روايه بدور
المحتويات
على وجهه .
سحبت يد سرين ثم عادت إليه معها ووقفت أمامه متسائلة
_ مالك يا بابا انت تعبت بالسرعة دي
نظر إليها بإستنكار وصاح
_ بالسرعة دي ايه احنا بنلف من ساعتين تقريبا وانت لسه مشتريتيش حاجة !
ثم حول بصره إلى سرين التي كانت تقلب فستانا ما في المحل الذي يجلس قربه وأردف بصوت وصل إليها
_ وأنا كنت فاكر انك انت بس
طالعته سرين بضيق وهي تشعر أنه يقصد بأنها هي من تقوم بتعطيلهم فتركت الفستان وقالت وهي تسير وتتخطاه
_ طب يلا نشوف حاجة نشتريها لبراءة بسرعة عشان نروح وأنا آسفة على التعطيل .
وكزت براءة ذراع والدها بلوم فشعر هذا الأخير بالذنب وقال يستوقفها
كان يتحدث مشيرا إلى الفستان الذي كانت تقلبه قبل قليل فإلتفتت إليه قائلة
_ شكرا مش عايزاه سعره غالي أصلا .
ثم واصلت سيرها وتبعتها براءة بينما وقف أدهم ونظر إلى الفستان الذي بدا أنه أعجبها ولكن بسببه تراجعت عن شراءه فكر قليلا قبل أنيدخل المحل مقررا إصلاح الأمر بينهما كما أقنعته براءة .
_ يامن صعبان عليا اوي يا إيلين انت مش شايفة حالته بقت ازاي لما دينا رفضته للمرة التانية .
_ البت دي غبية زيك هو في حد عاقل بيرفض النعمة مرتين
هزت بدور رأسها توافق كلامها وعقبت
_ فعلا انك تلاقي حد شاريك زي يامن دي نعمة بتتمناها كل البنا
قطعت كلامها وهي تنتبه إلى جملتها الأولى فوقفت فجأة وصاحت وهي ترمق إيلين بغيظ
_ قصدك ايه بانها غبية زيي يعني أنا غبية !
_ غبية طبعا بما انك شايفة ان رسلان أخوك مع انك انت برضه من جواك بتحبيه بس هتضيعيه بغباءك .
أشاحت بدور بوجهها بلامبالاة وتمتمت
_ مش عارفة ليه كلكم مصرين ان إهتمامي بيه حب .
إستمعت إيلين إلى تمتمتها فقالت ببساطة
_ لأنك غبية .
زفرت بدور بغيظ منها ثم سحبتها قائلة
رضخت إيلين لطلبها وسارت معها حتى وصلا إلى موقف السيارات ووقفا بجوار سيارة أدهم .
رفعت بدور هاتفها إلى أذنها لتتصل بشقيقها وتسأله عن مكانه لكنها أخفضته ثانية وهي تنظر إلى تلك السيدة التي تركب سيارة حمراءوتشغلها إستعدادا للرحيل .
أوقعت الهاتف وهي تنظر إلى السيارة التي إنطلقت من مكانها وهمست پصدمة
_ ماما ! كانت تجلس على أريكة بقاعة الجلوس وجوارها والدها يحاول تهدئتها وهي تصيح بحلفان
_ أنا مش بخرف والله ! أنا متأكدة اني شفتها معقول مش هعرف ماما
نظر إليها جميع أفراد العائلة المتجمعين حولها بعدم تصديق وهتف أكرم بحيرة
_ شفتيها ازاي يا بنتي وانت متأكدة انها ماټت واتدفنت خلاص
همست بتعب وهي تضع رأسها بين كفيها
_ مش عارفة !
أغمضت عينيها بتشتت وحاولت تهدئة نفسها وإقناعها بأنها تتوهم بالفعل فوالدتها متوفاة وهي متيقنة من ذلك .
فتحت عينيها ثانية عندما شعرت بأحد يجلس على يسارها فإلتفتت إليه لتجده رسلان .. نظر إليها هذا الأخير بإهتمام قائلا
_ احكيلنا على التفاصيل .
أومأت بطاعة ثم بدأت بالحديث
_ كنت واقفة مع إيلين جنب عربية أدهم وطلعت فوني عشان ارن عليه بس لاحظت ست شبه ماما اوي ولما ركزت فيها اكتر لقيت انها مامافعلا يعني مستحيل تبقى في ست شبهها للدرجادي ! أول ما شفتها فضلت مصډومة وما فوقتش غير لما لقيتها بتبعد بالعربية .. جريتوراها عشان الحقها بس معرفتش وقدرت بس احفظ رقم العربية ولونها طبعا !
