عشقت امراة خطړ بقلم سنيروتيا ياسيمنا احمد
المحتويات
مكتفى مما رأته فى الغالب لاراحه فى هذه الحياه سواء
مع زوجة أبيها أو حتى مع أولاد عمها فكما يقال العينه بينه وقبل أن تتجاوز زيد بنظراته البارده
إلتفت لجدها لتستأذنه بمكر
_ ممكن يا جدو تخلى زيد يطلعلى الشنط ويعرفنى أوضتى
لم تفوت وجهه الذى إحتقن فجأه والاتساع الطفيف الذى طرأ على عينه و قبضته على يد الكرسى جعلتها تبسم
_ روح يا زيد مع بنت عمك
هتف دون تأثر وعينه الشرسه مصوبه على بنية عينها
_ حد من الحرس يطلعها انا عندى شغل ومتاخر عليه
كرر جده بلهجه أمره
_ من
امته الحرس بيدخل بيتنا مافيش غيرك يا زيد
نهض من مكانه وقبل ان يلتف أشار لها بطرف إصبعه بحركه متعجرفه لكنها لم تتأثر إكتفت بالاستمتاع
تقدم أمامها بحقيبتها الكبيرتان وخطى نحو الدرج لم يتفوه بكلمه لكن خطواته العصبيه ڤضحت
غضبه وإكراه على هذا الشئ فقررت إغاظته من جديد
_ بطل يا إبن عمى
حاول أن لا ينجرف مع محاولة إغاظتها لكن من كل خلجاته كان يتمنى صفعها وإعادة عقلها
مكانه لذا اكتفى بنفخ الهواء بصوت مسموع دارت بعينها فى المكان وتسألت وهى ترى طرقتان
_ فين الشباب اللى قلقانين عليهم انا ما شفتش حد غير واحد بس بينهج من شيل شنطين
من جديد عادت لإغضابه لكنه فصر على أسنانه ليمنع نفسه من إجابتها
وصل اخيرا إلى غرفتها المنشوده فتح الباب وألقى حقيبتيها بمنتهى العڼف وكأنه ينتقم منهم عوضا
عنهانظرت إليه بقلق وامسكت بحقيبتها من أعلى كتفيها وكأنها تستعد لمواجهة وحش سحق الكلمات بين
_ ما تلعبيش پالنار يا شاطره
لم تهتم بتهديده أو هكذا أبدت له فردت دون اكتراث وهى ترفع احد كتفيها بدلال
_ ألعبش ليه وانا الڼار أصلا
ثقتها لم تكن على حجمها فهى بقصر قامتها هذا وها النحيل لن تصمد أمام كف واحد لذا هدر تهانه
_ إنتى ما فكيش قلم أصلا
_ بس ما تقدرش تدهولى
باغته بأن أغلقت الباب بوجه دون حتى إستاذانه إختارت عدوته دون غيرها تعرف أنها سيكون لها أعداء
هو لن يثقل قائمتها لطالما تحتمى بأكبر سندلها بهذا المكان جدها فايز والذى رأت كيف يحترمه الجميع
وينصاع لأومره .
جالت فى غرفتها الواسعه بفراشها الذى توسطها يتضح الذوق والالوان الهادئه التى تتناسب مع الستائر
العاليه ويغادر المكان إبتسمت لنجحها فى أول جوله وسحبت انفاسها بقوه لتستمتع بنقاء هذا الجوالمختلف
عن مدينتها الصاخبه .
بعد ساعات إجتمعت الاسره بالكامل على مائده الغداء يترأسها الجد فايز وإلى جانبه إبنه عماد
ومعه ابنائه الاثنين يحيى وبلال والى جانبه ونيسه تناقل بصر صبا وهى تشاهد الجمع وتحاول
قرائتهم جميعا نادها جدها بود
_ تعالى ياصبا جانبى
اشار إلى الكرسي المجاور له بالقرب منه لتجلس على مقربه منه وبدأ الامر كأنهم فريقين هى العضو الوحيد
به على صف من الكراسى المقابل الذى يضم الجميع ابتسمت وهى تتقدم متابعه عين الوجهين الجديدين عليها
بلال ويحيى لم يغفل فايز عن نظراتها وهتف فور جلوسها
_ دول ولاد عمك عماد بلال ويحيى
حركت رأسها بابتسامه لهم والعجيب انهم إبتسموا لها بترحاب ولم يبدوا عليهم أى ضغينه سنهم كان
أقل من الذى إختفى عن الطاوله زيد لكن كان يسبقوها عمرا فهى لم تتم عامها العشرون بعد
سألتهم
_ انتوا بتدرسوا
أجاب بلال والذى لم يكف عن تفحصها بإعجاب فهى تشبه تحفه نادرا فى غير مكانها المناسب
_ انا ياستى بدرس فى كلية آثار اخر سنه ويحيى ....
