت نفسها بأنها ستهتم بذلك الأمر عندما تعود فقط من السفر ..
دخلت معهما تلك المكتبة الكبيرة بصمت وهي ترى حماس مريم الذي ظهر في عينيها فور رؤيتها لكمية تلك الكتب الموجودة بها وبدونشعور منها سحبت يد بدور وتعمقت داخلها بسرعة تاركة رسلان ينتظرهما عند المدخل .. توقفت بعد ثوان عند الرفوف التي تحمل الكتب ذاتالتصنيفات المفضلة لديها تحت إستغراب بدور منها .
إلتفتت إليها مريم أخيرا لتلاحظ إستغرابها ويدها التي لا تزال تمسك بها فسحبتها بسرعة متمتمة ببسمة صغيرة وإعتذار 
_ أنا أسفة أنا ببقى تلقائية لما اكون مبسوطة عشان كده سحبتك معايا من غير ما اخد بالي .
هزت بدور رأسها ومازالت على إستغرابها من لطف مريم المفاجئ لكنها إختارت إلتزام الصمت وظلت تتابعها وهي تمسك بالكتب بحماسوتقلبها بين يديها ثم تحدثت أخيرا 
_ هو انت بتقراي ايه بالضبط 
إلتفتت إليها مريم بإنتباه وقالت 
_ يعني التصنيفات الي بقراها 
_ اها 
_ بقرا رومانسي فانتازيا خيال علمي وساعات بقرا ړعب .
_ وبتستفيدي منها ايه 
تفاجأت مريم من سؤالها لكنها أجابت ببساطة 
_ هما فيهم حاجات كتيرة ممكن تستفيدي منها بس أنا بصراحة بقراهم للمتعة .
أومأت بدور برأسها ثم أردفت بتردد 
_ طب بما انك
بتقراي رومانسي كتير يعني انت .. خبيرة في أمور الحب وكده صح 
رمقتها مريم بتعجب ولكنها ورغم عدم خبرتها إلا أنها فعلت معها كما فعلت مع رسلان وإدعت الخبرة وهي تومئ برأسها بغرور وتقول 
_ ايوة أنا خبيرة طبعا لو عايزة تستشيري حد في الأمور دي فانت وصلت للشخص الصح !
أخفضت بدور رأسها بتفكير ثم رفعته قائلة بهمس 
_ طب اوعديني الاول ان الي هنتكلم فيه هيفضل سر بيننا .
_ اوعدك .
أخذت بدور نفسا عميقا ثم قالت 
_
أنا مش عارفة أحدد مشاعري ناحية رسلان أنا متعلقة بيه وده الي أنا متأكدة منه بس مش قادرة اتخيل اني مراته .. لما كنت عايشة معخالي كنت دايما بتمنى يبقى عندي اخوات اولاد عشان يحموني منه وفرحت اوي لما امنيتي الي كنت فاكرة انها مستحيلة اتحققت واول ماشفت رسلان حبيته كأخ ليا وحتى بعد ما عرفت الحقيقة فضلت نظرتي ليه هي نفسها .
سكتت لتأخذ نفسها ثم تابعت 
_ بس ساعات بحس برضه اني بحبه حب تاني بس في نفس الوقت مش عايزة اوافق عليه وأخسره كأخ شبه الي اتمنيته انت فاهماني 
نطقت بكلماتها الأخيرة بحيرة فأومأت مريم بتفهم مصطنع رغم أنها لم تفهم شيئا من كلام بدور الذي كان معقدا بالنسبة لها إلا أنها وجدتهافرصة مناسبة لتقنعها بالموافقة فتحدثت متصنعة الحكمة التي لم تلق بها 
_ أولا هو صحيح ان أبوك وأخواتك المفروض يكونوا سندك في الدنيا بس انت في الاخر هتتجوزي وتسيبيهم وهيبقى جوزك هو سندكبعدهم يعني لو خسړت رسلان كأخ هتكسبيه كزوج .. بس لو متجوزتيهوش أكيد هو مش هيوقف حياته عليك وهيتجوز واحدة تانية وهيبقىمهتم بيها أكتر منك .. تخيلي كده هيتجوز واحدة تانية !
لم تستطع بدور تخيل ذلك ولم تحاول أصلا فقد صبت كل تركيزها على جملة مريم أكيد هو مش هيوقف حياته عليك وهيتجوز واحدة تانية ولا تدري لماذا شعرت پألم في قلبها عند تفكيرها بأنه سيتخلى عن فكرة الزواج بها إن رفضته ولن يبقى متمسكا بها .
لاحظت مريم شرودها فظنت أنها تتخيل الأمر كما أخبرتها لكنها تفاجأت بها تبتسم لها بعد ثوان قائلا 
_ خلاص يا مريم شكرا ليك وآسفة على كل حاجة عملتها معاك من أول ما شفتك انت طلعت طيبة خالص !
إبتسمت مريم هي الأخرى وهتفت بمرح 
_ خلاص مش مشكلة سماح المرادي !
