روايه بدور
المحتويات
نطق أخيرا بعد ثوان بهدوء
_ أبوك دخل السچن يا عائشة .
قال ذلك ثم طالعها بطرف عينه مترقبا لردة فعلها لكنه تفاجأ بهدوئها رغم لمعة الحزن التي ظهرت بعينها للحظة . ظن أنها لم تسمعه فكرركلامه بقلق
_ عائشة بقولك أبوك دخل السچن !
أومأت برأسها مؤكدة له سماعها لما قال أغمضت عينيها غافلة عن تلك الدمعة التي نزلت على خدها وهمست بهدوء عكس حالتها
تنهد بحزن ثم سحبها لأحضانه وأخذ يربت على ظهرها بحنان حتى تحدثت هي بعد بضع دقائق
_ وماما
_ اتطلقت منه خلاص .
أومأت بتفهم ولم تنطق بحرف عم الصمت بينهما لبعض الوقت قبل أن يقطعه صوت طرقات على الباب .. إبتعدت عن شقيقها بإستغراب ثمهتفت بعد تبادلها النظرات معه
فتح الباب ليظهر منه ياسين بإبتسامته الهادئة ثم دخل وهو يلقي السلام قبل أن ينظر إليهما بإستغراب لوضعهما أخفضت عائشة رأسهابخجل يسيطر عليها كلما رأته بينما رمقه خالد بحاجب مرفوع وصاح
_ عايز ايه من أختي يالا
تجاهله ياسين وهو يجلس إلى جانبها من الناحية الثانية ثم قدم لها ورقة كانت بيده محافظا على نفس بسمته وهمس
أمسكت بها بتردد ونظرت إليها قليلا قبل أن تتورد وجنتاها بخجل وتخفض رأسها هامسة هي الأخرى بصوت يكاد يسمع
_ ش .. شكرا .
إختطف خالد نظرة نحو الرسمة رغم غيظه من تجاهل إبن عمه له لكنه تفاجأ به قد رسم أخته وهي تجلس في ركن من الحديقة وتلاعب طفلاكانت ملامحه مشابهة لملامح ياسين تماما .. تجاهل أمر الطفل وهتف بحدة مخاطبا إياه
أجابه
بهدوء مستفز وهو يمسك بيدها متسببا في إحراجها أكثر
_ كانت خطيبتي ودلوقتي بقت مراتي يعني يحقلي ابصلها زي مانا عايز .
عقد خالد حاجبيه بغيظ وفتح فاه بنية الصړاخ في وجهه لكنه صمت وهو يرى ياسين الذي تجاهله تماما وهو يحدث أخته بلطف قائلا
قال ذلك ثم رفع رأسه ينظر إلى جدران الغرفة التي إمتلأت بالصور التي كان يرسمها لها في فترة خطوبتهما وأردف
_ احنا لازم نلاقيلها مكان مميز هنا .
إغتاظ خالد بشدة وهو يرى تقربه منها وإمساكه ليدها ثم طريقة حديثه معها فوقف پغضب وإتجه نحوه ثم سحبه ليقف بمواجهته قائلا
_ تعالى ..
_ في ايه
_ محتاج اتكلم معاك في موضوع مهم .
قال ذلك وهو يسحبه ثانية إلى أن وصل إلى الباب لكن ياسين أبعد يده عنه ثانية وهتف
_ دقيقة واحدة !
_ انت بتعمل ايه يا
_ تعالى ياخويا تعالى في حسابات كتيرة لازم اصفيها معاك !
_ بس ده واد مستفز اوي يا بابا !
كان أدهم يستمع إلى حديث إبنته عن ذلك الضيف الذي يدعى سيف بإهتمام رغم أنه كان موضوعا تافها بالنسبة له إلا أن حديثها معهبطريقتها المحببة له يزيد من رغبته في الإستماع إلى كل ما تقول .
أنهت هي التعبير عن شدة حنقها منه لكن أعقبت حديثها بجملة أثارت إنتباهه
_ بس أنا بحسده بصراحة !
عقد حاجبيه بإستغراب وقلق وهو يرى بريق حزن في عينيها فتساءل
_ ليه
_ لان مامته بتحبه اوي وفضلت معاه كتير وهي كل شوية تسأله محتاج حاجة جعان زهقان ومسابتوش لوحده خالص .
أردفت بنبرة آلمته وهي تلوى شفتها السفلى
بتساؤل
_ هو أنا ليه معنديش ماما زيه
أخفض بصره للأرض وتنهد بضيق ثم رفعه ثانية وهمس
_ آسف !
عقدت حاجبيها بإستغراب وهمت بالإستفسار عن سبب إعتذاره لكنها وجدت عينيه تتسعان فجأة وكأنه إكتشف أمرا مهما للتو وأسرع يقول
_ يعني انت عايزة يبقى عندك ماما
أومأت بعدم فهم وترقب فأضاف بتردد
_ أنا ممكن اتجوز .. وحدة ممكن تعتبريها مامتك .
