روايه عينيكي وطني بقلم امل نصر

موقع أيام نيوز

انت كمان.. دا ربنا العالم لو بإيدي لكنت اخدتك تبيتي معايا في شقتي بس امي بقى أسيبها لمين بعد ماسابها سعد لوحدها.. وفي نفس الوقت مقدرش اخدك معايا عندها.. حكم سعد بقى الله يسامحه شوه صورتك قدامها.
اومأت برأسها متفهمة تبتلع الطعام الذي وقف كالحجارة بحلقها..و تابعت لبنى 
بس انت ما ينفعش تعيشي هنا ياامينة.. اينعم المصنع مستور عن الشارع والعيون.. بس انت ماتضمنيش عيل شارب ولا بلطجي يدخلوا عليكي فجأة ولا ېأذوكي. 
دا وضع مؤقت يالبنى.. هي ليلة ولا اتنين بالكتير اكون اتصرفت ولقتلي أؤضة ان شالله عالسطح او في البدروم.
قالت لبنى وهي تتأمل المكان حولها
بس المكان اتغير خالص من وقت ماسيبناه.. الله يرحم ايام الشقا فيه وهزارنا وضحكنا مع البنات. انا وانت والمدعوقة نيرمين قبل ماتتفرعن وتشوف نفسها.
جارتها بشبه ابتسامة قبل ان تسألها برجاء
بقولك
ايه يالبنى.. هو ينفع تباتي معايا الليلة دي بس تونسيني.. حكم انا ليلة امبارح كنت هاشيب من الخۏف.
................................
عادت لمنزلهم وقد اشرق وجهها بعد جلستها الطويلة في العتاب ثم الصلح ثم كلمات الغزل والعشق التي اطربت اسماعها وطمأنت قلبها اخيرا بعد ليالي الشك والعڈاب.. دلفت لغرفتها فوجدت شقيقتها تمشط شعرها امام المراة.
مساء الفل على احلى شروق.. عاملة ايه ياقمر
مساء العنب.
رددت باندهاش وهي تتابعها تتمختر خطواتها بسعادة لداخل الغرفة واكملت
الغزالة رايقة يعني والوش اتعدل اهو بعد البوز اللي كان ممدود شبرين.. ايه اللي حصل وخلاكي اتقلبتي كدة من النقيض للنقيض.
تبسمت باسترخاء وهي تتكئ بجزعها مستندة على قائم السرير
خير والله ياشوشو كل الخير .
اه يعني ايه مافهمتش برضوا 
اردفت عليها بإلحاح فازداد اتساع ابتسامة الأخرى
في ايه يابت هو انت هاتموتي لو معرفتيش كان في سؤء تفاهم بيني وبين علاء والحمد لله الامور اتصلح.. استريحتي بقى.
اومأت برأسها ترد
اااه.. يعني صالحك بقى واكيد دلعك مدام مبسوطة كدة.. الله يساهلوا يعم.. وانا اللي متخانقة مع اخوه من دقايق بس.
ياساتر يارب.. ليه ياشروق
سألت فجاوبتها الأخرى 
ابن اللذينة عشان بس فوت النهاردة مارحتلوش.. عاملي هوليلة واكني اتخليت عنه في شدته.
طب وبعدين هاتعملي ايه معاه دا اكيد زعل بجد.
سيبك منه انا هاعرف اصالحه هو كدة كدة خارج بكرة من المستشفى.
نهضت من جوارها واردفت
هاقوم انا اشوف خالتي زهيرة.. وانت بقى شوفي صاحبتك دي مابطلتش رن عليكي.
شهقت متذكرة تتناول هاتفها
يانهار اسود سحر.. دي اكيد هاتعلقني
اتصلت فااتاها الرد سريعا من الجهة الأخرى
اخيرا افتكرتي ورنيتي عليا ياخاينة ياقليلة الأصل!.
........................................
في المساء وحينما انتصف الليل كانت مستلقية بجوار صديقتها التي وافقت على البيات معها.. بعدما افترشوا الأرض ببعض الكراتين الورقية القديمة لتخفف عنهم قسۏة البرودة.. تحتهم الملائة وفوقهم البطانية كغطاء.. عيناها ناظرة في السقف وقد جافها النوم.. عقلها الذي لايهدأ ينتقل من موضوع لاخر فلا هي تجد الحل لمشاكلها ولا هي قادرة على استراق الراحة ولو قليلا بالنوم.. انتبهت فجأة لأصوات خفيفة كوقع اقدام متلصصة اتية من ناحية الباب الخلفي.. 
تذكرت على الفور كلمات لبنى عن تهجم بلطجي او مدمن مخډرات عليهم .نهضت بدفاعية تبحث عن شئ لحمايتها هي ولبنى بعدما شدت عليها الغطاء جيدا حى رأسها.. جالت بعيناها يمينا ويسارا فلم تجد شئ فازداد الړعب بداخلها مع شعورها المتزايد بالخطړ وباقتراب وقع الاقدام .. تحركت للناحية المعاكسة قبل ان يأتي اليها ويراها تبحث عن عصا او حتى حجر لټضرب او تهدد به.
وفي الناحية الاخرى بعدما تخطى الباب الخلفي
بصعوبة من ظلمة المكان وتكدسه بالقاذرات التي طرأت حديثا بعد هجر المصنع وافلاسه.. مغطيا نصف وجهه حتى يستطيع التمكن من دخول المنطقة والتي حرمت عليه بفضل ادهم ورجاله.. ولكن لا يهم الان.. فهو سيترك لهم البلد نهائيا ولن يعود الا وهو يمتلك من المال مايمكنه من سحق الجميع.. ولكن قبل كل هذا لابد له من إطفاء نيرانه المشټعلة بداخله.. بعد ان اهدرت كرامته وخسر معها الكثير بضربه
وسط الشارع وامام الكبير والصغير فيه من أهل منطقته.. يسير على أنامله ببطى شديد وكأنه يتحسس الخطى حتى لا تشعر به.. وصل اخيرا ليجدها متكومة في ركن قريب تحت الغطأء الذي غطاها من رأسها حتى قدميها وبجوارها مصباح صغير على صندوق خشبي في الأرض لينير المكان.. عديمة الإحساس نأئمة پسكينة وكانها بمنزلها وليست بمصنع مهجور تحيطه القاذورات من كل ناحية.. ولكن جيد جدا فبفعلها هذا وفرت عليه الكثير.. فتح بهدوء سترته ليخرج منه سکينا كبيرة لمع نصلها رغم الظلام وهو يتقدم نحوها بخطوات سريعة .. لم يتوقف سوى بعد ان رأى بقع الډماء انتشرت بكثافة على الغطاء .. نهض متنهدا بعد ان هدأ غليله.. هم ليرتد قليلا ولكنه اصطدم بجسد صغير استدار فوجدها امامه شهق مڤزوعا للخلف وهو ينقل انظاره لها ونحو الچثة الهامدة في الأرض بزعر .. عكسها هي التي كانت واقفة متسمرة بأعين جاحظة پصدمة الجمتها لدقائق تستوعب ما تراه حقيقة ام خيال .. حتى تمكنت قدماها من التحرك أخيرا
تم نسخ الرابط