هناء رجعت خلاص متقلقيش 
أرسلت تلك الرسالة إلى بدور حتى لا تقلق ثم إلتفتت إلى إبنة خالتها وأختها الوحيدة لتجدها تنظر أمامها بشرود إبتسمت لها بحنانوجلست بجوارها هاتفة بمحاولة للتخفيف عنها 
_ القمر زعلان ليه 
إنتبهت إليها هناء وأجابت بحزن 
_ هكون زعلانة ليه يعني مانت شايفة حالتي ! أنا مش فاكرة حاجة يا دينا ولا حتى فاكراك أو فاكرة أي حاجة عديتها معاك !
إنعقد حاجبي دينا بحزن فهي أيضا تتألم لتلك الفكرة لكنها حاولت أن تبعث الأمل في نفس هناء وفي نفسها هي أولا فقالت بثقة 
_ متقلقيش ان شاء الله هترجعي تفتكري كل حاجة قريب .. خالو بيقول انه فقدان ذاكرة مؤقت .
أخفضت هناء رأسها دون رد وكادت تعود إلى شرودها لولا علا _ والدة دينا _ التي دخلت الغرفة وهي تحمل طبقا من الحلويات وقالت 
_ بصوا عملتلكم ايه !
قالت تلك الكلمات وهي تضع الطبق على حجر هناء فهتفت دينا بمرح 
_ اتعودي على الحاجات دي كل يوم عشان ماما بتحب تعملها دايما لدرجة انها كانت عايزة تشتغل في محل حلويات بس بابا الله يرحمهكان رافض انها تشتغل ..
رمقتها علا ببرود ولم تعلق فأردفت دينا بإستفزاز لم تقصده 
_ بصراحة مش عارفة ازاي اتقبلت رفضه بسرعة أنا لما اتجوز مش هسيب جوزي يقولي لا ولو ح 
قاطعتها علا بسخرية 
_ وانت هتتجوزي ازاي وانت كل ما يجيلك عريس ترفضيه بسبب ومن غير سبب ده حتى يامن الولد الحليوة رفضته مرتين مع انه شاريهاوكمان محترم وعنده فلوس يعني كان هيعيشها في جنة بس نقول ايه بس على البت الي مش بتقدر النعمة دي !
قالت كلماتها الأخيرة وهي تخرج من الغرفة وټضرب كفيها ببعضهما بحسرة بينما لوت دينا شفتيها بضيق وتمتمت وهي تذكر إختطافه لها
_ لا محترم اوي !
تطلعت هناء إلى دينا بإستغراب وتساءلت بعد تأكدها من خروج علا 
_ معلش بس هو مين يامن ده 
أجابت دينا وهي تشير بيدها إلى مكان عشوائي 
_ ابن عم صاحبتي الي ساكنين هنا جنبنا مش عارفة هو يعرفني ازاي بس بعد ما شفته أول مرة لقيته جه وخطبني بس أنا رفضت .
_ ورفضت ليه 
هزت دينا كتفيها مجيبة ببساطة 
_ مش عايزاه .
_ بس على
حسب كلام خالتو علا هو خطبك مرتين وشاريك صح 
أومأت دينا برأسها ثم أردفت 
_ بس أنا مش بحبه !
نظرت هناء إليها بتمعن ثم قالت 
_ انت بتحبي واحد تاني 
نظرت إليها دينا پصدمة لكنها أومأت برأسها ثم تساءلت 
_ عرفت ازاي 
رفعت هناء كتفيها قائلة 
_ توقع مش أكتر .. بس هو مين الولد الي بتحبيه ده 
_ واحد كان زميلي في الثانوية ..
_ يعني انت بتحبيه من الثانوي 
تساءلت هناء بدهشة فأومأت دينا بإيجاب وأردفت 
_ ايوة ومن اولى ثانوي كمان وهو برضه كان دايما بيلمحلي انه بيحبني بس من أول ما دخلت الجامعة مشفتوش .
_ طب حبيتيه ليه 
أجابت دينا بعد تفكير 
_ شخصيته جذبتني تحسي ان عنده كاريزما وفي نفس الوقت فرفوش والكل بيحبه !
أومأت هناء بتفهم ثم فاجأتها بسؤالها التالي بعد ثانيتين
من الصمت 
_ افهم من كلامك انه لو مظهرش في حياتك هتفضلي ترفضي العرسان الي بتجيلك لحد ما تعنسي 
_ هروح عند دينا الأول لما نرجع عشان اطمن على هناء ايه رايك تروحي معايا يا مريم 
قالتها بدور التي تجلس بجانب مريم بسيارة رسلان
في الخلف فأومأت مريم موافقة وهي تحاول كتم ضحكاتها على نظرات رسلان الحانقةلهما بسبب إصرارهما على عدم جلوس إحداهما بالمقعد الأمامي ليأخذا راحتيهما بالحديث فبدا وكأنه سائقهما الخاص .
لم تنتبه بدور
تم نسخ الرابط