سكتت قليلا تطالعه بتفكير ثم تساءلت
_ يعني مرات بابا زي الأفلام
رفع أحد حاجبيه بعدم فهم وتابعها وهي تقوس شفتيها بإعتراض قائلة
_ لا لا ! أنا مش عايزة وحدة شريرة زي الي في سندريلا !
إبتسم على براءتها وقال
_ مش كلهم كده على فكرة ..
ثم رفع رأسه بتفكير قبل أن يخفضه ثانية مردفا بمرح
_ ايه رايك تختاريهالي انت
_ ازاي
بدا مترددا قليلا لكنه إتخذ قراره فتحدث
_ مين أكتر وحدة من البنات حاسة انك مرتاحة معاها
أجابت دون تردد
_ بدور .
_ غير بدور
فكرت قليلا ثم قالت
_ عائشة ..
_ غير عائشة برضه دي مرات ياسين وأنا عايز وحدة مش متجوزة .
فكرت أكثر ثم أردفت
_ رحمة !
ضيق أدهم عينيه قليلا يحاول تذكر صاحبة الإسم لكنه لم يستطع تطلع إلى براءة بحيرة متمتما
_ أعتقد اني معرفهاش بس مش مهم .. المهم ان انت موافقة تبقى مامتك
تساءلت بحاجب مرفوع
_ رحمة تبقى ماما
ضيقت عينيها بتفكير ثم نفت سريعا
_ لا لا مش موافقة كده الواد المستفز الي حكيتلك عنه هيبقى خالي وأنا مش عايزة كده !
زم شفتيه بحيرة ثم تساءل
_ طب مين أكتر واحدة مرتاحة معاها غير بدور وعائشة ورحمة دي
فكرت للمرة الثالثة قبل أن تجيب
_ سرين ..
إمتعض وجهه ولم يكلف نفسه عناء التفكير وهو ينفي برأسه معترضا
_ لا لا غير سرين أنا مش بطيقها
_ إيلين طيب رغم اني مش قادرة اتخيل انها ماما ..
نفى برأسه ثانية قائلا
_ دي برضه مش بطيقها .
أخفضت براءة رأسها بحيرة ثم رفعته ثانية متمتمة
_ كنت هقولك دينا بس دي تخص عمو يامن ..
زفر بقلة حيلة ثم تساءل
_ والباقي طيب مش مرتاحة معاهم
نفت برأسها مجيبة
_ مش بالضبط مريم وحدة بتحب الخناقات كتير وأنا بصراحة بنت هادية ومبحبش المشاكل وهناء بخاف منها ومن هدوءها ساعات وأناأصلا متكلمتش معاها خالص ومش عارفة هيبقى تعاملها معايا ازاي لو اتجوزتها .. ده لو وافقت أصلا !
ضړب أدهم رأسها من الخلف بخفة قائلا بتذمر مصطنع
_ وهترفض ليه متخلقتش لسه الي ترفضني أبوك مجنن البنات كلهم لو مش عارفة ..
قال كلمته الأخيرة وهو يمرر يده على شعره بغرور فضحكت براءة بخفوت ثم تساءلت بعد ثوان من الصمت
_ ممكن أعرف انت مش بتطيق سرين ليه
ألقى عليها نظرة سريعة ثم نظر أمامه وقد تغيرت تعابير وجهه وأجاب
_ لأنها مستفزة ده غير انها بتحشر مناخيرها في حاجات متخصهاش !
رفعت حاجبيها بإستغراب متمتمة
_ بس دي طيوبة خالص معايا وأنا بحبها !
لوى جانب شفتيه بضيق ولم يعلق .. أردفت براءة بعد ثوان بحماس
_ ايه رايك تصالحها وتتجوزها
وقفت أمام الباب تنتظر أي أحد يفتح لها حتى فتح أخيرا وظهر من خلفه رجل يبدو في الأربعينات لكنه مازال يحافظ على وسامته نظرإليها بإستغراب فأسرعت تهتف بتوتر
_ ااء أنا آسفة لاني جيت من غير معاد .. أنا بدور صاحبة دينا وكنت عايزة اشوفها !
إبتسم لها بهدوء ثم أفسح لها المجال للدخول مرحبا
_ اتفضلي يا بنتي انت مش محتاجة معاد عشان تجي أصلا .
إبتسمت له بدورها وسارت معه إلى الداخل متسائلة
_ انت خالها صح
أومأ برأسه مجيبا
_ ايوة تعالي معايا عشان اوريك اوضتها .
تمتمت سريعا
_ أنا جيت هنا قبل كده وعارفة مكانها ممكن اروحلها لوحدي .. لو مش هسببلك ازعاج يعني !