إنتهت من كلامها وهي ترفع عينيها إلى الجميع لتجد ملامحهم تؤكد عدم تصديقهم لما تقول .. حولت بصرها إلى رسلان فوجدته ينظر إلىالفراغ بشرود وهمس دون أن يشعر
_ شبهها
رفع رأسه ليجد الجميع يتطلع إليه بترقب إلتفت إلى أكرم قائلا بجدية
_ احنا لازم ندور عليها !
مط أكرم شفتيه بتفكير ثم أومأ برأسه وقال
_ اعمل الي انت عايزه .
لمعت عينا بدور بأمل ونظرت إلى رسلان بإبتسامة إمتنان فإنحنى هذا الأخير على أذنها هامسا
_ الحقيقة هتظهر قريب ..
قطبت حاجبيها بعدم فهم لمقصده لكنها لم تستطع أن تسأله بسبب وقوفه وإبتعاده متجها إلى الأعلى .. رمقت الجميع بنظرة سريعةإستطاعت من خلالها ملاحظة غياب يامن فتساءلت
_ هو يامن فين
أجاب عمها أحمد وهو يضع هاتفه على أذنه يتصل به
_ مش عارف برن عليه من بدري بس هو قافل تلفونه .
أخفض هاتفه عندما لم يجد أي رد فأردف قبل أن يغادر القصر
_ هروح اشوفه ممكن يكون قاعد برة .
تبعته بدور بعينيها لتلاحظ وجود سرين وإيلين في موقع بعيد عنهم قليلا وبجانبهم براءة .. إقتربت منهم وإعتذرت قائلة
_ آسفة يا بنات انشغلت بحكاية ماما ونسي
قاطعتها سرين وهي تربت على كتفها بإبتسامة
_ مش مهم المهم اننا اتطمنا عليك .
ثم إلتفتت إلى إيلين وأردفت
_ يلا نروح دلوقتي .
أومأت إيلين ثم إتجهت
كلتاهما للخروج لكن صوت أدهم إستوقفهما قائلا
_ استنوا هوصلكم .
إستدارت إليه سرين وهمت بالرد لكنها وجدته يخرج متجها إلى سيارته وإيلين تبعته دون إعتراض .. زفرت بضيق ثم سارت خلفهما بعد أنقامت بتوديع بدور .
ركبت السيارة
بجانبه بناء على طلبه ولم تعترض لأنها متعبة وليست مستعدة لإختلاق شجار معه .. إلتزم الثلاثة الصمت طوال الطريق حتىوقف أدهم بسيارته أمام بيتهم .
نزلت إيلين سريعا وهمت سرين بالنزول كذلك لكن أدهم إستوقفها قائلا وهو ينزل من السيارة
_ استني هنا ثواني !
نظرت إليه بإستغراب وهو يفتح حقيبة السيارة ويخرج منها كيسا يحمل علامة المحل الذي كانت به ثم تقدم منها وقدمه لها قائلا بنبرة تحملبعض الإحراج
_ ده ليك .
_ ايه ده
تساءلت رغم علمها بما في الكيس ولكنها لم تتوقع أن يقوم بفعل كهذا أجاب وهو يخفض نظره إلى الأرض
_ الفستان الي عجبك والي بسببي مشتريتيهوش !
_ قولتلك اني مخدتوش عشان سعره مش بسببك .
رفع يده أكثر قائلا بإصرار
_ مش مهم السبب أنا اشتريته خلاص !
إبتسمت رغما عنها وأخذت الكيس وهي تهمس
_ شكرا .
بادلها الإبتسامة ثم ألقى السلام وإستقل سيارته ليعود إلى القصر تاركا إياها تنظر إلى الكيس بشرود وهي تفكر في تغير طريقته معهافجأة .. فقد كان لا يطيقها أبدا كما تفعل ولكنه الآن أصبح .. لطيفا قليلا !
فتحت عينيها ببطء وجالت ببصرها على المكان تحاول أن تستوعب أين هي الآن .. إعتدلت في جلستها عندما وجدت نفسها مستلقية علىأريكة في قاعة جلوس بشقة تراها لأول مرة .
تسارعت خفقات قلبها وهي تذكر ما حدث لها قبل أن تفقد الوعي عندما قام أحدهم بتخديرها .. وخطڤها ! لكنها تفاجأت بالتلفاز المشغلأمامها على قناة سبيستون وتحديدا على برنامج النمر الوردي .
عقدت حاجبيها بإستغراب وصدمة سرعان ما تحولت إلى خوف عندما إنتبهت لكونها مقيدة اليدين والرجلين . ورغم حبها الشديد لذلكالبرنامج السخيف الذي يعرض الآن إلا أنها لم تلق له بالا وتمتمت پخوف وهي تحاول تحرير يديها خلف ظهرها
_ يا رب يكون الي خطڤني انسان كيوت وخطڤني عشان يتفرج معايا على سبيستون بس يا رب !