قاطعه يحيى
_ سيبنى اتكلم عن نفسي لوسمحت
إلتف إليها ليحادثها بإهتمام
_ أولى صيدله رتك وطالع عينى فى المذكره مش بلاقى حد يسمعلى نهائئ وربنا بعتك ليا من السماء
زجرته ونيسه بنظره محذره فغيرمسار
حديثه سريعا ليسأل
_ وانتى بتدرسى ولا ايه
زمت شفاها وإتضح عليها الحرج لتقول وهى مجبره
_ لا انا خرجت من ثانويه عامه
صاح بلال بدهشه
_ معقول عمى حسين وافق إنك ما تكمليش ببساطه
ردت على سؤاله بسؤال
_ وليه مستغرب
حرك كتفه وهو ينظر إلى الجميع وكأنه يستجدى دعمهم
_ عشان عمى حسين دبلوماسي معقول ما يخلكيش تكملى تعليمك
لم تجيبه وأدخلت الطعام فى فمها عنوه حتى تتظاهر بالانشغال تدخل والده عماد ليقطع
عنها حرجها فهى لديها أسباب لا تريد كشفها أبدا لاسره لم تعلم عنها الكثير
_ أهى ارتاحت ۏجع القلب وعلى رأى الشاعر المرأه لو طلعت المريخ مسيرها للطبيخ
ضحك أبنائه وصاح يحيى ليمازحه
_ دا مش شاعر يا بابا
رد متفاخر
_ وإن كان دا راجل فنان وريهم يا ونيسه حلاوة المحشي بتاعك ولا أجدع دكتوره تعرف تعمله
ضحك الجميع عدا ونيسه نهضت لتملئ له احد الاطباق البعيده عن السفره وقدمته إليه بأليه
لم تكن من هواه المزاح وتربيتها الصارمه عكس زوجها تثبت قواه على أولادها .
سأل الجد فايز متفحصا
_ اومال فين بثينه ما جاتش ليه
اجابته ونيسه دون النظر بإتجاه
_ قالت هتاخر
هتف منزعجا
_ إزاى مش انا طالبت إنها تتغداء معانا
ابتسمت ابتسامه ساخره قصيره واستمرت بتجاهل النظر صوبه ور صبا بينهم فتح الجراح الخامله
من سنوات طويله وجدد آلمها بعدما أصبحت قويه وصارت تكره الضعف الذى كانت عليه من قبل وأصبحت
مستعده للثأر لشخصيتها القديمه من أى شخص أيا كان
لم يحتاج فايز سؤالها عن جفاؤها الجلى وعدم تدخلها لمراضاته كعادتها بكلمات قصيره لترقق قلبه
على إبنته فهى تعرف سبب امتناعها عن الاجتماع على مائده واحده مع إبنة بشرى ولقد فهم فايز لكن حلمه
الكبير بتجميع أحفاده جمعا إلى جواره جعله يحاول تقريب هذه المسافه بين صبا وجميع أفراد العائله
سألها من جديد
_ زيد فين هو كمان
جلست على كرسيها بعدما أنهت توزيع الطعام وأجابته
_ فى شغله إنت عارف إنه ما بيجيش إلا باليل
قضب حاجبيه وقد زاد غضبه من مخالفت الكبير والصغير لأومره وصاح بلهجه شديده الحده
_ انا مأكد عليه إنهارده إنه يتغدى معانا عشان بنت عمه
الكلمه جعلتها تفور الټفت إليه لتطالعه بأعين متسعه غير مباليه بأى شئ تستنكر غضبه على والدها
لعدم ور غداء غير معتاد عليه بالاساس ردت عليه پحده
_ اتعود يتغدى فى شغله ومافيش حاجه هتغير عشان حد البيت هيمشى زى ما هو ماشى
شعر عماد بسخونة الاجواء بين والده وزوجته وتدخل ليقول بتلطيف
_ معلش ياحاج إنت عارف زيد ورأسه الناشفه شغله عنده أهم حتى من نفسه
وزى ما إنت عارف المصنع مش صغير
هذه الاسباب كانت غير مقنعه لفايز أهم شئ عنده هو تنفيذ كلمته حتى ولو كانت على الجميع
الشرر الذى إنبلج من عينه كان يؤكد أن نيران الحړب ستشتعل ولا أحد سينجو منها .