همست بجملتها الأخيرة بصوت منخفض وإحراج فنفى برأسه قائلا
_ ولا ازعاج ولا حاجة اتفضلي البيت بيتك .
إكتفت بإيماءة صغيرة ثم تركته وصعدت سريعا نحو غرفة صديقتها .. طرقت بابها وإنتظرت قليلا حتى سمعت صوتها يأذن لها بالدخول .
دخلت بهدوء ثم أغلقت الباب وهي تنظر إلى تلك المستلقية على فراشها بملل إعتدلت دينا في جلستها عند رؤيتها لها وهتفت بترحيب
_ أهلا وسهلا اتفضلي اقعدي .
قالت ذلك مشيرة إلى السرير فإقتربت بدور منها وجلست حيث أشارت متمتمة بمرح
_ متقوليليش انك نايمة كده طول اليوم من غير ما تعملي حاجة
قوست دينا شفتيها بملل وقالت
_ امال عايزاني اعمل ايه من أول ما اتخرجت وأنا مش لاقية حاجة اعدي بيها يومي .. حتى الفون زهقت منه !
_ ما تدوري على شغل طيب
نفت دينا برأسها وهي تهز كتفيها برفض مجيبة
_ مش عايزة اشتغل بصراحة .. على الأقل مش دلوقتي .
أومأت بدور برأسها بتفهم وعقبت
_ أنا برضه مش عايزة اشتغل أنا عايزة اتجوز !
ضحكت دينا بخفة ولم تعلق عم الصمت بينهما لثوان
حتى قطعته بدور فجأة بقولها
_ ممكن أعرف انت رافضة يامن ليه
ظهرت ملامح الإعتراض على وجه دينا قبل أن تتمتم بملل
_
وهو لازم يبقى في سبب عشان أرفض
أجابت الثانية بغيظ
_ آه لازم ! لما يبقى في حد متمسك بيك بالطريقة دي وانت رافضة يبقى أكيد في سبب !
قلبت دينا عينيها بضيق ثم سكتت قليلا تنظر إلى الفراغ بشرود .. رفعت بدور أحد حاجبيها بإستغراب وهمت بالسؤال عما يشغل بالها لكنهاتفاجأت بها تهمس فجأة
_ لأني بحب حد تاني !
كان يسير بإتجاه غرفته فور عودته من العمل توقف فجأة عندما وضع يده على مقبض الباب وهم بفتحه نظر إلى باب غرفتها بطرف عينيهبنظرات غامضة وبدا أنه يفكر في شيء ما شغل تفكيره ومنعه عن الإنتباه لعدد الدقائق الي مرت وهو يقف بنفس وضعيته أمام الباب .
أفاق من شروده على يد وضعت على كتفه تلاها صوت خلفه يهتف بقلق
_ مالك يا رسلان انت كويس
إلتفت برأسه إلى صاحب الصوت ثم أومأ بهدوء مطمئنا إياه
_ أنا كويس يا أمجد متقلقش .
ثم عاد ينظر أمامه بتفكير وأردف
_ بس في حاجة شاغلة تفكيري وعايز أعملها النهاردة قبل بكرة !
رفع أمجد أحد حاجبيه بإستغراب وتساءل
_ هي ايه
_ بابا فين
_ في اوضته أعتقد .. بس في ايه
يا رسلان
إنتظر إجابته لكنه تفاجأ به يبتسم بهدوء ويتمتم وهو يبتعد عنه متجها ناحية غرفة أكرم
_ هتعرف قريب !
رفع أمجد كتفيه بقلة ثم نزل تاركا رسلان يدخل غرفة أكرم بعد إستماعه للإذن بالدخول .. وجده يستند على ظهر فراشه ويفرد ساقيه واضعاحاسوبه على فخذيه ويبدو منهمكا في العمل أغلق الباب وإتجه ليجلس بجانبه على السرير دون أن ينطق بحرف .
رفع أكرم حاجبيه بإستغراب ونظر إليها متسائلا بإهتمام
_ في حاجة يابني
حك الآخر عنقه بتوتر متمتما
_ اه .. أنا محتاج أتكلم معاك في موضوع ..
أغلق أكرم الحاسوب ووضعه على الجانب الآخر من السرير ثم إعتدل في جلسته وولاه كامل إهتمامه قائلا
_ اتكلم .. سامعك .
حاول رسلان الحديث وحرك شفتيه محاولا إخراج الحروف من حلقه لكن الإحمرار بدأ يسيطر على وجهه مما جعل
أكرم يرمقه بقلق وريبة .
أخذ نفسا عميقا ثم أسرع يقول بنبرة بدت .. محرجة
_ أنا عايزك تجوزني بنتك !
يتبع دخلت القصر بعد
متابعة القراءة