إلتفتت إلى اليمين بسرعة عندما سمعت ضحكة رجولية ذات نبرة ليست بغريبة عنها جحظت عيناها وهي تراه يستند بظهره على الحائطويرمقها ببسمة مستفزة فصاحت
_ انت !
إقترب منها محافظا على إبتسامته تلك وهو يجيب
_ مفاجأة صح
قوست دينا شفتيها بضيق وتساءلت
_ عايز مني ايه
جلس بجوارها وقال بإستفزاز
_ عايز اتفرج معاك على سبيستون !
زفرت دينا بغيظ من سخريته وتمتمت
_ مش بهزر على فكرة .
_ انت عارفة انا عايز ايه .
قال ذلك وهو ينظر إليها بجدية فهتفت بلامبالاة
_ اعتقد اني رفضتك مرتين يعني واضح اني مش بطيقك مع اني كنت شايفة انك مش وحش بس انت دلوقتي اثبتتلي العكس وانا مشعايزة اتجوز حد خطڤني عشان لسه متمسك بيا بعد ما رفضته مرتين يعني معندوش كرامة زيك يا .. يامن !
رمقها يامن بنظرة حادة ثم عقب ببرود
_ عارف انك غبية ومبتعمليش حساب للكلام الي بتقوليه والي هتندمي عليه بعدين عشان كده هعمل نفسي مسمعتش حاجة .
إغتاظت دينا من بروده ومن نعته لها بالغبية فحاولت إستفزازه أكثر وأردفت متجاهلة كلامه
_ وبعدين هي بدور مقالتلكش اني بحب حد تاني
إزدادت حدة نظراته لكنه حافظ على بروده وقال بثقة
_ كدابة .
رمقته دينا بتعجب ثم قوست شفتيها بسخرية قائلة
_ وانت واثق اوي اني بكدب ليه
_ لاني مراقبك من وانت صغيرة وعارف عنك كل حاجة .
_ مش معنى انك مراقبني يبقى انت عارف عني كل حاجة في حاجات محدش يعرفها غيري وأول وحدة عرفت هي بدور وانا أصلا قلتلهاعشان تعرفك وتبطل تجري ورايا .
بدأ الغيظ يظهر على وجه يامن وهو يتساءل
_ إسمه ايه
جلست على مكتبها الصغير بغرفتها تلعب بالحاسوب بمحاولة منها لنسيان أنها رأت والدتها المتوفاة وإقناع نفسها بأنها تتوهم فرؤيةإنسان مېت لهو ضړب من الجنون .
زفرت بتعب وأغلقت الحاسوب مقررة الجلوس مع أفراد عائلتها .. وعند فتحها للباب تفاجأت بأمجد يقف أمامه ويرفع يده إستعدادا لطرقه .. أخفض يده
وإبتسم لها قائلا
_ ممكن أدخل
أومأت بهدوء وتراجعت متجهة إلى الشرفة أوصد أمجد الباب وتبعها ثم جلس على المقعد أمامها ونظر إلى الفناء الخلفي الذي تطل عليهشرفتها ملتزما الصمت .
تطلعت إليه بدور بإستغراب وبادرت بالحديث
_ في حاجة كنت عايز تقولهالي
نفى برأسه دون أن ينظر إليها فأردفت بتساؤل
_ امال جيت ليه
_ أنا بس عايز اقعد معاك شوية .
قالها وهو يرفع كتفيه ببراءة فعقبت بدور ببرود مصطنع
_ وأنا مش عايزة اقعد معاك .
تساءل بتعجب
_ ليه
_ لأنك مصدقتنيش لما قلتلكم اني شفت ماما محدش فيكم بيصدق كلامي أصلا غير رسلان حتى بابا .
مط أمجد شفتيه بعدم إهتمام وقال محاولا تغيير الموضوع
_ ولما رسلان هو الوحيد الي بيصدق كلامك موافقتيش عليه ليه
زفرت بدور بملل من ذلك
الموضوع الذي يكرره الجميع على مسامعها كلما تحدثت مع أحد ومن إصرارهم على موافقتها للزواج من رجلتعتبره أخا لها .. تحدثت بنبرة
منزعجة
_ لاني شايفاه أخويا ! انتو ليه مش عايزين تفهموا !
_ لانك غبية .
نفخت بغيظ منه ومن الجميع المتفق على غبائها وقبل أن تفكر بالرد إنتبهت
متابعة القراءة