روايه عينيكي وطني بقلم امل نصر
المحتويات
حباية الضغط النهاردة ..دلوقتي اخدها واقوم وابقى زي الفل .
نهض سريعا عن الفراش من جوارها قائلا
لا ياأمي الكلام دا ماينفعش.. انا هانزل حالا اجيبلك دكتور يشوفك ويطمني عليكي.
اوقفته فجر ممتعضة حينما هتفت عليه والدته ترجوه الأنتظار
أمي نزلت تجيب الدكتور ..فياريت يعني تستنى دقايق .. هي أكيد على وصول .
قالت زهيرة برجاء
قالت الاخيرة مخاطبة فجر التي همت لترد ولكن اوقفها صوت والدتها الذي اتي قريبا من داخل المنزل وقد جاءت ومعها الطبيب
..........................
ترجلت شروق من سيارة الأجرة امام البناية التي تقطن فيها وهي تسرع بخطواتها وفور ان اعتلت الدرج سمعت خلفها من يهتف عليها
استدارت على ناحية الصوت فجحظت عيناها من المفاجأة وهي ترى هذا الوسيم الذي رأته بالأمس امام سيارته فى الحارة الضيقة واعجبت به بشدة .. يتقدم نحوها الان بخفة واناقة غير عادية وكأنه خارج من أحدى مجلات الموضة الرجالي .. قال بابتسامة رائعة وهو يخلع نظارته السوداء التى كانت حاجبة عيناه الخضروان
وكأنها فقدت النطق ..ظلت تنظر اليه صامتة دون حراك .
ازداد اتساع ابتسامته فقال بمكر
ايه ياأنسة انا بكلمك ..هو انتي مابتروديش ليه
بكف يدها كتمت ضحكة خجلة على وجهها الساخن وقد تحولت وجنتيها لقطعة حمراء ملتهبة .. فقالت بصعوبة
يانهار ابيض عالإحراج .. دا انا كنت فاكراك اجنبي .
عشان كدة كنتي بتعاكسي براحتك بقى .. على اساس اني مش هافهمك .
اومأت برأسها وهى مازلت تكتم ضحكاتها وعيناها منخفضة أرضا ..اعطته الفرصة ليتأملها جيدا قبل ان تقول اخيرا
لكن انت ايه اللي جابك هنا عند بيتنا اوعي تقول انك جاي تشتكيني لبابا عشان عكستك
استجاب لمزاحها ضاحكا وهو يحرك رأسه بالنفي قائلا
هزت رأسها ابتهاجا بإطراءه وهي صامتة .. فتابع هو
في الحقيقة بقى انا جاي لوالدتي واخويا هما ساكنين هنا جديد .. تعرفي المعلم علاء ووالدته الحجة زهيرة
اجابت بحماس
معرفهمش ازاي بس دول جيرانا والباب قصاد الباب .
تبسم بارتياح يقول
كويييس اوي ده .. ممكن بقى اطلع معاكي تعرفيني الشقة
خرج
علاء مع الطبيب الذي قام بفحص والدته ليستفسر عن حالتها ويتلقى منه النصائح والارشادات لعلاجها ومراعتها فظلت معها سميرة التي دثرتها جيدا وهي تتحدث معها بعفويتها
الف سلامة عليكي يا ام علاء ..ربنا مايرقدلك جتة تاني ابدا
قالت زهيرة بامتنان
تسلميلى ياختي ..انا مش عارفة بصراحة هاقدر ارد جميلك دا ازاي انتي والمحروسة بنتك ..ربنا يحفظهالك يارب .
تبسمت سميرة بمودة قائلة
في ايه بس ياام علاء لو مكنش الجيران يلحقوا بعض فى وقت زي ده..يبقى ايه لزمتهم بقى دا المثل بيقول ..الجار قبل الدار ..بس انتي لازم تراعي لنفسك وبلاش الزعل يااختي..اديكي شوفتي بنفسك الزعل بيعمل ايه .. ودا كلام الدكتور مش كلامي .
تنهدت زهيرة قائلة بحزن
ودي نعملها ازاي بس دا الزعل ورانا ورانا مهما حاولنا نهرب منه .
لا ياام علاء .. انا عارفة ومتأكدة ان الراجل اللي خرج من عندك هو السبب في زعلك .. هو دا يبقى جوزك يااختي اصل بصراحة الشبه بينه وبين سي المحروس علاء ابنك كبير اوي يعني .
قالت زهيرة بقلق وصوت خفيض
وطي صوتك والنبي يااختي ..انا مش عايزة علاء يسمع.
لا ما انا سمعت خلاص ياماما وفهمت لوحدي السبب اللي خلاك تتعبي كده فجأة .
اجفلت المرأتان على صيحته الغاضبة وهو يدلف اليهم بداخل الغرفة وتابع بسؤال والدته
هو قالك ايه بالظبط ياماما وخلاكي تزعلي بالشكل ده
اجابت نافية
مقلش حاجة يابني تستاهل ..بلاش تعصب نفسك على الفاضي
لا قال .
قالها بحدة عاصفة..جعلت الډماء تهرب من وجه سميرة التي نهضت عن الفراش قائلة بارتباك
يادي النيلة السودة .. هو ايه اللي حاصل بالظبط دا انا شكلي عكيت الدنيا وانا مش دارية
حدقت زهيرة الي ابنها معاتبة وهي تومئ برأسها ناحية سميرة
عجبك كده
زفر علاء مطولا وهو يمسح بكف يده على صفحة وجهه ..فقال بلطف
معلش ياخالتي سميرة..انا اسف لوكنت احرجتك سامحيني.
يووه يابني.. اسامحك على ايه بس دا انت زي ولادي .. انا بس مش عايزة ابقى سبب في مشكلة بينك وبين الراجل ده اللي الظاهر كده يبقى والدك .
اومأ برأسه واضعا يديه الاثنتان على خصره ضاحكا بسخرية مريرة قائلا
مشاكل ايه اللي هاتبقي انتي السبب فيها بس ياخالتي ..هو احنا كنا سايبين بيتنا وحالنا ومالنا وجاين هنا ليه طيب فسحة يعني دا انت شكلك طيبة اوي ياخالتي .
الله يحفظك يابني دا من زوقك .
حاول علاء التماسك وكبت غضبه امام السيدة سميرة طوال لحظاتها المتبقية معهم والتي لم تطل كثيرا .. حينما همت للخروج ..وقام بإيصالها حتى الباب تفاجأ بأخيه حسين امامه كما تفاجأت سميرة بوقوف ابنتها شروق معه !!
انا اسف ياأمي سامحيني..
مسمحاك ياحبيبى وقلبي راضي عنك دنيا وآخره.
ضمھا اكثر يتنعم بحنانها
متابعة القراءة