صر على أسنانه وهو يوقف إبنه بزمجره شرشه
_ أنا كلمتى تمشى على رقاب الكل و....
قطع حديثه يد صبا الناعمه التى وضعتها على ظهر يده المجعده وهى تقول مهدأه إياه بإبتسامه حانيه
_ جدو متعصبش نفسك انا مبسوطه بوجودك أنت وجودك إنت أهم
إلتف إليها منصاعا مع مواستها الرقيقه حرك رأسه مبتسما لها وقد أطفأت ناره
بعذب كلماتها
لم تحتاج مجهود لتفهم أنه تخلف محتمل لأول مره عن الانصياع لأومر جده لعدم الاجتماع
معها وكذلك من ذكر إسمها من قبل ونيسه .
تناولت معهم الطعام وتحدث كلا من بلال ويحيى بسعاده مع صبا وكأنهم يكتشفوها كما هى تحاول إكتشافهم
لكن بطريقه أخرى من بعد خطوات رقيقه اقټحمت غرفتهم جعلت أعينهم تلتف وكانت أولهم ونيسه التى
فتحت ذرعيها وهتفت مرحبه
_ تعالى يا قلب ستك
انتبهت صبا إلى قطعة السكر التى إقتحمت جلستهم وحظت بهذا الاهتمام والترحيب تبعتها بعينان متسعتان حتى وصلت إلى ونيسه وتربعت على قدمها بشرتها بيضاء وشفاها ورديه وشعرها المجعد الساقط على وجنتيها
يزيدها جمال ويجعلها لا تقاوم يتضح من حجمها الصغير أنها لا تتعدى الاربع أعوام من فرط إعجابها بها تشجعت
لتسأل صبا بفضول
_ مين الجميله دى
أجابت ونيسه وهى تحاوطها بيدها بقلق
_ دى بنت زيد
إختطلت دهشتها بصډمتها وما عرفت سب لذلك ربما لانها لم تكن قريبه بشكل كافى من عائلة والدها
وغير مهتمه تماما بمناسبتهم لتعرف أن إبن عمها الأكبر زيد متزوج ولديه طفله لكن هذا ليس مهما المهم
هو أنها سعدت جدا برؤيتها فإبتسمت لها وسألتها بطفوله
_ وانتى إسمك إيه يا قمر
حدقت إليها الطفله برييه وتمسكت ب جدتها تبدو غير معتاده على مخالطه أحد وهذا يظهر من تجاهل الجميع
إليها واستمرارهم بالطعام كأنها لم تأتى أصلا نابت عنها ونيسه بالرد
_ مريم
اشارت لها صبا بإبتسامه وقالت
_ شكلى خلاص لاقيت صاحبه ليا فى البيت هنا مش هسيبك ابدا
ظهر الفزع على وجه ونيسه وضمتها بقوه إلى ها وكأنها تحميها من خطړ محتم وإندفعت قائله
_ لاء مريم مش بتحب تقعد مع حد
شعر الجميع بهذه العواطف المشحونه بالقلق والڠضب من جانب ونيسه فهتف عماد محاولا الابتسام
والتخفيف
_ مريم مش بتعرف تتعامل مع حد بعد أبوها غير مع ستها وبس
جاهدت صبا رسم ابتسامه على وجها لتخفى حرجها من تصرف زوجة عمها لكن أنقذها القدر من هذا
الحرج بصوت قادم من البوابه المقابله تنادى
_ السلام عليكم
التف الجميع على صوتها وصاح بلال بسعاده
_ أهى عمتى بثينه جات
إلتفت معهم صبا لترى عمتها
ظهر وجهها الخمرى وعينها الكحيله وفمها المكتظ كانت كبيره فى ال وأيضا السن على ما تبدو
فى اواخر الاربعين لم تكن ذات إبتسامه وصاحبة ع دائم هذا واضح على الخطوط التعبيريه
على حاجبيها وجبهتها دون شفاها ولا وجنتيها كانت عينها مسلطه على عينيها تطالعها پحقد دفين
وكره أسود حتى أنها لم ترى غيرها ولم تسمع ترحيب الجميع بها نظراتها إليها لم تتحول طول
توجها إليهم و عندما وصلت إلى جدها وإنحنت لتقبل يده ربت على رأسها وقال معاتبا
_ ولونى زعلان إنك إتاخرتى
نهض عماد من مكانه وهتف
متابعة القراءة